الرئيسية اراء ومواقف “البوز و الشهرة” شوهة و فضائح أم نجاح ونجومية

“البوز و الشهرة” شوهة و فضائح أم نجاح ونجومية

كتبه كتب في 29 يناير 2022 - 10:40

لبيض عصام

يتفنن الإنسان في محاولته التعبير عن ذاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك من يغني وهناك من يرقص وهناك من يروي  قصصه الشخصية للعموم ، كما أن هناك من يتميز ليصبح أستاذا في ميدانه يقدم دروسا يستفيد منها الجميع، في ميادين مختلفة التوجهات، إلا أن البعض ممن يفكرون بطريقة تبدو لهم صائبة في مخيلتهم، محاولين صدم المجتمع بأفكار قد تبدو نوعا ما غريبة، معرضين أنفسهم للمخاطر قد يكون  قصدهم لفت الانتباه إليهم، غير مدركين سلبيات ما يقومون به ، هدفهم الشهرة أو كما يسمى ب ” البوز” هذا البوز الغير مدروس العواقب قد يذهب بصاحبه إلى أبعد من ذلك ، نجاحا كان أو فشل ، قد يصل بالشخص لأن يتحطم ويتشتت أمام أذواق مشاهدين  مختلفة توجهاتهم الفكرية والايديولوجية، شأنه في ذلك شأن  شابة تستعمل جسدها لجذب المشاهدين معتمدتا في ذلك تحفيزا متمثل في موافقة والدتها  على ما تقوم به أمام المشاهدين اللذين لا يمثلون بالنسبة للعارضين سوى مقابل مادي يحصلون عليه آخر كل شهر، كما انتشر مؤخرا فيديوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي  لشاب يعرض نفسه للخطر بطريقة تجعل من تصرفه أمرا عاديا في مخيلة من يشاهده من أطفالنا ، واللذين قد يتشبهون به يوما ما، غير مدركين حقيقة ما يروج و مخاطره على نفسية المتلقي من مختلف الأعمار،  أما من تجاوز حدود اللياقة والأدب فقد أصبح يفشي بين أبناء وبناة المجتمع نوعا جديدا من الثقافة الإباحية متفق عليها بين الأطراف تؤثر على تربية أبنائنا يوما بعد يوم، وكأننا نشاهد مسلسلا تدور أحداثه حول أشخاص يضعون سيناريو يبدأ بتفاهم ويتطور لخصام وينتهي بالفضائح، ليتدخل شخص جديد في اللعبة معيدين نفس السيناريو، هدفهم تكوين ثروة سهلة المنال ، غير مدركين دورهم في تربية جيل كامل ذنبه الوحيد أنه شاهدهم وربما أخذه ضعف تكوينه النفسي لصغر سنه أو لظرف من الظروف في عدم  رؤيته للشباك المراد منه الوقوع فيها.

محاولات من هنا وهناك لقلب موازين الفهم الحقيقية للصورة العادية للمشاهير في زمننا هذا ، فمن كان يضن بأن من يقدم سلعة رديئة سيصبح نجما يتهافت عليه الناس طلبا لصورة تذكارية ، فما أنت قائل لنفسك أولا وللسائل ثانيا، حينما تسأل عن صاحب أو صاحبة الصورة التذكارية، ماذا قدم للمجتمع؟ ماهي أفكاره؟ ما هي إبداعاته …؟.

لابد للمجتمع أن يستفيق ولا بد للرقابة أن تتدخل، رقابة قانونية أخلاقية مجتمعية، هدفها حماية الجميع للجميع من مثل هذه الظواهر الغريبة علينا، و مخطئ من يظن بأن تنظيم المجتمع وسلوكياته يعد مسا بحرية التعبير.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *