عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءًا يا وطني””
درويش.
لا شيء لك في وطن يجبرك على المغادرة و يعاقبك على البقاء فيه بكل ما أوتي من ظلم و سادية ..
تسعى دائما ان تكون صالحا كما يرددون كل مساء على نشرة أخبار الثامنة و الواحدة .. و لكنك في نهاية المطاف تصل طريقا مسدودا و تحاصرك فكرة الوداع للارض التي طالما قرأت عنها و بكيت فيها و لم تفكر يوما انك ستدير لها ظهرك بعد أن أصبحت مواطنا صالحا كما يريدون لكن الأخيار دائما يغادرون سواء الى السماء او الى عالم اقل وحشية و اكثر انسانية مع طيبوبتنا.
تغادر لانك بعد عشرين سنة من المواطنة الصالحة تطردك بلادك فلست سوى شيء يثقل كاهلها و تريد ان تتخلص منه. يطلبون منك أن تدرس لتكون مواطنا صالحا و تتعلم فتتخرج و تحمل شهادة الاجازة و الماجستير و الدكتوراه لتصبح عاطلا عن العمل الا انك هذه المرة لا تربي الأمل بل تتسوله عساه يثني على صبرك الطويل.
تغادر لان وطنك الذي طالما أحببته و لم تعرف غيره يحضن سواك و يستقبل غيرك في الوقت الذي تجده يتقزز منك و يهرب نافرا منك, انت ابن الارض و ابن هذا التراب.
تغادر لانك تعبت تبحث عن الامل في عيون من حولك و ترجو ان لا تطيل عالتك أكثر عليهم … لانك ابن هذه الارض التي رغم سقوطها لا تموت ابدا..
لهذا تغادر و تتحسر كلما رأيت وطنك في التلفاز ينادي بالمواطنة الصالحة و يدجن ماتبقى من عقول هناك.. كل الآمال خائبة فأوطاننا للذئاب لا للنعاج البريئة و للاقوى فلم يحافظ ضعيف عن وطن أبدا.
أخبرهم عن وطن يجبر مواطنيه على المغادرة بانتزاع الامل منهم و كسرهم أمام بشر مثلهم يميزهم عنهم فقط أنهم من هناك.. وراء البحر حيث الوطن يمنح رمزا لأبنائه و لا يجبرهم على المغادرة و لا يمقتهم.
درويش: ” كن من أنت حيث تكون واحمل عبئ قلبك وحده و ارجع اذا اتسعت بلادك للبلاد وغيرت أحوالها”
إيمان أحنوش