الرئيسية تربويات قضايا تربوية:محدودية العرض التربوي لشعبة ما وسؤال تكافؤ الفرص

قضايا تربوية:محدودية العرض التربوي لشعبة ما وسؤال تكافؤ الفرص

كتبه كتب في 10 أبريل 2023 - 13:30

:
بالفعل، مازال يطرح مشكل محدودية العرض التربوي لبعض الشعب العلمية أوغيرها، إشكالية حقيقية أمام بعض التلاميذ الذين يرغبون في متابعة دراستهم في الثانوي التأهيلي في شعبة ما، استجابة لميولاتهم ومراكز اهتمامهم وطموحاتهم لما بعد الباكلوريا . والسبب هو تواجد الشعبة المرغوبة في مؤسسة ثانوية تأهيلية واحدة في الإقليم بكامله، الشيء الذي يضع مجموعة من التلاميذ الراغبين في سلكها، بين أمرين اثنين يتمثلان في التنقل يوميا لتلك الثانوية، مهما بعدت المسافة بينها وبين مقر سكنى التلميذ (ة)، وهو ما يشكل عبء إضافيا لهذا الأخير ولأسرته – ماديا ومعنويا- ، قد يؤثر على مستوى التحصيل الدراسي.
في حين أن الأمر الثاني وأمام ما يطرحه الأمر الأول من صعوبة، فيتمثل في تخلي التلميذ (ة) عن رغبته وطموحه، وبالتالي الإدعان للأمر الواقع واختيار الشعبة التي توفرها الثانوية القريبة من سكناه، والتي تغنيه عن ويلات التنقل اليومي المرهق والمكلف. وهو ما يفرض طرح سؤال مبدأ تكافؤ الفرص بين أمثال هؤلاء الذين يمكن نعتهم بالضحايا، وبين بقية أقرانهم التلاميذ من ذوي نفس الاختيار، القريبين مسكنا من الثانوية التأهيلية المعنية بذات الشعبة المرغوبة، أو الذين توفر لهم ظروف عائلاتهم المادية، إمكانية التنقل عبر سيارات الأجرة أو عائلية خاصة.
لهذا فلتجاوزهاته الإشكالية المرتبطة بمحدودية العرض التربوي الذي تفرضه ظروف بعض الشعب، نقترح انخراط فيدرالية جمعية الأمهات والآباء بتنسيق مع المديرية الإقليمية ، وبدعم وشراكة مع المؤسسات المعنية بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية داخل كل إقليم معني بهذه الظاهرة التربوية، للعمل على مأسسةتوفير نقل إقليمي مدعوم من المؤسسات المذكورة، قصد تمكين أولئك التلاميذ من متابعة دراستهم في الشعبة المرغوبة، مهما كانت محدودية عرضها تربويا داخل الإقليم. وكل هذا أملا في تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع أبناء الوطن الواحد، وهو بدون شك ما يرنو إليه نظامنا التربوي المغربي.هذا الاقتراح إذن الذي يمكننا من تجاوز الحل المتمثل في ضرورة إنشاء داخليات في الثانوية التأهيلية التي تتوفر على الشعبة ذات الاستقطاب المحدود، وهو ما يشكل عبء ماديا للمنظومة التربوية يمكن تجاوزه بإحداث نقل إقليمي منتظم.

بوطيب الفيلالي

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *