الرئيسية اراء ومواقف حزب الاستقلال في الغرفة التجارية لأكادير وأفقه المستقبلية…

حزب الاستقلال في الغرفة التجارية لأكادير وأفقه المستقبلية…

كتبه كتب في 2 مايو 2013 - 10:43

إصطف عدد من الأساتذة الجامعيين فوق المنصة بقاعة الندوات بالغرفة التجارية لأكادير صباح يوم الجمعة 25 أبريل 2013 بالجلسة الافتتاحية لما سمي بالندوة العلمية جعل لها عنوان : ” الجهوية في المغرب العربي وأفق المستقبل،”

ألقوا كلماتهم، الأحد تلو الآخر، سبحوا وهللوا لمصطلح “المغرب العربي ” ولم يستثنى من كلماتهم سوى مداخلة ممثلة المنظمة الألمانية التي مولت النشاط :
ركزت عرضها حول التنمية المستدامة وحقوق الإنسان وحقوق المرأة في شموليتها الكونية، لم يتوقع المنظمون أن يحضر النشطاء الأمازيغيون للقاعة ليسجلوا رفضهم لأي نشاط يرمي إلى تكريس ما هو متجاوز من ألفاظ التفضيل العرقي في بلادهم، رفعوا شعارهم بأنهم ليسوا عربا ونادوا بتصحيح التاريخ، وطالبوا المتدخلين فوق المنصة بسحب هذه اللفظة الإقصائية والاعتذار، غير أن مطلبهم بالاعتذار قوبل بالتعنت والرفض في أول الأمر، مما أدى إلى انسحابهم الجماعي من داخل القاعة، والوقوف أمام بوابة مقر الغرفة التجارية، لمواصلة رفع الشعارات والاحتجاج، الشيء الذي أدى إلى تقديم المنظميين للاعتذار مبرريين استعمال هذه الكلمة بأنه مجرد سهو ناتج عن كونها كانت تستعمل لعدة عقود، وليس من السهل التخلص منها في زمن وجيز خاصة وأنه لم يمضي على حذفها من الدستور الجديد سوى مدة قصيرة. “حسب زعمهم” ما يثير الاستغراب من هذا التبرير هو أن يقع إجماع السادة الأساتذة في السهو، دون أن يكون من بينهم ولو متدخلا واحداً ينتبه إليه، خاصة وأنهم ينتمون إلى أسرة التعليم العالي وأغلبهم يدرس القانون والشريعة، وليس من المقبول أن لا يواكبوا التطور السياسي بالمغرب ؛ إن اختيار موضوع الجهوية في المغرب العربي وأفقه المستقبلية، في مدينة أكادير ليس أمرا فجائيا ولا اعتباطيا، لكنه ينبع من خلفية تاريخية لحزب طالما حاول بسط نفوذه على المنطقة السوسية سعيا لإقبار خصوصياتها، ليخلوا له المجال للاستئثار بثرواتها،إنه بشكل واضح حزب الاستقلال.
لم يثق هذا الحزب في مأجوريه من أعيان سوس الذين يسخرهم لخدمة أجندته السياسية الخبيثة، مقابل تركهم يلحسون قليلا من فتات موائد الإقطاع الاقتصادي والعقاري بالمنطقة، ولم يترك لهم مهمة تنظيم هذه الندوة لوحدهم، بل فضل أن يبعث احد وجوهه المركزية ليكون «المشرف» على التنظيم، ولو بطريقة غير مكشوفة.
إن تنظيم هذه الندوة بأكادير لم يكن سوى حلقة ضمن المسلسل الذي يقوده حزب الاستقلال والذي يرمي إلى أن يوجه من خلاله إلى الآخرين خارج المغرب وفي محيطه الإقليمي والشرق أنه مازال يمسك بزمام الانتماء العربي للمغرب، وأن له القدرة على ذلك حتى من داخل منطقة معروفة عالميا بأنها من صميم المغرب الأمازيغي ؛ ولابد في هذا السياق أن نذكر بأن هذه المدينة الأمازيغية عرفت في ما سبق توقيع اتفاقية إحداث منطقة عربية للتبادل الحر، التي قدمت هدية ثمينة للأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الذي أدرجها كإحدى مفاخره وإنجازاته ضمن تقريره بمؤتمر القمة العربية المنعقد سنة 2010 بمدينة سرت بجماهيرية القدافي، علما بأن مستقبل هذه الجماهيرية قد أقبر سنة بعد ذلك بمعاول التغيير التي كان أمازيغ ليبيا في مقدمة من حملوها.
نستخلص مما حدث بغرفة التجارة والصناعة بأكادير بأن الأدمغة المتحجرة لحزب الاستقلال لازالوا لم يدركوا أن دائرة المناورات السياسية بدأت تضيق عليهم وأن الشأن ألهوياتي الوطني لا يقبل العبث أو المزاح.
لقد إفتضح أمر ندوة “الجهوية في المغرب العربي وآفاقها المستقبلية” ليكتشف الجميع بأنها ندوة أيديولوجية صرفة ولا علاقة لها بما هو علمي، وهو ما تمكنت ممثلة المنظمة الألمانية التي تكفلت بالتمويل من اكتشافه.
إن الشباب الأمازيغي الذي حضر لوقف مهزلة تزوير التاريخ بالغرفة التجارية لأكادير، قد سجل محطة تاريخية أخرى نحو إقبار فكر هذا الحزب، ليكون في المستقبل حزبا بدون فكر، ليرمى بدوره في مزبلة التاريخ.

* الكاتب: محفوظ فارس أمناي

مشاركة