الرئيسية اراء ومواقف وداعا د. عبد الهادي التازي.

وداعا د. عبد الهادي التازي.

كتبه كتب في 8 أبريل 2015 - 13:20
د. عبد النبي ذاكر
ما زالت صورتك عالقة في الذهن وأنت تقدم حوالي عشرين مخطوطة من رحلة ابن بطوطة في ملتقى دولي حول رحالة العالم بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة، استعدادا لمشروع العمر: تقديم تحقيق علمي دقيق لعشاق شيخ الرحالين، وسيد جوابي الآفاق. ما زلت أذكر فرحتك الطفولية  بدبي وأنت تشهر في وجوهنا الترجمة الصينية للرحلة اعتمادا على تحقيقك وتقول مبتسما مظفرا: “كحلوا عيونكم!”. لن أنس دفاعك المستميت عَن الثقافة المغربية أنى كانت، وعن فضحك للتزوير الذي طال لوحة ضريح الشيخ الحافظ “أبي البركات البربري”، التي تحولت بقدرة قادر إلى “أبي الركاب التبريزي”. ذاك الفتى الأمازيغي الذي أسلم على يديه أهل “ذيبة المهل” (جزر المالديف)، التي حل بها قبل ابن بطوطة بقرنين. لن أنس تواضعك العلمي وأنت توافيني بنسخة من المستدركات على تحقيقك، لتشير بذلك إلى أن التحقيق عمل متواصل سيما مع نص قوي لا تكاد تنقضي عجائبه. لن أنس فرحتك بالكتاب الذي أهديته لك، وأنت تنلقفه ككنز ثمين، أنت الذي زرت أكبر خزانات العالم، وقيل لك هيت لك! لن أنس محاضرتك بجامعة ابن زهر وأنت تنفض الغبار عن علم روداني أدخل المطبعة إلى المغرب في القرن التاسع عشر، وكان يقام له ويقعد في بلاد المشرق. لن أنس دررك عن تاريخ الديبلوماسية المغربية، وعن رحالات ورحالين مغاربة جابوا أرض الحجاز. لن أنس احتفاءك بكل ما هو مغربي، فكنت لا تستنكف عن ذكر اللفظ المغربي الأصيل في المعمار والأطعمة واللباس والمجتمع وأنت تحاضر في أصقاع الدنيا..لن أنساك ما حييت.

 

مشاركة