الرئيسية تمازيغت “الأمازيغ: قصة شعب” .. كتاب يزاوج بين التاريخ والأسطورة

“الأمازيغ: قصة شعب” .. كتاب يزاوج بين التاريخ والأسطورة

كتبه كتب في 17 يونيو 2016 - 07:13

عن دار الساقي للنشر بالعاصمة اللبنانية بيروت، صدر منذ أيام قليلة كتاب جديد تحت عنوان “الأمازيغ: قصة شعب” للكاتب المغربي المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، الدكتور عبد اللطيف هسوف، وهو كتاب يمزج في أسلوب رشيق بين التاريخ والحكاية والأسطورة.files

ويسعى الكتاب الصادر حديثا إلى إبراز مقومات الثقافة المغاربية الأمازيغية قبل مجيء العرب رافعين راية الإسلام، وإظهار نظرة مغايرة للأحداث تضع جانبا الاعتداد المفرط بالذات الأمازيغية، وترد في المقابل على تهافت بعض المبغضين لكل ما هو أمازيغي لأسباب تاريخية أو سياسية.

ويتوجه هسوف، الذي أهدى الكتاب إلى أبيه الأمازيغي وأمه العربية، إلى جمهور البلدان المغاربية عارضا أمامهم تاريخ أوطانهم المنسي في قراءة تنأى عن العصبية، وهو ما يروم الكتاب إلى تحقيقه، حيث يغوص في تاريخ الأمازيغ من خلال قراءة معمقة قد لا يتّسع كتاب واحد إلى حصرها.

وفي الفصل الأول يشير هسوف إلى أنه لا يمكن عزل مقاربة موضوع أصل البربر عن التموقعات الإيديولوجية والسياسية للأمازيغ أنفسهم وللمهتمين بالأمازيغيات عموماً، حيث إن هناك اتجاهات متعددة عالجت وما زالت تعالج هذه الإشكالية دون التوصل إلى رأي علمي واحد وحيد يعتدّ به.

ويحدد الفصل الثاني من الكتاب بداية تاريخ البربر عصر دخولهم مصر واعتلاء الأمازيغي شيشنق وأبنائه العرش خلفاً للفراعنة (ابتداءً من 945 ق.م). ويقول الكاتب: مثلما تفاعل الأمازيغ مع المصريين القدامى، تفاعلوا كذلك مع الإغريق والفينيقيين والرومان والبيزنطيين الشرقيين.

وفي الفصل الثالث يرى الكاتب أن الأمازيغ سعوا للبحث عن قوى غيبية عبدوها وتقربوا إليها، حيث لم يؤمن الأمازيغ بآلهة أمازيغية فقط، وإنما تأثروا بمعتقدات جيرانهم المصريين، كما تأثروا بالمعتقدات الفينيقية والإغريقية والرومانية، إلى جانب إيمانهم بالديانات السماوية المعروفة آنئذ مثل اليهودية والمسيحية.

الفصل الرابع من الكتاب تطرق إلى آلهة البربر القدامى وخص بالذكر والتفصيل الإله آمون، والإله بوصيدون، وغايا ربة الأرض، وعنتي حامي البربر، والإلهة تانيت، والإله أطلس، والإله أنزار، وأما في الفصل الخامس، يذكر الكاتب سير ملوك وملكات الأمازيغ قبل دخول الإسلام إلى شمال أفريقيا.

وفي الفصل السادس نقرأ عن أهم إنتاجات كتّاب الأمازيغ، التي تم تأليفها في لغات أجنبية، مما يؤكد أن الفكر الأمازيغي كان قادراً منذ القدم على التفوق في مجالات فكرية وثقافية كالمسرح والشعر والرواية، ويتساءل الكاتب في هذا الفصل عمّا خلفه البربر من تراث فكري مكتوب.

وأما الفصل الأخير فقد عرج فيه هسوف للحديث عن السنة الأمازيغية التي بدأ العمل بها عام 950 قبل ميلاد المسيح، بعد ذلك تحدث عن أبراج السنة الأمازيغية التي ارتبطت بمعتقدات تنجيمية سبقت تحول البربر إلى الديانات السماوية، وفي نهاية الفصل يسوق الكاتب المفاهيم المرتبطة بالرموز لدى الأمازيغ.

ويزاوج كتاب “الأمازيغ: قصة شعب” بين التاريخ والحكاية والأسطورة، حيث اتبع الكاتب منهاجاً مبسطاً يتأرجح بين كتابة تاريخية موضوعية، وكتابة أدبية إبداعية تستقي في بعض الأحيان من الخيال الشعبي المتوارث، وبالتالي الكتاب مزيج بين التاريخ والحكي الروائي والسيرة الغيرية والأسطورة والميثولوجيا ومعطيات الأنتروبولوجيا.

وحري بالذكر أن عبد اللطيف هسوف هو كاتب وباحث مغربي، حائز على دكتوراه في السياسات العمومية والإدارة من جامعة والدن في الولايات المتحدة الأميركية، ودكتوراه في اللسانيات التطبيقية والترجمة من جامعة السوربون في فرنسا.

مشاركة