الرئيسية اراء ومواقف بقلم سيدي علي ماء العينين:مابعد كورونا :إعادة ترتيب الأدوار.اليهود المغاربة نموذجا

بقلم سيدي علي ماء العينين:مابعد كورونا :إعادة ترتيب الأدوار.اليهود المغاربة نموذجا

كتبه كتب في 15 أبريل 2020 - 14:55

مابعد كورونا :إعادة ترتيب الأدوار.اليهود المغاربة نموذجا.
بقلم سدي علي ماءالعينين ،أكادير ،أبريل ،2020

تناولنا في مقالات سابقة مختلف الجوانب المرتبطة بآثار أزمة كورونا على الدولة والمجتمع بالمغرب، و عيوننا على مابعد الأزمة وكيف يمكن استثمارها لإحداث تغييرات في سياسة بلادنا إتجاه العديد من الملفات،
اليوم سنتناول موضوعا له خصوصية من حيث ما يطرحه من تباين في المواقف من جهة، و تعامل من جهة أخرى، بل من القراء من قد يستفسر عن دواعي طرحه في علاقة مع أزمة كورونا.
يتعلق الأمر باليهود المغاربة، أو المغاربة من أصول يهودية،
و هنا وجب التأكيد اننا بصدد الحديث عن مغاربة كاملي المواطنة طبقا للدستور المغربي و التشريعات المعمول بها ،وأن لهم نفس الحقوق والواجبات، بل يشتركون مع غيرهم من المسلمين في إمارة المؤمنين، التي تعني ان الملك بصفته الدينية هو أمير على كل المغاربة المؤمنين بالكتب السماوية وليس فقط المسلمين كما كان الحال قبل الدولة المرابطية،
يتسم الوجود اليهودي بالمغرب بالقدم، وترجح عدد من الدراسات أن قدومهم جاء في أعقاب خراب الهيكل الأول في عام 586 ق.م.
وبلغة الإحصائيات حسب ما وفره رابط البحث بجوكل
فيوجد أكثر من مليون يهودي مغربي، وفق فدرالية اليهود المغاربة في واشنطن.
فيما قدر الباحث من الجامعة العبرية سيرجيو ديلا بيرجولا أن هناك 2,300 يهودي في المغرب اعتبارًا من عام 2015،

و المثير في الأمر أن اليهود المغاربة لا يشتركون فقط مع إخوتهم من المسلمين المغاربة في إمارة المؤمنين، بل يشتركون – وأحيانا يتنازعون – في مجموعة من الأولياء بالمغرب!!
“دراسات بن عامي إسشار ركزت على ظاهرة أولياء وقديسي اليهود المغاربة حيث أحصت وجود 652 ضمنهم 126 مشتركا بين المسلمين واليهود و15 وليا مسلما يقدسه اليهود و90 وليا يهوديا عند المسلمين، ويتنازعون في 36 وليا كل ينسبه إليه”!!
ما ميز اليهود المغاربة انهم في حياتهم اليومية غير ناطقين بالعبرية،التي تبقى مقتصرة على طقوسهم الدينية، فيما هم يتكلمون الامازيغية حسب المناطق و الدارجة على العموم، كما انهم متشبتون بعاداتهم المغربية في كل دول العالم مع إحتفاظهم بجنسيتهم المغربية.
و تشير كل التقارير المنجزة عن اليهود المغاربة حتى في إسرائيل بانهم في الصفوف الأمامية في الدفاع عن قضايا المغرب في المحافل الدولية ومن كراسي المسؤوليات التي يتحملونها في عديد من البلدان التي هاجروا إليها.
كما تشير العديد من التقارير الصحفية عن رغبة العديد من اليهود المغاربة العودة إلى المغرب و الإستقرار بقراهم التي غادروها والتي لازالوا مواضبين على زيارتها كل سنة وخاصة في الأعياد الدينية اليهودية.
إلى حدود كتابة هذه السطور لم يسمع بعد علنا عن وجود مساهمة لليهود المغاربة في مواجهة المغرب لهذه الجائحة، وما يسري عليهم يسري على الجالية المغربية بالخارج، وذلك بسبب معاناتهم في دولهم ودول المهجر من نفس الجائحة وربما بحدة اكبر.وإلا لكانوا من اول المساهمين.
لكن هذه الأزمة هي مناسبة لفتح النقاش حول سبل إستثمار العنصر اليهودي المغربي في بنية الدولة المغربية، وعدم الإكتفاء بادوارهم الطلائعية في الخارج دفاعا عن قضايانا العادلة وفي مقدمتها مغربية الصحراء،
إن اليهود المغاربة الذين عبروا عن رغبة في الإستقرار بالمغرب وجب التفكير في قنوات إستقبالهم وتسهيل إستقرارهم بقراهم ومدنهم التي غادروها مما سيقدمونه من قيمة لبنية الدولة المغربية إجتماعيا وإقتصاديا.
لقد كان المغرب دوما بلد التعايش والسلم وحوار الأديان، و اليهود المغاربة عبر التاريخ كانت لهم مكانة خاصة من إحترام للقناعات الدينية وتوفير لفضاءات ممارسة الشعائر الدينية،
مغربنا يحتاج غدا إستثمار كل مكوناته و روافده و تنوعه في إطار دولة يرعاها أمير المؤمنين الضامن لحقوق الأقليات بإسم الدستور وقيم الإسلام السمحة.
فهل تعتبرون؟

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *