الرئيسية تربويات وزان ….لا تعليم أولي ولا ملعب للقرب ولا خدمات أخرى بحي تاكناوت متوفرة!

وزان ….لا تعليم أولي ولا ملعب للقرب ولا خدمات أخرى بحي تاكناوت متوفرة!

كتبه كتب في 25 أكتوبر 2023 - 12:30

وزان : محمد حمضي

قليلون هم/ن أهل وزان الذين سبق لهم/ن أن زاروا حي تاكناوت ، بل يمكن الجزم بأن غالبية ساكنة دار الضمانة لا تعلم بأن الحي المذكور ينتمي ترابيا لجماعة وزان . الفترة الوحيدة التي تحظى فيها ساكنته بالاهتمام هي فترة الاستحقاقات الانتخابية التي يلبس فيها الكذب والبهتان جلباب الديمقراطية المحلية .

فهل ” البعيد عن العين بعيد عن القلب ” ؟ مقولة تجد لها موقع قدم في التهميش الذي يلحق الحي . موقع الحي خلف جبل بوهلال نجح في حجبه عن الأنظار ، وحجب مشاكله عن صناع القرار ، بدل أن يشكل هذا الموقع نقطة جدب قوية لما يتوفر عليه من مؤهلات طبيعية .

من بين المشاكل التي يعيشها حي تاكناوت ، حرمان أطفاله من الحق في التعليم الأولي ، في زمن عنوانه العريض تعميم التعليم الأولي مدخل لضمان جودة التعلمات . تعطيل هذه الخدمة لا يمكن اعتباره إلا رصاصة موجهة لمبدأ تكافؤ الفرص الذي أقره دستور المملكة ، وحديقة بدل أن تؤثثها الورود والأزهار التي تعطي للحياة ذوقا ، تؤثثها شتائل ثمارها لن تكون غير اليأس مع ما يمكن أن يترتب عن ذلك من ظواهر ، الوطن كما المدينة في غنى عنها .

ولأن المناسبة شرط، وجب التذكير بأن مجلس جماعة وزان في ولايته السابقة ، كان لترافعه القوي أمام اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية أثرا جد ايجابي على أطفال حي تاكناوات ، حيث نجح في توفير النقل المدرسي للطفلات والأطفال البالغين سن التمدرس ، تنقلهم إلى مدرسة مولاي المهدي الوزاني ( العدير) ، لأن الحي المهمش لا وحدة مدرسية به !

موضوع العدالة المجالية في حقل التعليم ، كان محط مداولات بين المديرة الاقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بوزان ، و اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بالشمال في شخص عضوها بوزان ، بمناسبة انطلاق الموسم الدراسي الجاري.

خديجة بنعبد السلام المديرة الإقليمية ثمنت اثارة الموضوع ، وأفادت بأن ترسانة من الاكراهات الادارية تمنع بناء وحدات للتعليم الأولي خارج أسوار المؤسسات التعليمية ، لكنها لم تعدم الاجتهاد من أجل البحث عن مخرج لتنزيل هذا الحق .

في اطار الحديث ” من اجتهد ولم يصب فله أجر واحد ومن اجتهد وأصاب فله أجران ” . وانتصارا للمصلحة الفضلى للطفل كما هي واضحة في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل المصادق عليها من طرف المملكة المغربية . واعمالا للفصل 32 لدستور المملكة الذي جاء فيه بأن ” التعليم الأساسي حق للطفل وواجب على الأسرة والدولة ” ، وتطويعا للإكراهات التي تقف حاجزا أمام توفير خدمة التعليم الأولي لأطفال حي تاكناوت ، نقترح تظافر جهود مختلف المتدخلين ، وذلك ببناء وحدة ( فرعية) دراسية بالحي ، تُلحق بمدرسة مولاي المهدي الوزاني التي يتابع فيها أطفال الحي المذكور تعليمهم/ن الابتدائي الذي سهل ولوجه توفير خدمة النقل المدرسي .

حي تاكناوت محروم كذلك من كل المرافق الاجتماعية الأخرى كمراكز القرب الاجتماعي المتعددة الخدمات ، نذكر منها مراكز التمكين الاقتصادي للنساء . أما الشباب المتمدرس منه أو العاطل فلا مأوى لتاطيره ، وصقل مواهبه وشحن ثقافته بقيم المواطنة وحقوق الانسان ، وتملكها ، لذلك فإن مجلس الجماعة وشركاؤه مطالبين بتعزيز الحي بملعب للقرب ، ودار الشباب

إن المدخل لإنصاف حي تاكناوت الذي تعاني ساكنته من كل أشكال الاقصاء ، يمر عبر الانصات المسؤول والهادف لمختلف المتدخلين والشركاء والفعاليات المدنية و الجمعوية النشيطة ، التي لا هَمّ لها يعلو على هَمّ تأهيل الحي و أبنائه على مختلف المستويات .

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *