الرئيسية اراء ومواقف هلال شوال .. التميز من أجل التميز

هلال شوال .. التميز من أجل التميز

كتبه كتب في 20 أغسطس 2012 - 03:31

لقد عودتنا وزارة الأوقاف المغربية على التميز في إثبات بدايات الشهور القمرية، وعدم موافقتها لغيرها من الدول العربية، وهي بعملها هذا تبرهن على :

أ ـ معارضتها لأحكام الفقه المالكي، حيث رجح علماؤه توحيد المسلمين في شعائرهم وإن اختلفت أقطارهم وأمصارهم ؛

ب ـ تبنيها للرأي الفقهي المرجوح المعتمد على حديث كريب، وهو الذي لا يقوَى على معارضة الأحاديث المرفوعة التي يتأسس عليها الرأي الفقهي الآخر الذي يتبناه المذهب المالكي ؛

ج ـ تبخيسها لآراء واجتهادات علماء المغرب المتميزين من أمثال محمد المختار السوسي وعلال الفاسي والحجوي الثعالبي وآل الصديق الغماري وغيرهم ممن ألفوا وأفتوا في النازلة مرجحين التوحيد على التفرقة ؛

د ـ عدم قدرتها على استثمار التطور التكنولوجي وآراء علماء الفلك في المسألة، وتشبتها بالفهم التقليدي للنص ؛ حيث تصر على ضرورة الرؤية البصرية داخل القطر دون سواه.
وإذا تجاوزنا هذه الأمور التي بسطنا رأينا فيها في مقالين سابقين، نجد أنفسنا ملزمين لإبداء رأينا في نازلة عيد الفطر لسنة 1433 هـ، وهو العيد الذي انفرد به المغرب عمن سواه من الدول العربية، وهو انفراد مثير ومريب، حيث تعودنا على موافقة المغرب لسلطنة عمان، وهو الأمر الذي طالما استدل به مناصرو التميز المغربي لكون السلطنة من أحسن الدول ـ حسب زعمهم ـ تحريا وتثبتا في إثبات أوائل الشهور، لكننا في نازلتنا اليوم، نجد السلطنة متوافقة مع المغرب في بداية رمضان مختلفة معه في غرة شوال.

وإذا جارينا القوم في دعواهم أن السلطنة من أحسن الدول تحريا، كان لزاما علينا أن نتبع رؤيتهم تطبيقا لما قرره أئمة وشيوخ المذهب المالكي، خصوصا أنه ثبت ثبوتا شرعيا في عدة أماكن منها، بل تعزز بصورة حصّلها مجموعة من ذوي الخبرة الفلكية من خلال الجهاز الآلي كما صرح بذلك البيان الرسمي لوزارة الأوقاف العمانية.

وإذا حاجَجَنا مناصرو التميز المغربي بالبعد المكاني عن السلطنة، فإن الهلال ثبت بالرؤية المستفيضة في الجارة الجنوبية موريتانيا، حيث بلغ عدد الرائين ـ حسب البيان الرسمي – 56 شخصا في عموم البلاد.

هنا نطرح تساؤلنا عن الجدوى من استمرار هذا التميز والانفراد عن الأباعد والأقارب على السواء.

إن التفرقة التي يقودها المغرب في إثبات الرؤية القمرية ليست ذات نفع أو جدوى، خصوصا أن التفرقة تنعكس على المغاربة قبل أن تنعكس على عموم المسلمين، وذلك من خلال:

ـ تقسيم الصحراويين بين مفطر وصائم، فالصحراويون المقيمون في الأقاليم الجنوبية يتمون اليوم الثلاثين من رمضان، والمغاربة الصحراويون المقيمون بتندوف يحتفلون بعيد الفطر، وكان حريا بوزارة الأوقاف أن تستحضر هذا البعد وأن تتلافى مزيدا من التقسيم والتشتيت بين الإخوة وأبناء الأعمام.

ـ تقسيم المغاربة المهاجرين في الديار الأوربية، حيث نجد المغاربة رواد المساجد غير المغربية يختلفون في شعائرهم ومشاعرهم عن المغاربة رواد المساجد المغربية، ناهيك عن المغاربة الذين بدأوا صيامهم في الديار الأوربية وأصروا على حضور العيد في بلدهم مع عائلاتهم وذويهم، مما جعل أسئلتهم واستفساراتهم تتقاطر على أهل العلم لتوضيح الموقف الشرعي من قضيتهم.

لقد كان حريا بوزارة الأوقاف المغربية أن تتلافى كل هذه الإشكالات بتوحيدها للصيام، وبذلك تكون موافقة للمذهب المالكي أولا، ومسايرة للتقدم العلمي ثانيا، ومزيلة أسباب الفرقة عن المغاربة ثالثا.

بقي أن أشير إلى أن إثبات الرؤية في بعض البلدان تأثر بنتائج وآثار الربيع العربي، حيث خف الخلاف نسبيا بزوال نظام العقيد الليبي الذي كان يستند على نظام خاص في تحديد بدايات الشهور القمرية، لذا أجدني مضطرا لمطالبة حركة 20 فبراير وغيرها من مكونات المعارضة المغربية إلى إدراج مبدأ توحيد الرؤية ضمن ملفها المطلبي، ما دام أن مطالب العلماء من أمثال علال الفاسي وغيره لم يصغ إليها النظام المغربي إصغاء العاقل اللبيب، دون أن يقدم مسوغات علمية أو واقعية يمكن أن يستند إليها لتعزيز أطروحته ودعواه.

مشاركة
تعليقات الزوار ( 1120 )
  1. الأخ الفاضل الكريم السلام عليكم، اولا أريد أن انبه على امر مهم للغاية ينبغي أن يكون في علمكم وهو أن المغرب لم ينفرد بعيد الفطر هذه السنة كما ورد في المقال يل – والمرجو الانتباه- شارك المغرب احتفاله بعيد الفطر كل من أندونيسيا وباكستان وبنغلادش.. وهي كلها بلدان تعتمد الروية البصرية على عكس السعودية ومن سار مسارها وقلدها بغير علم من اعتمادهم على الظن الفلكي وليس الحساب، فرؤية المغرب شرعية كما أكد ذلك علماء الفلك الشرعيون، ولا ينبغي أن يتبع المغرب المخطئين بحجة التوحيد، خصوصا أن السعودية لا تعتمد الرؤية البصرية كما يتوهم كثيرون وهذا يعرفه من كان هناك لا من يسمع من بعيد، ثانيا تعتمد السعودية على حسابات واهية لميلاد الهلال لا يقبلها علماء الفلك الشرعيون، وهي الاعتداد بالدرجة الواحدة لانخراف القمر عن تعامد الشمس مع الأرض لإعلان ميلاده بينما يقرر العلماء أن الدرجة المقبولة بالحساب الفلكي – غير المعمول به في المغرب – هي 11 درجة مما يمكن ضوء الشمي من الوصول إلى القمر فيظهر بعض منه هلالا، فالسعوديون الراجمون بالغيب في إعلان الفطر يعتمدون على اوهام مفارقة للحساب الفلكي وذلك لكونهم يعتمدون على حسابات قديمة وغير دقيقة اتخذتها بعض اللجان منذ سنة 1969، ومن هناك جاءهم الغلك حتى في أوقات الامساك والإفطار في رمضان، وقد قرر بعض علمائهم أن القوم يمسكون عند حلول الفجر الكاذب وهو يسبق الفجر الصادق بـ20 دقيقة ولكن مفتي المملكة حسم الهلاف كفاحا وصحح معتمد لجنة 1969 فبم يبق لقائل ما يقول لأن قوله صار الرأي الرسمي؟؟؟ وارجو الرجوع إلى النقاش الكبير الذي شهدته السعودية في العام الماضي عندما أعلن علماء الفلك هناك استحالى روية الهلال ومع ذلك تم إعلان العيد، وذكر آنذاك أن القوم عيدوا برؤية زحل؟؟؟
    إذن من خلال ما مر نقول أنه لا اعتداد بصوم السعود ولا بمن قلدهم من العرب، بل الاعتداد بالرؤية البصرية التي لم يقل أحد علماء المغرب لا قديما ولا حديثا بتركها، ثم إن ما ذكر من قول المختار السوسي وغيره بالتوحيد لم نحد فيه ما يشير إلى ترك الرؤية البصرية؟؟
    واخيرا هل على المغاربة تقليد القوم في كل شيء حتى يكونوا مرضيين، ومن تكلم فيما لا يعلم أتى بالعجائب والسلام

Comments are closed.