الرئيسية اراء ومواقف أبطال التعريب زمن استعمار المغرب

أبطال التعريب زمن استعمار المغرب

كتبه كتب في 25 يوليو 2013 - 02:55

1-  عبد السلام بنونة

طالما سمعنا الكثير عن ما يسمى برواد ( الحركة الوطنية) من جهود جبارة في مقاومة المستعمر عبر ربط علاقات اقتصادية واجتماعية و ثقافية معه، بمعنى مسلك التعامل بالتي هي أحسن، مما وفر لرجالات الحركة الوثنية عفوا (الحركة الوطنية) هامشا حيزا مهما للمناورة السياسية و الثقافية…  تجاه الشعب المغربي. واحد من  هؤلاء هو، ما يطلق عليه باسم أب الحركة الوطنية، انه عبد السلام بنونة هذا الأخير المعروف بدهائه السياسي زمن الحماية إذ يعتبر التعليم والتعريب أحد أولوياته الأولى لتكوين جيل جد متعلم من أبناء الموريسكيين، للإمساك بزمام الأمور وربط علاقات جد وطيدة مع المستعمر والتموقع بجانبه كحليف له عكس القبائل الثائرة ضده. ونظرا للعلاقات المتميزة للرجل مع اسبانيا في المناطق الشمالية للمغرب و سعيا لتنفيذ مشروعه الثقافي الرامي الى تثبيث جدور الثقافة العربية الموريسكية إستطاع أن يحصل على موافقة بناء أكاديمية الاداب والفنون والعلوم، و في سنة 1917 أسس المدرسة العربية الإسبانية التي دخل اليها العشرات من أبناء النخب الموريسكية التطوانية لتطوير تقافتهم الإسبانية قصد تأهيلهم لما بعد ابائهم في علاقاتهم مع اسبانيا، ولتوفير النشر وتقريبه من هؤلاء أسس أول مطبعة شمال المغرب تشرف على إصدار مجلة الإصلاح لتمرير خطابات شكيب ارسلان الداعية الى القومية العربية، بعدها سيقوم بنونة بإنشاء مدرسة الفنون التقليدية قصد الحفاظ على الموروث الموريسكي وتغليبه على ثراث الشمال المغربي دي الجدور الأمازيغية مما يفسر  نوايا بنونة تجاه محيطه السوسيوثقافي، لن يقف الرجل عند هذا الحد ففي سنة 1924 سينشئ أول مدرسة لتعليم العربية أو ما يصطلح عليه بالمدرسة الأهلية، جلب اليها أساتذة من مصر وفلسطين  وأثتها بكتب و مراجع من القاهرة و بغداد كفرع من فروع مدارس الشرق بالمغرب.  و لكون بنونة يسير في الإتجاه الذي تريده اسبانيا زمن المقاومة الشرسة لعبد الكريم الخطابي، حصل على مرسوم ملكي موقع من طرف الفونسو13 يمكن بموجبه كل الطلبة الذين درسوا بالمدارس السابقة الذكر الإلتحاق بالمعاهد و الجامعات الإسبانية، و لتأمين متابعة دراستهم و تواجدهم هناك سيقوم الرجل بتمويل تعاونية مطبعة المهدية بإسبانيا، التي ستتكلف بإصدار الكتب والمجلات والجرائد التي تعتبر بالنسبة لأبناء الموريسكيين متنفسا لعدم فقدان الصلة بما رسمه اباؤهم ايديولوجيا و سياسيا في علاقاتهم بالمعمر.

دهاء بنونة لن يقف عند هذا الحد حيث سيركز على تعزيز علاقاته مع الشرق عبر ربط علاقات مع جمعية الثقافة العرية بباريس سنة 1927، ومع الفلسطينيين في اكتوبر 1928 وذلك حين أرسل طلبة مغاربة للدراسة هناك، منهم ولداه و أبناء نخب تطوان، ولحسن حظه سيأتي ما يسمى بالظهير البربري سنة 1930 ليكون نقلة نوعية في حياته عبر تنظيم احتجاجات زادت من وزنه السياسي ووصل الأمر الى التنسيق مع شكيب أرسلان للإحتجاج في سوريا و العراق و فلسطين، كما أرسلت رسائل عدة الى عصبة الأمم احتجاجا على الظهير، و لم يكتفي بهذه التحركات بل تعداها الى تأسيس اللجنة السورية الفلسطينية المغاربية كان الهدف منها مقاومة الظهير، الذي لا يعدوا أن يكون ظهيرا لتنظيم المحاكم العرفية للقبائل التي تتعامل بالعرف كوسيلة لتنظيم شؤؤنها وهو ظهير موقع من طرف محمد الخامس. ففي مقابل احتجاجه على فرنسا ضد الظهير سارع في 14 أبريل 1931 الى تهنئة قيام الجمهورية الإسبانية بل و نظم تظاهرات في نفس الشهر  و في 4 ماي 1934 دعما واحتفالا بالجمهورية الجديدة رفع خلالها مذكرة مطالب عمالية الى السلطات الإسبانية، مما أدى الى انبهار وزير الإقتصاد الإسباني أنذاك أنداليثيو بريتيو بالأمر  وقال: أنه يتوجب على اسبانيا أن تخرج من المغرب و تترك أمر الحماية لعصبة الأمم” الأمر الذي كدبته فرنسا وانجلترا،  وعارضه عبد السلام بنونة هو الاخر بالقول” أنا أيضا لا أوافق على انسحاب اسبانيا لأن فرنسا ستحتل مكانها مباشرة بعد خروجها، و لكن في ظل بقاء اسبانيا يمكن لشمال المغرب أن يكون حكومة مستقلة على النمط الكاطلاني ببرلمان و حكومة مستقلة” وهذا ما كان يخطط له بنونة عبر تعريب المحيط و نسج علاقات قوية مع اسبانيا إذ كان يراهن أن تخرج و تترك له جزءا من المغرب يحكمه، و عند وفاته في سنة 1935 بمدينة رندة الإسبانية خلفه عبد الالق الطريس الذي سار في نهجه بل أكثر .

 

بقلم: عبد النبي إدسالم

 

مشاركة