الرئيسية اراء ومواقف كيف ظهر كوفيد 19  في تارودانت واختفى فجأة؟

كيف ظهر كوفيد 19  في تارودانت واختفى فجأة؟

كتبه كتب في 12 أبريل 2020 - 14:28

عبدالعزيز جوبي

——————-

هل تحافظ تارودانت على سلامة مواطنيها؟ وهي التي سجلت حالة واحدة مصابة بكوفيد 19 منذ ما يزيد عن عشرين يوما أو أكثر، كيف ذلك  والشك كان ولازال يتسلل يوميا إلى مخيلة الآخرين والرعب قد زرع في نفوسهم خوفا من الابتلاء بهذا الوباء وخاصة الجماعات الترابية المجاورة والساكنة المحلية  التي لازمها شك مريب من احتمال وجود مخالطين آخرين ومصابين بالجائحة وهم متنكرين بدون دراية لذلك.

 

ماهو معلوم عند الآخرين أنها كانت  حالة واحدة مصابة   وتم عزلها واحتواء المريضة، فبعد السيطرة على الوضع  رفع القلم،  لكن شكوك  الناس بدأت تتوجه صوب احتمال أن تكون الضحية قد خالطت  الناس عبر اروقة المدينة وشوارعها  قبل إن تظهر عليها أعراض الوباء وتتسبب في تفشي الفيروس بين دروب وأسوار تارودانت،  خاصة ان هذه الحاضرة تعتبر مركز الثقافات وعاصمة المجتمع المدني،والتاريخ يخلد الأحداث ولم ينس يوما بأن تارودانت عانت كباقي جهات المغرب من الأوبئة والمجاعات كالطاعون الاسود خلال مابين القرنين 18 و19 الذي اسفر عن خسائر بشرية وخيمة في البلاد، وإلى غاية اليوم فيروس كورونا بعد أن أعلن التمرد وخرج عن السيطرة فالسؤال المطروح هو: كيف ظهر كوفيد 19  في تارودانت واختفى فجأة؟  وعلى ما يبدو انه يعطي الاشارات انه قد يعود او قد يتلاشى في الهواء الله اعلم  وهو عدو غير مرغوب به هناك في المدينة و  حتى لو كان ضيفا غير مرئي فهو لا يقبل بالكرم ولا تعني له حفاوة الاستقبال شيئا معادلة معقدة يصعب تفكيكها.

البعض أشاد بالمجهودات التي تبدلها السلطات المحلية في المدينة لحماية أرواح المواطنين ،والبعض الآخر يثني على إلتزام الساكنة بالبقاء في بيوتهم واحترام الحجر الصحي ، من شتى المنطلقات،كما أن التعبئة الجماعية للعقول خير وسيلة لجعلهم يمتثلون لقوانين الحجر، لذلك فإن تارودانت العالمة من سيماتها التاريخية أن سكانها يحاربون من أجل الحياة فدائيون للوطن،  كيف لا وهي من شهدت أول وفد للسعديين بعد عودتهم من بلاد السودان إثر حملاتهم التي كانوا يشنونها هناك فكانت تارودانت محطة استراحة لالتقاط الأنفاس وإرساء بعض الأمور والتوغل نحو مراكش..

 

تارودانت هي “مراكش سوس” الجديدة، أكدت على نضالها ومقاومتها الأبدية ضد اي عدوان خارجي ،واليوم نرى ذلك يبزر في وعي سكانها ومواطنتهم الحقيقية واتحاد مسؤوليها وجميع اجهزتها وسلطاتها الامنية  التي تسقينا  أملا وتفاؤلا بغد نتمناه ان يكون أفضل نفكر فيه لتجاوز  هذه العاصفة التي طال أمدها ودرأت رياحها أشرعة السفن في البلاد..  هكذا فقط ستنال شرف المحارب الوفي لإنقاذ البلاد، حينها تصبح المصاعب اقل قسوة إذا وجهت  بروح التعاون لأن اجتماع السواعد يبني الوطن واجتماع القلوب يخفف المحن.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *