Ad Space
الرئيسية تربويات ” العمارة الطينية ” كتاب يؤصل للبناء الواحي و يدعو لحمايته

” العمارة الطينية ” كتاب يؤصل للبناء الواحي و يدعو لحمايته

كتبه كتب في 5 يوليو 2022 - 23:25

 

بالفعل وبتنسيق من د. أحمد الصديقي أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة ابن زهر بأكادير، و تحت إشراف لجنة علمية ضمت مؤرخين وباحثين مهتمين بالتاريخ والتراث من المغرب وفلسطين ومصر وفرنسا ، صدر حديثا كتاب ” العمارة الطينية بالواحات تقاطعات التاريخ والثقافة والتنمية ” في 332 صفحة، ضم إسهامات لباحثين أكاديميين ومتحصصين في العمارة الواحية، والتي سبق عرض الكثير منها ضمن أشغال الندوة العلمية الدولية ” العمارة الطينية بتافيلالت؛ واقع الحال وآفاق رد الاعتبار”، التي نظمها مختبر القيم والمجتمع والتنمية التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر أكادير. بالاضافة لموضوعين لباحثتين حول العمارة الطينية بالمملكة العربية السعودية وتونس..

هؤلاء الباحثين المختصين قاموا بتشريح مفاصل العمارة الطينية بالجنوب المغربي، مبرزين أصول هاته الأخيرة والتطورات المستمرة التي تأثرت بالتلاقح التي شهدتها مختلف مناطق الجنوب المغربي، خصوصا مجال الواحات التي لعبت فيها مختلف القبائل المغربية التليدة كصنهاجة وزناتة ومصمودة دورا محوريا في تطوير مؤسسة القصر والعمران الواحي الطيني، وما أضافه الوافد المعقلي العربي بعد هجرته وإدماحه بالمنطقة من مساهمات، أبرز الباحثون من خلال ما قدموه من معلومات تاريخية اعتمادا على مصادر ومراجع معتمدة مختلف التحولات والتطورات على مر الزمان التي لحقت بتلك العمارة، و التي جسدت بالفعل ذاك التلاقح الفريد من نوعه التي كان المجال الواحي مسرحا له رغم كل التدافعات التاريخية…ومبرزين كذلك ارتباط هذا النوع من العمارة بالظروف المناخية والبيئية للمجال، وكذا بمختلف القيم والأعراف السائدة بالمنطقة، والتي جاءت مؤسسة القصر كنموذج قوي لتزكية قيم الترابط والتكافل والتضامن القبلي والأسري، وتعزيز القيم الاجتماعية قصد مواجهة ظروف النذرة وشظف العيش والدفاع المشترك مع سبل تحقيق الأمن.

مؤسسة القصرهذه –سواء في تافيلالت أو في غيرها من المناطق- تناول الكتاب كذلك كيف لعب الاحتلال الفرنسي دوره السلبي في تقويضها، من خلال تفكيك البنيات التقليدية وإنشاء مجموعة من الأنوية والمراكز الحضرية، لمنافسة مؤسسة القصر والإجهاز على روح الجماعة واللحمة القبلية….

الكتاب إذن وأمام كل هذا وذاك، لم يفته الدعوة إلى ضرورة تظافر جهود مختلف الجهات الوصية وكافة المعنيين، لرد الاعتبار للعمارة الطينية بواحات الجنوب المغربي كثرات معماري صديق للبيئة يتلاءم مع قساوتها صيفا وشتاء، سواء أكان ذلك بالترميم والصيانة أو بمحاربة كل أشكال تشويه معالمها بما في ذلك الهدم العشوائي وزحف البناء الإسمنتي. وكل هذا أملا في المحافظة على أشكال تلك العمارة قصور وقصبات وقلاع وغيرها، باعتبارها ذاكرة معمارية وجب تثمينها وحمايتها من الخراب والاندثار.

خليفة الفلالي

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.