أوقفت الشرطة السياحية مؤخرا، فتاة رفقة شابين خلقوا الترويع بين الزوار والسياح على مستوى كورنيش أكادير، يقوم واحد منهم بتنفيذ سرقة بالقوة في حق زميلتهم فتبدأ في الصراخ والاستنجاد بالشرطة وبالمواطنين، فيفر ممثل دور اللص بعدما يسطو على أغراضها بالقوة على مرأى المواطنين، العنصر الثالث من المجموع يتكفل بتصوير هذا المشهد المروع بهاتفه النقال.
يختار الثلاثة وهم لبة بجامعة ابن زهر، ممرا مكتظا على الكورنيش فتبدأ ” الأكشن”: يرتمي اللص على حقيبة الفتاة، فتبدأ في الصراخ ” بوليس بوليس شفار شفار عتقوني…”.
تكرر هذا المشهد قبل أن يصادف دورية من الراجلين شاهدوا الفتاة تتعرض لعملية ” كريساج” فتعقوبا اللص، وانقضوا عليه، استرجعوا أغراض الضحية، وقاموا بتصفيده فكانت المفاجأة غير منتظرة من قبل الشرطة السياحية، كما من قبل مواطنين ” حنا كانديوا كاميرا كاشي باش نشوفوا رد فعل المواطنين عند مشاهدتهم فتاة تتعرض للسرقة والتعنيف على الكورنيش بين عموم الزوار وتستنجد بالشرطة”؟
“الفتاة” عمرها 20 سنة، جسدت دور الضحية، وزميلها تقمص دور ” الحرامي ” بدون علم المركز السينمائي المغربي، وبدون علم نقابات الفنانين، ولا حتى بدون أخذ أي ترخيص من السلطات المحلية، رغم أن المشهد كان مروعا، وقد يتدخل فيه مواطنون فيمارسون بدورهم قضاء الشارع ضد اللص” فيكبر الطرح غير بالضحك”.
الطرف الثالث في هذه التمثيلية، يمثله شاب في عمر 26 سنة، يقوم ب” التورناج ” من خلال كاميرا هاتفه مجسدا ” صحافة المواطن” الذي أضحينا نشاهدها في كثير من المشاهد حيث يكتفي صاحب الهاتف بالتلذذ بتصوير ضحايا العنف أوالفيضانات دون أن يكلف نفسه عناء التدخل أو تقديم المساعدة، صحاب الهاتف جسد بكورنيش أكادير دور صحافي اللحظة، فوثق مجموعة من لقطات هذا المشهد قبل أن توقفه الشرطة وتحجز عدسته.
المثير في العملية أن الثلاثي اكتفى بالقول ” راه غير كنمثلوا ” متجاهلا أن للتمثيل قواعده وشروطه، سيما أن لصوصا قد يركبون نفس الموجة وكلما ضبطوا من قبل مواطنين أو أمنيين سيصرحون بأنه مجرد ” ضحك عيال “.
النيابة العامة تابعت الطلبة ممثلي جريمة وهمية وصحفي، وهمي ب”تصوير مشاهد بدون ترخيص والتبليغ عن جريمة وهمية وإهانة الضابطة القضائية”. كما حجزت الشرطة آلة التصوير المستعملة في هذه العملية والتي تتضمن المشاهد المصور.
ادريس النجار
أ. المغربية