ماأشبه خرجات الحزب الحاكم ، بحكاية لمجموعة من الضفادع التي تتسابق بين أشجار الغابة ، قبل أن تسقط ضفدعتان في حفرة ماء عميقة . وهي حكاية أشبه بسقوط الرجلين في الآونة الأخيرة ، عضويين من حكومة بن كيران احدهما من تنغير والأخر من الريف وقبلهم من كان في سوس … ، وتقول الحكاية إن الاسلامويون “البيجديون” تجمعت حشودهم لترى إخوانهم المسكينان ، وما إن طالعاتهما إلا وتأكدا من استحالة إنقاذهما ، فالدولة المخزنية عميقة جداً .
فطالب بن كيران من التابعين أن يستسلما للموت ، ويكتفيا بالأيام التي عاشوها في غرام مصنوع، وتارة في لعب دور الكومبارس وسباق الأرانب ، فلن تجدي محاولاتهما لإنقاذ نفسيهما شيئا . إنها حكاية أشبه بقصة الضفدعتان التي رفضتا أن تستمع لكلام الضفادع وحاولا أن يقفزا ويخرجا من حفرة سخيفة ، وباءت محاولاتهما بالفشل ، ومع تصاعد صياح الضفادع بأن يكفا عن المحاولات اليائسة والاستسلام لمصيرهما المحتوم ، استسلمت بالفعل إحدى الضفدعتان ، وماتت في صمت وهو ماحصل لإخون بن كيران من “امازيغ السربيس” .
بن كيران أشبه في هذه الحالة بالضفدعة التي تقفز مرة تلو مرة ، وجمهور من “المعارضة” –طبعا- المفبركة ، يطالبها بالاستسلام ، والموت بهدوء ! . لكنه لم يصغ لهم وظل في القفز ، إلى أن تحقق له المنال بالحديث عن الحكم وعن السلطة والقرار بل في تحدي غير مسبوق لمعارضيه من “الغوغائيين” قال بالحرف الواحد لقناة الجزيرة “الملك هو الذي يحكم ويسود” ، ظن “الغوغائيون ” إن حكومة بن كيران وصلت إلى الحافة ، لكن تبين العكس ونالت حريتها بعدما ظن الجميع أنها في عداد الأموات . التف جمهور من الفضوليين حول الحكومة الناجية وعلى رئسها زعيمهم “الضفدعة ” يسألونه في لهفة ، وهم يستحضرون في مخيلتهم قوله تعالى ” يسألك الناس عن الساعة …” :
ما أروع تصميمك ، كيف صمدت أمام “التماسيح “والعفاريت ” … رغم هتافنا بأن تستسلم ؟ فأخبرهم ببساطة أن لديه مشكلة في السمع ، ولم يكن يستطيع سماعهم بشكل سليم وهو في الأسفل ، لذا لم تصل إليه هتافاتهم المثبطة المحبطة ، وبالتالي لم يتأثر بها ، بل على العكس من ذلك لقد كان “الضفدعة “بن كيران يظن أن هتاف معارضته وصراخهم كان تشجيعا له ، وتحذيراً من اليأس والقنوت ،واعترف لهم أن هذا كان له بالغ الأثر في محاولاته المستمرة المضنية .
بن كيران بلسانه قادر على هدم طموحات في نفوس معارضيه ، وتثبيط همهم ، وقتل أحلامهم ، ووئد المواهب والكفاءات .
إنها سياسة المخزن المألوفة على حساب ” رجّالة د المغريب ونسائه “، فالمغاربة يعرفون ، وبدون مزيدات – أن الحكومة تم عجنها وحشوها وتخبيزها ، كما هو الشأن بالنسبة لمايسمى با”لمعارضة “، وتبقى حكاية نقيق الضفادع كلام ساخر والضحك على الدقون ، ف”الثورة ” الساخرة التي أحدثها بن كيران ونصب نفسه ممثلا للأمة وحافظا على استقرارها ، ليست إلا استعارة النقيق للدلالة على الضجة التي يحدثها هدا النفر من أذناب المخزن الدين ليسوا في الحقيقة إلا ضفادع الفت الجولان في المستنقعات وتقتات من مائها العكر .
عمر افضن: