تنظم مؤسسة سوس في سياق الدورة الثالثة للموسم السنوي للمدارس العتيقة، المزمع إقامتها في الفترة الممتدة ما بين 17 إلى 24 مارس 2015، في موضوع: «العقيدة الأشعرية، عقيدة أهل السنة والجماعة» مائدة مستديرة في موضوع: « إدماج الفتيات في التعليم العتيق، تجارب وخبرات.» وجدير بالذكر أن الموسم السنوي للمدارس العتيقة، نشاط سنوي تنظمه مؤسسة سوس للمدارس العتيقة بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي الأعلى وعمالة إقليم تارودانت. ويتضمن أنشطة وفعاليات مختلفة من ندوات علمية ومسابقات فكرية وثقافية ورحلات وزيارات ميدانية وأمسيات دينية، ولقاءات مفتوحة.
وستخصص هذه المائدة لدراسة واقع الفتيات في التعليم العتيق، والبحث في سبل تعزيز اندماجهن في هذا المسار الدراسي أسوة بزملائهن الفتيان، حتى يستطعن الترقي في المستويات التعليمية، ليبلغن المراحل العليا، ويستطعن بعد التخرج الإسهام بفعالية في خدمة مجتمعهن ووطنهن، ذلك أن التعليم العتيق أولا والمجتمع المغربي ثانيا في حاجة ماسة إلى الفتاة الحافظة للقرآن الكريم، المتقنة للعلوم الشرعية والحاصلة على شهادات المدرسية والجامعية، لتسهم في الحفاظ على ثوابت الأمة والدفاع عن هويتها، والتشبث بخصوصياتها الفكرية واختياراتها المعرفية، ولا يتم كل هذا بالعناية بالذكور دون الإناث، بل بإدماج الفتيات في التعليم العتيق ليشاركن في الحفاظ على الميراث المغربي المسهم بفعالية في بناء الحضارة الإنسانية.
ولتحقيق هذا الهدف عملت المؤسسة على العناية بإدماج الفتاة في التعليم العتيق، بتنظيم مسابقة خاصة بها ضمن الموسم السنوي للمدارس العتيقة، وبتخصيصها بجوائز للتفوق في المستويات الدراسية المختلفة، كما هو المأمول بالنسبة للسنة الجارية، بعد أن تم تكريم التلميذات المتفوقات في مستوى الباكلوريا على الصعيد الوطني في السنة الماضية. وانطلاقا من ذلك نأمل أن تكون هذه المائدة المستديرة، مناسبة لدراسة موضوع إدماج الفتاة في التعليم العتيق، واستعراض تجارب وخبرات المدارس العتيقة من مختلف مناطق المغرب والاستفادة منها في وضع الخطط والبرامج وفتح أقسام خاصة بالفتيات في المدارس العتيقة، وتشجيع الفتيات على متابعة دراستهن بها والحصول على الشهادات والترقي في مختلف أسلاك التعليم العتيق.
تشارك في إثراء هذه المائدة المستديرة نخبة من السيدات الأستاذات والمسؤولات في مجموعة من مدارس التعليم العتيق بالمملكة المغربية، التي لها باع طويل في إدماج الفتاة في التعليم العتيق، كما سيشارك في إغنائها خبراء من مديرية التعليم العتيق بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تقوم بالإشراف عليه وتدبير تسييره على المستوى الوطني. وسيستعرض المشاركون تجارب مؤسساتهم في إدماج الفتاة في التعليم العتيق، وأسباب النجاح أوالصعوبات التي تواجهها، على مختلف المستويات، وسبل تذليلها وإيجادالحلول الناجعة لها. كما تأمل المؤسسة أن يقدم المشاركون مجموعة من التوصيات العلمية التي تفتح أفاقا جديدة لإنجاح اندماج التلميذات في التعليم العتيق في مختلف مناطق المغرب بنجاح وقوة.
