Ad Space
الرئيسية تمازيغت قصبة أغناج بتيزنيت…مركز عسكري صمد في وجه السملاليين

قصبة أغناج بتيزنيت…مركز عسكري صمد في وجه السملاليين

كتبه كتب في 30 مارس 2023 - 13:00

أمينة المستاري

قصبة أغناج…معلمة تاريخية بتيزنيت بقيت عصية على السملاليين. اختلفت الروايات حول تاريخ بنائها، لكنها اتفقت في سبب تسميها وارتباطها بأحد أقوى القادة بالمنطقة ” محمد  أغناج”.

للوصول إلى القصبة، يمكن التوجه مباشرة إلى ساحة المشوار ومن هناك تقودك كل الطرق إلى القلب التاريخي للمدينة، وصولا إلى العين الزرقاء التي تقع بقربها القصبة، إضافة إلى الجامع الكبير …

تحكي أسوار القصبة عن مرحلة تاريخية مهمة، فقد شيدت على مساحة 6704 متر، يحيط بها سورها المرتفع، وبجوانبها أقيمت خمسة أبراج للمراقبة ببنية بتقنية التراب المدكوك، اتخذها القائد محمد أغناج الحاحي المتحدر من منطقة إحاحان، مركزا له، لقربها من المياه “العين الزرقا”، فكانت منطلقا لتثبيت سلطة المخزن على مجموع مناطق سوس، وكانت مقرا لتجميع القوات المخزنية جنوب وادي والغاس، كما استعملت كقاعدة لضبط الأمن محليا.

وجد القائد محمد أغناج بعد تكليفه بإخضاع المنطقة للمخزن، من طرف القائد عبد المالك أوبيهي، في القصبة مركزا حيويا يتخذ منها قراراته العسكرية بعد أن يخطط لحملاته العسكرية، لإخضاع السملاليين وغيرهم، واستعان بقبائل من خارج سوس كاحياينة وبني احسن وقبائل من الحوز وهو ما سمي بحلف ” تحوكات” أو “أزغار”، لمواجهة حلف آخر سمي “تاكوزوت” أو”أدرار” المكون من قبائل اولتيتن إداوسملال، إرسموكن ، إمجاط، إداو باعقيل..وقامت حرب بماسة خاض خلالها القائد حربا قوية، حتى وصف بعدو “إكودار” بعد أن هدم الحصون والمخازن الجماعية التي اعتبرت مركزا لتخزين الأسلحة ومد المساعدات وملاجئ لغير الخاضعين لحكم المخزن بوادي ماسة، حيث تؤكد مجموعة من المؤلفات أن أغناج اقتحم المنطقة إلى أن وصل إلى إيليغ، ثم انسحب منها متجها نحو تارودانت عبر جبال الأطلس الصغير، ومربقبائل ايلالن وبلدة أساضس ثم تارودانت.

تمكن القائد من كسب ثقة وإعجاب السلطان مولاي سليمان العلوي، فعينه سنة 1811م عاملا على تارودانت، ورغم محاولات الأمير السملالي هاشم بن علي السيطرة على القصبة، بعد حاصر تيزنيت لمدة وأقسم على عدم حلق رأسه إلا بماء العين الزرقاء بغية دخول القصبة، لكن الساكنة لم تمكنه من ذلك وظلت القصبة حلم قادة إيليغ الذين حاصروها مرارا، لكنها بقيت وفية لاسم “أغناج” وحصنا حصينا للمخزن.

تحولت القصبة مع مرور الوقت إلى سجن إداري ومركز تدريب ومستودع بلدي ثم حديقة بلدية، قبل أن تتم إعادة تأهيلها وترميمها باستعمال المواد التقليدية المعروفة كالجير والرمل والتراب اعتمادا على تصميم يركز على الجوانب المهمة الثقافية والتراثية والبيئية ومن منطلق دراسة معمارية تراثية جديدة تهدف لرد الاعتبار للقصبة.

أصبحت القصبة تثير اهتمام الأجانب والمغاربة على السواء، فهي تضم مركبا تراثيا عبارة عن متحف لإعادة الذاكرة الجماعية، ومسرح الهواء الطلق، إضافة إلى حديقة صغيرة ومشروع “تيكمي ن تمازيرت” أو ما يعرف “دار البلاد” للمنتوجات المحلية، لإتاحة الفرصة للزائر للإطلاع على تراث المنطقة وتثمينه

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.