حمل السيل زبدا فيما يخص تطويق البؤر الصناعية ،فما سجلناه اليوم رقم ضخم لا يبشر بالخير ،بل يحث على التصعيد ومضاعفة الإجراءات الاحترازية ضد الفيروس الذي يواصل زحفه بين الأماكن ذات الاستقطاب السكاني الكبير ،فالمعامل والمصانع أماكن تعد بيئة ملائمة لانتشار ونقل العدوى بين الأشخاص في ظل غياب قواعد السلامة الصحية وعدم احترام التباعد الاجتماعي ،وفي خضم سياسة الإقلاع والانعاش الاقتصادي مع أولوية تحريك عجلة الاقتصاد الداخلي .
الآن تأتي قسوة الفيروس وعواقبه في عدة دفوعات شرسة ،حيث بعد ظهور بؤر بمصانع الفراولة وبؤر شركة “رونو” للسيارات ،فيروس كورونا يغير وجهته من المركز لكن بنفس الحدة والتأثير صوب الأقاليم الصحراوية التي كان التطور الوبائي فيها ذو نمو حلزوني لكن الى غاية اليوم الفيروس ينمو بين أحشائها بصمت وبطء واليوم صرنا نفهم سر تسجيل هذه الأرقام المفزعة ،وهي أن الفيروس رغم قلة تفشيه بالجنوب المغربي إلا أن السبب راجع لفاقة وفقر الظروف المثالية التي تحقق للفيروس الانتشار السريع والتي هي قلة الاحتكاك والتماس بين الأشخاص وقلة تداولهم لبعض الضروريات والوسائل.
والنقطة التي افاضت الكأس هذا اليوم هو تسجيل حوالي 90% من الجهات لحالات مؤكدة مصابة بالفيروس ونحن على أوبة السماح بالتنقل والسفر بين المدن الكبرى والجهات من نفس منطقة التقسيم في حدود 50% من القدرة الاستيعابية للحافلات وسيارات الأجرة وغيرها ،لكن الاشكال هو في خطورة الانفلات الفيروسي بين الجهات واحتمالية نقله الى الأماكن التي لم تسجل فيها أية حالات وكذا هروب الأشخاص إلى مناطق الأمان الخالية من الوباء مما يزيد من إمكانية نقل العدى اليها .
عبد العزيز جوبي،سوس بلوس
