الرئيسية كلمة سوس بلوس لو إلتقى الزفزافي بالوحداني

لو إلتقى الزفزافي بالوحداني

كتبه كتب في 11 يونيو 2017 - 00:35

التصريحات التي أدلى بها ناصر الزفزافي أمام الوكيل العام للملك، تؤكد هذا البون الشاسع بين الزفزافي الذي يمارس الخطابة وسط الناس والزفزافي في لحظة اعتراف قضائية يحاسب فيها على كلامه بالحرف.

الزفزافي تحدث مند وفاة بائع السمك محسن فكري بلغة قوية، لكن القضبان الذي وضعته العدالة خلفها والتهم التي تلاحقه جعلته يتحفظ كثيرا عند رده على الاسئلة التي طرحت عليه، والاتهامات التي وجهت له. فالتجأت الضابطة القضائية إلى خطبه السابقة كما إلى المكالمات التي كان يجريها لتذكره بكل ما قاله في كثير من القضايا في لحظة حماس زائدة.

لو التقى ناصر الزفزافي ابن الحسيمة الغاضبة مع محمد الوحداني ابن إفني المجاهدة لاستفاد منه كثيرا،ولأدرك كيف يقود سفينة الاحتجاج ويوصلها إلى بر الأمان بكثير من المكاسب وبأقل الخسائر.

الوحداني ناضل في إطارا السكرتارية المحلية التي رفعت خمسة مطالب تسعى للرقي بمدينته، واكتسب شعبية لا مثيل لها مكنته من اكتساح الانتخابات البلدية فأصبح رئيسا بلديا لعاصمة البعمرانيين.

لكن دخوله لممارسة الشأن المحلي جعله يدرك صعوبة المهمة التي دخلها، وصعوبة تحقيق الأحلام الخمسة دفعة واحدة، وأدرك أن جليس الشط كما يقولون يحسن السباحة، أدرك بعد حين أهمية العمل الجماعي مع مختلف الفاعلين، وأدرك أن الفئات الشعبية ليست دائما على صواب ولا يمكن أن تقود معه سياسة الإصلاح، وأنك في موقع المسؤولية يجب ان تتصرف بشكل مخالف لحماسة الشارع. ادرك الوحداني أن بعض أصدقاء ثورة الشارع يمكن أن يكونوا أول من يصوب المدفعية تجاهه وأول من يسعى لفرملة الاصلاح. كما أدرك أنه بعدما فقد مسؤوليته فقد معها كثيرا من رفاق النضال الذين طالما رفعوا شعارات كبيرة من قبيل “بالروح بالدم نفديك يا وحداني”  أو شعار” الوحداني ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح”.

أدرك الوحداني بأن ” أصدقاء الثورة” ليسوا دائما في نفس المستوى عندما دخل ثورة الإصلاح من الداخل ومن موقع المسؤولية، كما أدرك أن الجشع والرغبة في تحصيل الثروة يفسد الثورة.

كان بإمكان الزفزافي أن يستقي من الوحداني مجموعة دروس من بينها:

– أن زعامة الشارع زائلة، ويجب استثمارها في التفاوض حول القضايا المجتمعية التي تهم عموم الساكنة.

– أن حماسة الشارع اساسية لكنها ليست كل شيء وأنها تخبو تدريجيا عندما لا تترجم إلى حزمة إجراءات عملية تجمع ” ابن الشعب” مع المسؤول المحلي أو الإقليمي أو الجهوي أو المركزي.

– أن الإصلاح لا يتم بالصراخ واعتبار الجميع مفسدا لا يمكن الحديث معه، لأن العملية التنموية مصير جماعي.

سوس بلوس

مشاركة