الرئيسية ثقافة وفن أرفود:بحضور المقاوم معضادي، باحثون ينبشون تاريخ مقاومة الفيلاليين.فهل من دعم رسمي للخطوة

أرفود:بحضور المقاوم معضادي، باحثون ينبشون تاريخ مقاومة الفيلاليين.فهل من دعم رسمي للخطوة

كتبه كتب في 27 ديسمبر 2023 - 20:19

بوطيب الفيلالي
نظم مركز تافلالت للدراسات والتنمية والأبحاث التراثية ندوة وطنية بعنوان: ” المقاومة المحلية بتافيلالت : الذاكرة والتاريخ، وذلك عصر يوم الأحد 24/12/2023 بدار الثقافة بمدينة أرفود.وهي الندوة التي عرفت مشاركة أحد رجالات المقاومة بقصر المعاضيد التابع لجماعة عرب الصباح زيز، الحاج البشير بن الجيلالي عمراوي، إضافة إلى باحثين ومهتمين بموضوع المقاومة ضد المستعمر الفرنسي خصوصا الفيلالية منها.
الندوة إذن، سلط خلالها المقاوم الحاج البشير الضوء على صور مما عاناه المقاومون المحليون بتافيلالت، من تنكيل من طرف المستعمر في كل من أرفود ومركز الطاوس، بالإضافة إلى عمليات التنسيق بين خلايا و أفراد المقاومة المحلية، وكل ما له علاقة بالاجتماعات السرية وجمع السلاح. لينتقل بعدها حضور الندوة الوطنية، إلى الاستمتاع بمداخلات الباحثين كل حسب موضوع تدخله. إذ تحدث د.عبد الله داد عن دورالعلماء والصلحاء في المقاومة، ومميزا بين ثلاثة مواقف للزوايا من الاحتلال الأجنبي، و كذا دور العلماء الذين كان أغلبهم مقاوما للاستعمار الفرنسي، مع ذكر الوسائل المستعملة في ذلك، كالمشاركة المباشرة وخطب الجمعة والرسائل ثم نشر الكتب.
الأستاذ عبد الحق عماري في مداخلته، وجه إلى ضرولاة تسليط الضوء على المقاومة في عرب الصباح غريس، بعد أن تناول بالتحديد موقع مجال عرب الصباح زيز وغريس، ومشيرا إلى التعاون مع أيت عطا وأيت يافلمان في هذا الجانب، ومبرزا لجوانب مشرقة من أعلام المقاومة الصباحية للاحتلال . أما موضوع الوفاء للمقاومين الأحراربالتعريف بمعاركهم ضد الاستعمار، فقد تناول فيه د.عثمان لمراني علوي نموذجا مشرقا للمقاومة الفيلالية، تمثل في المقاوم مولاي مصطفى الحنفي، بل أسرة آل الحنفي ودورها في المقاومة بتافيلالت، مع ذكر أهم المعارك التي قادها المقاوم مولاي م.الحنفي، ومذكرا بمعركة البطحاء الشهيرة(1918)، التي روى فيها الشهداء أرض تافيلالت بدمائهم الزكية، رفضا للعبودية والحجر والاستعمار.
و لإبراز دور منطقة ” فزنا ” في مقاومة المحتل، تناول الكلمة ذ.العربي قيس، وهي المداخلة التي وضح خلالها طوبونيمية “فزنا” وااتي ربطها ب ” الفوز”، بالإضافة إلى إعطاء لمحة عن أصول المكون البشري للمنطقة ( أغلبهم رحل)، ليصل إلى ترتيب كرونولوجي لأحداث تاريخية شهدها المكان، بدء من زيارة السلطان الحسن الأول ل ” فزنا “، والسياق العام للمقاومة بتافيلالت ضد المحتل الفرنسي، وصولا لمعركة مسكي 1916، والبلاء لحسن لمقاومين أشاوس (با عيسى وابنه عبد القادر من بعده).
د.يوسف الزاوي، تناول في مداخلته المقاومة الفيلالية للاستعمار،من الدعوة للجهاد، إلى تأسيس خلايا جيش التحرير، مقتفيا آثارأحمد بن الهاشمي الفيلالي في مقاومته بالكلمة،ومتحدثا عن العوامل الداعية للمقاومة، ثم تجليات تحول المقاومة لجيش التحرير. أما حدث المسيرة الخضراء، فقد كان حاضرا من خلال وربطه باستمرار المقاومة، وهي فحوى مداخلة ذ.نور الدين مجدوب، الذي أشار إلى أن فوج مولاي علي الشريف المشارك في المسيرة الخضراء، والذين بلغ عددهم 20000 مشارك كان من بينهم 2000 امرأة، انطلقوا من قصر السوق ( الرشيدية حاليا) في اتجاه طرفاية، بحيث كانوا أول الواصلين إلى الصحراء المغربية، وموضحا في نفس الوقت، أهم دلالات مشاركة فوج مولاي علي الشريف في حدث المسيرة الخضراء المظفرة.
الحضور كذلك استمع لأسئلة ومداخلات الحاضرين، التي ساهمت بدورها في إغناء النقاش حول موضوع الندوة الوطنية.
وفي الأخير سلمت شواهد تقدير وعرفان، للمقاوم الحاج البشيربن الجيلالي عمراوي، وكذا السادة المحاضرين جزاء حسن تنشيطهم للندوة.
الندوة إذن ستساهم لا محالة في إماطة اللثام عن حقائق مشرقة، من المقاومة الفيلالية للمحتل الفرنسي، والتي دأبت العادة(…) إهمالها والمرور عليها مرور الكرام، عن طريق تسليط الضوء على جانب دون آخر وجهة دون أخرى، لكن إصرار جيل جديد من الباحثين والأكاديميين بمجال تافيلالت، على ذكر كل الحقيقة معززين بوثائق وأدلة، بل وشهادات حية لمقاومين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، لهو الضامن من أجل توثيق بطولات المقاومة المغربية عموما، والفيلالية على وجه الخصوص، وكل هذا لابد له من دعم من الجهات المسؤولة، سواء المندوبية السامية للمقاومة أو السلطات الإقليمية بالرشيدية، والذين أصبحوا مطالبين بمزيد من توفير الشروط اللوجيستية، من أجل ندوات وطنية تليق بموضوع المقاومة، من قبيل تخصيص قاعة واسعة في أحد الفنادق بأرفود أو غيره، ولما لا حضور شخصيات رسمية في مثل هاته الخطوات، التي تخدم تاريخ مغربنا في ظل حكم الأسرة العلوية الشريفة دام بقاؤها.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *