الرئيسية تربويات قنابل مسيلة للدموع في المواجهات الدامية بين الطلبة بمراكش

قنابل مسيلة للدموع في المواجهات الدامية بين الطلبة بمراكش

كتبه كتب في 28 ديسمبر 2012 - 13:04

في إطار سياسة الكر والفر التي تنهجها الفصائل الطلابية المتناحرة بالحي الجامعي التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، عادت المواجهات الدامية لتطفو على سطح الأحداث من جديد، واكتست طابعا أكثر حدة وخطورة بالنظر للخسائر المادية التي نجمت عن أحداث الشغب والتخريب امتدت شرارتها إلىالشارع العام بالمدينة.

فعلى امتداد أزيد من ثلاث ساعات من مساء أول أمس الأربعاء،عاشت فضاءات الحي الجامعي على إيقاع مواجهات دامية وحالة احتقان كبيرة طالت مختلف مرافق الحي ومحيطه الخارجي بعدما أقدم الفصيل الطلابي الصحراوي على شن غارة طلابية في إطار ما وصف برد الصاع صاعين على الفصيل القاعدي، وهو ما تسبب في تصعيد أجواء الاحتقان الطلابي حيث عاينت ” الأحداث المغربية” أفواجا كبيرة من الطلبة والطالبات نزلاء الحي الجامعي وهي تفر بجلدتها خارج الحرم الجامعي، فيما اضطر العديد من الطلبة إلى قضاء ليلته في العراء في الشارع العام أو اللجوء لدى بعض الأقارب في انتظار تهدئة الأوضاع وعودة الهدوء إلى الحرم الجامعي.

غارة الفصيل الطلابي المنحدر من الأقاليم الصحراوية لم تنحصر داخل فضاءات الحي الجامعي، بل امتدت إلى الشارع العام، حيث عمد الطلبة الصحراويون على ملاحقة وتعقب الطلبة القاعديين الذين نزحوا نحو الأحياء المجاورة مدججين بمختلف الأسلحة البيضاء من سيوف وسكاكين وهراوات وسلاسل وزجاجات حارقة.

إلى ذلك شهد شارع علال الفاسي القلب التجاري النابض بمقاطعة جليز أحداث شغب وتخريب استهدفت مجموعة من المحلات التجارية والسيارات الخصوصية المرابضة بالشارع المذكور والتي تكبدت خسائر مادية على مستوى التجهيزات والواجهات الزجاجية الأمامية، فيما اضطرت السلطات الأمنية بالمدينة إلى توقيف حركة السير والجولان من وإلى مختلف المنافذ الطرقية المؤبدية إلى شارع علال الفاسي  بالمدينة ذاتها.

أحداث الشغب الطلابية والتي اتخذت مساء أول أمس، طابعا تصعيديا استدعت تدخلا أمنيا ميدانيا استنفرت خلاله مختلف الأجهزة الأمنية والقوات العمومية التي نجحت في احتواء حالة الاحتقان بالشارع العام، أصيب خلالها العميد الإقليمي محسن مكوار رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالمدينة بجرح غائر على مستوى الرأس إثر تعرضه للرشق بالحجارة كما أصيب 11 عنصرا من صفوف القوات المساعدة والأمن الوطني  بجروح وحروق متفاوتة الخطورة، إثر تعرضهم لوابل من الحجارة والزجاجات الحارقة استدعت نقلهم على وجه السرعة نحو المستعجلات الطبية بالمستشفى العسكري بالمدينة، وبالمقابل تم تسجيل العديد من الخسائر المادية في مرافق الحي وغرف الإيواء، حيث طالت هذه الخسائر الأبواب الخارجية للحرم الجامعي التي احرقت عن آخرها ، كما انتقلت الشرارة إلى داخل مرافق وتجهيزات كلية الحقوق المجاورة والتي شهدت بدورها إتلاف وتكسير مجموعة المعدات والتجهيزات.

كما أسفرت المواجهات بين القوات العمومية والطلبة المحتجين على مداهمة عناصر التدخل السريع للحرم الجامعي مستعينة بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع من أجل صد هيجان الطلبة القاعديين والصحراويين الذين شكلوا حلفا متحدا فيما بينهم لمقاومة ومنع القوات العمومية من مداهمة الحي الجامعي، حيث أسفرت عملية التدخل عن اعتقال أزيد من 15 طالبا وطالبة توجد ضمنهم عناصر طلابية تم استقدامها من المدن والأقاليم الجنوبية كأكادير وأسا الزاك وكلميم في إطار ما وصف بالدعم الطلابي الصحراوي.

مراكش: محمد موقس

مشاركة