الرئيسية مجتمع “من قلب اشتوكة: كيف تحول “التعايش المشترك” إلى حقيقة أمام أسطورة”الإلدورادو الأوروبي” ؟”

“من قلب اشتوكة: كيف تحول “التعايش المشترك” إلى حقيقة أمام أسطورة”الإلدورادو الأوروبي” ؟”

كتبه كتب في 25 ديسمبر 2022 - 01:00

المهاجر “فرصة” يقتنصها البلد الأصل والبلد المستقبل، فبين وضع نقطة انطلاق مسار محفوف بالعديد من التحديات، لبناء حاضر مشرق لحياته الشخصية والعائلية، وبحث عن آفاق لمستقبل واعد، فهو يحمل كفاءات وقيم إنسانية مثل باقي البشر، والتجارب الحية أضحت شاهدا حقيقيا على ثراء الخزان الإبداعي للعديد من المهاجرين الذين صار بالإمكان أن يشكلوا قيمة مضافة حقيقية لبلد الاستقبال، يجرون معهم تجارب سفر وقصص مسارات ملهمة يمكنها أن تغني تجارب الشباب المحلي من خلال تمظهرات الاحتكاك وقيم”العيش المشترك”..

إصرار سيزيفي للوصول إلى “الملاذ الآمن”

“أن يجد المرء نفسه عاطلا عن العمل ومفلسا، بينما تنتظره زوجته وأطفاله لإنقاذهم من الفقر أمر لا يغتفر” ولعله وزر تنوء به نفس ” ابراهيم بيتي” الذي لم يجد بدا من البحث عن ملاذ آمن فحاول كثيرا إيجاد حلول لهذه الوضعية الاجتماعية الحرجة، لا يتحدث لغة أخرى باستثناء اللغة السواحلية، فكرة مغادرة أرض السينغال حيث كان مولده، لم تخطر له على البال.

يرى أن “الفقر ليس عيبا لكنه، مع ذلك يمكن أن يكون فتاكا” فهو بالكاد كان قادرا على كسب لقمة العيش، لكن وفاة ابن أخته الصغير، شكلت لديه صدمة حقيقية، وخشي على أطفاله المصير نفسه، وفق ما فسر به الدافع الرئيسي وراء خيار الهجرة.

كانت تعوزه الإمكانيات المادية لشراء تذكرة السفر عبر الطائرة، فلم يجد أمامه بدا من ركوب مغامرة محفوفة بكل المخاطر، استجمع كل قواه فبدأ رحلته الطويلة مشيا على الأقدام، استهلها من موطنه الأصلي بالسينغال، مرورا بموريتانيا قبل أن يصل أخيرا، إلى المغرب في ربيع العام الجاري بعد أن تمكن من النجاة في مواقف كادت تودي بحياته.

بيد أن روعة الإحساس بتنفس الصعداء، لم يدم طويلا، حينما سيجد نفسه بدون مأوى، بحث طويلا إلى أن قادته الظروف إلى ” الداخلة” حيث تمكن هناك من إيجاد عمل حفارا في أحد مناجم الذهب، إلا أن المقام لم يستقر به هناك فحاول تغيير الاتجاه نحو الشمال للمغادرة نحو إسبانيا، لكن المحاولة باءت بالفشل، ليجد نفسه أمام فشل تام وكأن الدنيا قد اسودت أمامه.

بلفاع تنعش الحلم 

لم يكن “ابراهيم بيتي” يعتقد يوما أن العجلات ستعود إلى مكانها الصحيح، فمنذ سنوات عديدة لم يتمكن من تحقيق حلمه بامتهان “السياقة” بعد أن ظلت رخصة القيادة التي حصل عليها في بلده الأم موقوفة التنفيذ وحبيسة الجيب، فبعدما تاهت الأفكار في رأسه اختار أخيرا المغادرة نحو الجنوب، إلى أن استقر به الحال في منطقة “بلفاع” هناك حيث وجد ملاذا للاستقرار الحالي بعدما حصل على فرص عمل كسائق تمكنه من توفير قوته اليومي وتدبير معاشه، وأيضا، لادخار ما يرسله لأسرته المستقرة بالسينغال.

إحساس “الملاذ الآمن” لم يكن يسري دبيبه لدى ابراهيم بيتي، لوحده بهذه المنطقة التابعة لإقليم اشتوكة أيت باها، ذات الثراء الفلاحي والامتداد السقوي والزخم الثقافي والجمعوي اللافت، بل شكل قاسما مشتركا بينه وبين العديد من المهاجرين من دول جنوب الصحراء الذين وضعوا نقطة نهاية مغامرات محفوفة بكل المخاطر والتحديات، بحثا عن ظروف عيش أفضل.

وصول المهاجرين الأفارقة من دول جنوب الصحراء ، انطلق منذ سنة 2016 مع حضور قليل جدا بدأ باكتشاف المنطقة، بيد أنه وبعد سنتين تحول مسار الهجرة من مشروع كان يرمي إلى المرور نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، إلى تغيير الوجهة نحو الاستقرار والبحث عن العمل والسكن.

الأخبار المتواترة من “بلفاع”، كان صداها يصل العديد من الوافدين الجدد الذي لايزالون يتنقلون بين بعض المدن، تحمل رسائل تبعث على الأمل من “جالية سينغالية” استطاعت أن تندمج بشكل يوصف ب”المثالي” لدى أهالي المنطقة، ظل البقال “عبد الله” خيطا ناظما في توفير ” الفرص” لكل وافد جديد، ومن هؤلاء “مامادو ديالو” الذي بات يعرف هناك بالسينغالي ذو القلب المغربي.

يجر “مامادو” تجربة سنوات عديدة في الهندسة الكهربائية، الظروف والأوضاع التي قادته إلى هذه الربوع شكلت أحد أرقام معادلة مشتركة: الفقر والبحث عن فرص أفضل. حمل معه مؤهلات علمية وأخلاقية انسجم بها مع المحيط الذي لم يكن غريبا عنه إلا بالجغرافيا، فقد وجد مجتمعا سينغاليا قائما وسط بلفاع، وكأنه وسط قبيلته، كل الأجواء كانت تسمح بالاندماج المثالي، والذي توج لاحقا بالارتباط بمواطنة مغربية بمساعدة من أحد أصدقائه المغاربة، قبل أن تصل به سجايا النزاهة والتواصل التي كان يتمتع بها، إلى تكليفه بمسؤولية”المتحدث باسم الأفارقة جنوب الصحراء في بلفاع”، ويعمل بعدها على لعب دور كبير وفعلي في تقديم كل أوجه المساعدة لمن يجدون صعوبة في العثور على سكن بالمنطقة، وتسهيل صرف العملات للسينغاليين الجدد، فضلا عن تذليل صعوبات البدايات.

تجارب إبداعية نوعية 

عد مرور نحو أربع سنوات على استقرار المهاجرين الأفارقة بربوع الخزان الفلاحي للمغرب ، إقليم اشتوكة أيت باها ( ضواحي أكادير) أضحت ثلاث مناطق هي التي تحتضنهم، ويتعلق الأمر هنا بمنطقة “أكرام” بجماعة أيت اعميرة كفضاء تقليدي باعتباره الأصل حيث توفرت فرص للعمل داخل الضيعات الفلاحية وكراء المغاربة منازل للوافدين الأفارقة، ثم بمنطقة “تدارت” بجماعة سيدي بيبي، وجماعة “بلفاع”، في ظل أجواء موسومة بالتقارب الذي ساهمت في تكرسيه عدد من الجمعيات ومعها الفاعلين الترابيين ، إذ استطاعوا مد جسور التواصل الذي توج مؤخرا، بمنطقة بلفاع بالإلتئام في حدث ثقافي مميز اختير له “صالون الإبداع متعدد الثقافات تحت شعار: بلفاع ترحب بأفريقيا”.

 

وشكل الحضور النوعي للمهاجرين الأفارقة، سواء على مستوى أنشطة معرض المنتجات المحلية، أو في مشاركاتهم الإبداعية بخشبة المسرح، أو لوحات مزيج الإيقاعات المغربية والإفريقية جنوب الصحراء ، عنصرا مميزا من عناصر نجاح هذا الحدث الأول من نوعه بجهة سوس ماسة، على وجه الخصوص.

 

ويعتبر هذا الصالون الإبداعي، الذي شارك فيه المهاجرين الأفارقة بكثافة، كفاعلين ومشاهدين، واحدا من الأنشطة والفعاليات الكفيلة بخلق وتجسيد راق لشعار “العيش المشترك” الذي وضعه هذا الحدث الثقافي، كممارسة وقبول كلا الطرفين، وتوفير كل فرص فهم الثقافات، وهو ما عبر عنه بشكل مميز شريط “العيش المشترك” الذي أنجزه مجموعة من الشباب، حيث قدموا أسس هذا العيش محليا وبلسان المهاجرين أيضا، سواء فيما يرتبط بالمعاملات التجارية مع الدكاكين وفضاءات العمل..

 

إنها تجربة نوعية، وتعتبر أيضا رائدة، بالإمكان أن تشكل نموذجا لقيم العيش المشترك والتسامح، وكما قال جلالة الملك: يجب أن تثق أفريقيا في أفريقيا.

مسارات ملهمة تعاند قساوة الحياة

عندما حاز على شهادة في الوسائط المتعددة والإنترنت والاتصالات، لم يجد” باشيرو كان” أي مجال للعمل أو تحسين ظروف العيش، اضطر لاقتراض ثمن تذكرة الطائرة، والوجهة كانت المغرب، كانت كل آماله مركزة على فرصة عمل، يحكي في مساره ضمن صالون الإبداع الثقافي الإفريقي ببلفاع، عن تجربة موسومة بكثير من المعاناة التي تحملها قبل أن تطأ قدما أرض بلفاع، حيث فقد الكثير من حاجياته الشخصية ومعدوم المال والوظيفة، ووسط أزمة اشتدت به نزل عليه خبر وفاة والده بالسينغال كالصاعقة، فلم يستطع حضور جنازته بسبب وضعه المادي الصعب، قبل أن يقرر محاولة العبور إلى أوروبا عبر طنجة بيد أن الفشل كان دافعا له لاختيار التوجه جنوبا، بعد رحلة قصيرة وجد نفسه في “بلفاع” بحثا عن فرصة داخل المزارع وحياة أرخص، ظلت حياته هنا مليئة بجرعات الإيمان الذي انبعث لديه من جديد بآفاق جديدة، حيث وجد الود والتعاون، بالرغم من أنه ظل يأوي إلى غرفة داخل المزرعة إلا أن حصة الأسد من مدخوله كان يدخره لسداد تكلفة رحلته إلى المغرب و التي اقترضها ببلده الأم. ويسترسل” باشيرو كان” موضحا أنه وبعد فترة وصفها بالجبدة في “بلفاع” بدا في تنفيذ خطته ليصبح رجل أعمال بسيط في الميدان الزراعي، إذ حرر نفسه من عبئ الديون بعد سدادها، بل إنه تمكن من توفير بعض المال وهو ما مكنه من شراء قطعتين أرصيتين بالسينغال حيث ينوي تحويلهما إلى ضيعات فلاحية حال توفر الإمكانيات اللازمة.

ومثل القصص الكثيرة التي تنساب تفاصيلها لتحاول إطلاق العنان لتجارب قاسية في حياة الطفولة وبدايات ريعان الشباب بمواطن الولادة، لم تكن كل العقبات والمتاريس المادية والاجتماعية التي وضعت الحصان أمام عربة طموحات الشابة “رين ايفيت” ذات ال29 ربيعا، قادرة على إجهاض ما تبقى من أحلامها نحو تحسين ظروف العيش وتيسير أمورها المادية، بعدما لم تتمكن من الحصول على تمويل لمشروع قدته ببلدها الأم ساحل العاج، يتعلق بتربية الدجاج بعدما استفادت من تكوين خاص حول هذا المجال ، والفشل أيضا في اجتياز مباراة التعليم، تكالبت عليها هذه الظروف التي أذكتها الطفولة القاسية التي كانت ترزح تحت وطأتها وهي التي وجدت نفسها أمام واقع وصفته بالمرير في قصة زواج والدها من امرأة أخرى بعدما انفصل عن والدة “رين”، تبدأ يومها منذ الثانية صباحا بجلب المياه من البئر، ثم تعود لتجد كومة من الغسيل بانتظارها، ولاترفع رأسها حتى يستيقظ الأطفال لترافقهم إلى المدرسة، وهي لا تعلم أن يومها الفعلي لم يبدأ بعد، فالعمل المضني في الحقول بانتظارها حتى المساء. إنها طفولة العبودية لكن الإصرار السيزيفي على الحياة، كان يمنح لها جرعات فائقة للصمود نحو الانعتاق من هذا الوضع الذي كانت ترى ملامح انفراجه يوما ما. كانت زيارتها لعمتها في أبيدجان لحظة فارقة في حياتها، وهي بالكاد لم تقفل ربيعها الثاني عشر، وهو التاريخ الذي ستراه بمثابة بداية الخلاص، وحين قدمت والدتها وقفت على وضع ابنتها المزري، لترفع عنها جزءا من تداعيات تلك المعاناة التي تحملتها منذ سنوات، فكانت ترى أن ضرورة مواصلة دراستها حتى الحصول على الباكالوريا أصبح لزاما، ليتحقق ماكانت تطمح إليه، بل تمكنت بعد ذلك من وضع قدماها على الجامعة، بيد أن مطرقة الفقر والعوز كانت لها كلمة الفصل في إنهاء المشوار.

لم يكن أمام “رين” إلا أن تعاند قساوة الحياة وثقل الطموحات، إلى أن ابتسم لها الحظ سنة 2020 لتحصل على عقد عمل بالمغرب. ورغم تزامن فترة وصولها للمغرب مع الظرفية الصحية للوباء، إلا أنها وجدت مساعدة من إحدى صديقاتها التي استضافتها في منزلها، فضلا عن ما تلقته من مساعدات لدى بعض المغاربة.

لم تمكث هناك طويلا، حتى تلقت نصيحة من بعض الأصدقاء للانتقال إلى الجنوب، وبالتحديد منطقة “بلفاع” التي وجدت في أحضانها دفئا مفعما بالحنان واللطف خصوصا بعدما وجدت نفسها وسط جالية ايفوارية هناك، مندمجين في إطار عيش مشترك مع الساكنة، موسوم بالتعامل اللطيف وينهل معينه من قيم التضامن الاجتماعي.

ولأن المهاجر يحمل عبر تنقلاته في سفره تجربة كبيرة، يمكن أن تغني تجارب الشباب المغربي عن طريق الاحتكاك والاستماع والعيش المشترك، تقدم تجربة صالون بلفاع الإبداعي، نموذجا فريدا وحيا لتطويع هذا الانسجام الممكن من خلال عرض فني قدمته فرقة” أفريكانيا” التي تألفت من مجموعة من شباب منطقة بلفاع ونظرائهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء( السينغال، الكوت ديفوار، غينيا كوناكري ومالي) من خلال التقارب في الإيقاعات التي أبهرت الجميع، بالرغم من الاختلاف بين الثقافات، لكن العيش المشترك يظل واقعا ممكنا وبكل الأنماط الإبداعية، ومن ضمنها أيضا، مشاهد من المسرح التفاعلي بين مختلف الجنسيات، وهو ما يعكس دينامية فعالة نحو تحقيق قفزة كبيرة في ترسيخ قيم التعايش والتسامح والتآخي وتثبيتها في كل هذه الربوع.

  

ونحو تفكيك كل الصور النمطية السائدة إزاء المهاجر، الشبيهة بصور ” الكلشيهات” التي توجد في بعض الخلفيات الأوروبية، يظل العيش المشترك تجسيدا واضحا لتبادل القيم ذاتها في إطار التقارب ومد جسور التواصل لتحطيم كل الصور القبلية، عن طريق ممارسات اجتماعية راقية نظير الرياضة والقرب اللغوي لدى الأفارقة، عن طريق عدد من الأنشطة والفعاليات التي يستدعى إليها الجميع دون تمييز أو إقصاء، فضلا عن حملات تحسيسية في صفوف الأطفال والتلاميذ والجمعيات، من أجل بناء صور جديدة للعيش المشترك، ولأبناء إفريقيا الذين يعيشون في فضاء إفريقي لبناء مستقبل إفريقي يسع الجميع.

جهود متضافرة لتدبير الهجرة بالمنطقة

من جماعة “أيت اعميرة” تحولت ظروف الاستقرار لتشكيل صورة جديدة للهجرة، تتميز على الخصوص بوجود جنسيات مختلفة داخل فضاء صغير بخلاف المدن الكبرى، ومع حدوث ولادات للأطفال، فقد تغير الوضع لدى الكثيرين من هؤلاء المهاجرين الذين أصبحوا يعيشون كأسر قائمة بعدما ظلوا داخل دور تحتضن عددا هاما منهم، الأمر الذي تحركت لأجله جمعيات المجتمع المدني الفاعل والمنظمات الفاعلة، كجمعية الهجرة والتنمية وبرنامج Enabel بالإضافة إلى السلطات المحلية وفاعلين محليين، ساندوهم كثيرا، لاحتواء عدد من المشاكل التي قد يواجهها هؤلاء المهاجرين خصوصا ما يرتبط بالتسجيل في الحالة المدنية وتوفير تمدرس الأطفال وصحة الأمهات وهذا مما يحسب لبلادنا كتجربة نموذجية في تدبير الهجرة بهذا المجال.

وكانت الجماعة الترابية لأيت اعميرة بسهل اشتوكة، قد رحبت بجمعية ANABEL في إحدى اللقاءات التي جرى تنظيمها حول تدبير ملف المهاجرين بالمنطقة، مؤكدة على لسان رئيسها دعم الجماعة لجهودهم والانفتاح على كل المبادرات التي من شأنها خدمة قضية المهاجرين، وقال بأن الجماعة عرفت قدوم عدد مهم من المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء منذ سنوات، إذ طرحت هذه الظاهرة تحديات جديدة مثل توثيق ولادات المهاجرين والمصادقة على إمضاء عقود عملهم بالضيعات الفلاحية، موضحا بأن الجماعة تستحضر الجانب الإنساني لتسهيل حياتهم رغم قلة الموارد البشرية والإمكانات المالية التي لا توازي الإستقطاب السكاني المفتوح للجماعة، وعبر عن اعتزازه وتنويهه بالتعايش السلمي بين المهاجرين والساكنة المحلية ومُساهمتهم الأكيدة في التنمية الإقتصادية للجماعة.

وبالرغم من أن الأشواط قد تم قطعها باتجاه ضمان حقوق المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، فثمة تحديات لاتزال مرفوعة للبحث عن سبل “تسوية استثنائية” كمدخل مهم لحلحلة الكثير من الإشكالات المطروحة خصوصا ما يرتبط بصعوبات توفير فرص العمل والسكن وبطائق الإقامة.. لاسيما أن هناك الكثيرين ممن غيروا مشروع الهجرة إلى مشروع للاستقرار والعمل، وتوفير كل الإمكانيات المادية للعودة يوما ما إلى أوطانهم.

وكما أن تعداد المهاجرين المغاربة خارج أرض الوطن يناهز الخمسة ملايين، وعدد المهاجرين الأفارقة الذين استقبلهم المغرب من إفريقيا جنوب الصحراء لا يتجاوز الثمانين ألفا، فإذا أردنا لأبنائنا العيش الكريم خارج أرض الوطن، فالحالة ذاتها تنسحب على المهاجرين الذين اختاروا بلدنا للاستقرار، وتجربة “العيش المشترك” شاهد حول القدرة على تحويل هذا التقارب والترحيب إلى حقيقة تستشرف آفاقا واعدة نحو توسيع مجال تدبير الهجرة وإكسابها قيمتها المضافة في أبهى تجلياتها.

مصطفى واغزيف/ اشتوكة بريس

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *