الرئيسية ثقافة وفن قصر البحر…ذاكرة آسفي المتهالكة التي تنتظر “البعث”

قصر البحر…ذاكرة آسفي المتهالكة التي تنتظر “البعث”

كتبه كتب في 7 أبريل 2023 - 17:30

أمينة المستاري

 

قصر البحر أو القلعة البرتغالية… هي معلمة تاريخية تطل على البحر بآسفي، بنيت سنة 1523، بعد أن استغرق بناؤها 8 سنوات ، على مساحة قدرت بحوالي 3900م، وتم تصنيفها سنة 1922 ضمن التراث المعماري الوطني على غرار مجموعة من المباني الأثرية التي بنيت في عهد الاحتلال البرتغالي بمدن كالجديدة والصويرة وأصيلة…

اتخذ البرتغاليون  القصر كحصن لهم سنة 1508 بعد احتلال مدينة آسفي في القرن 16. فقد بني على شكل حصن أو قلعة، يضم ثلاثة أبراج مهمتها الحراسة والمراقبة والدفاع، وفي وسطه ساحة كبيرة، ومخازن للحبوب والأسلحة والتدريب والقتال…وتحصينات دفاعية بنيت بشكل موحد شبيه لباقي الحصون والقلاع البرتغالية.

وقد بنيت به غرف عديدة استعملت كسجن للأسرى والسجناء وأخرى لعقد اللقاءات والمشاورات الحربية، فيما تم تعلية أسواره وترك فتحات استعملت للمراقبة ووضعت بها مدافع، إضافة إلى وجود قصر لقائد برتغالي. وقد كان القصر مركزا تجاريا كبيرا واعتبر ملتقى تجاريا للدول الأوربية، ونقطة مكنت البرتغاليين من التحكم في مرور السفن والطريق الساحلية إضافة إلى ميناء المدينة القديم، وكذا التحكم في حركة التنقل بمصب واد الشعبة…

أما الأبراج فهناك البرج الغربي الجنوبي، البرج الجنوبي الشرقي ثم البرج الثالث المربع الشكل والذي يعتبر من أضخم الأبراج يأخذ شكل مستطيل وجد فيه القائد البرتغالي مكانا ملائما له يستقر به.

وقد عرف قصر البحر شقوقا بعد تعرض قاعدته السفلية للتآكل، بسبب تواجده على جرف بحري أموني معرض للأمواج العاتية، ويمتد على مسافة 3 كيلومترات، ويتعرض للتآكل، خاصة وأن أسفله مغارات وتجاويف ساهمت إلى جانب عوامل التعرية في تهدم جزء منه، وهو ما دفع بالجهات المعنية إلى إغلاقه في وجه الزوار، حيث عرف أول التصدعات سنة 1937، بانهيار السور الغربي الذي يحمل مجموعة من المدافع، وتلاه انهيار آخر سنة 2010 هم جزء من البرج الجنوبي الغربي المستعمل كمأوى للجنود والذي انهار بأكمله سنة 2016.

وتفاديا لانهيار القصر الكامل، تم إحداث حاجز وقائي ممتد من برج الناظور إلى حدود المنطقة الصناعية لوحدات التصبير بهدف مواجهة وصد الأمواج العالية التي عملت على تآكل الجرف الأموني، إضافة إلى إحداث الميناء الجديد الذي أثر على شكل القصر وبعد تحويل أمواج البحر مباشرة في اتجاه قاعدة القصر.

انتظارات الساكنة والمهتمين كبيرة بترميم وحماية القصر، خاصة بعد أن أقيم بناء عشوائي بجانب القصر وهو ما دفع بالمجتمع المدني إلى استنكار ذلك والمطالبة بحماية المعلمة التاريخية التي تشكل جزءا من تاريخ المدينة.
مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *