الرئيسية للنساء فقط أمهات : ” بنتي ولات مدمنة على المخدرات “

أمهات : ” بنتي ولات مدمنة على المخدرات “

كتبه كتب في 1 أكتوبر 2013 - 12:14

لم تعد معاناة الزمهات مقتصرة على تعاطي أبنائهن من الذكور للمخدرات فقط وإنما أيضا يعانين من تعاطي بناتهن أيضا للمخدرات وإدمانهن عليها، وما ينتج عن ذلك من خلافات وتعنيف للأم، واستنزاف لأموالها، وجهدها، مما يضطر الأمهات إلى البحث عن علاج عند الأطباء ، والبحث عن جمعيات يمكن أن تتكفل بعلاجهن، لكن محاولاتهن باءت بالفشل.

امرأة ذابلة تغيرت تقاسيم ملامحها التي غزتها التجاعيد بالرغم كونها لممازالت في الأربعينات من العمر، تحمل ندوبا حديثة على وجهها، اغرورقت عيناها وهي تحاول تفريغ ما بجعبتها من هموم هدت أكتافها، ونخرت جسدها، بسبب معاناتها اليومية مع بنتيها اللتين أصبحتا مدمنتين على تعاطي المخدرات، التي غيرت حياة الأسرة بأكملها، وليس البنتين المراهقتين فقط.

«بناتي دبالو مللي تبلاو»

«بناتي كانو بحال الوريدات ودابا دبالو مللي تبلاو » تقول فاطمة التي تستغرب لتحول حال بنتيها، اللتين انفلتا من تحت عقالها في غفلة عنها، وهي تحاول تدبير أمور الحياة، وتوفير متطلباتها لبنتيها، بعد أن هرب عنها زوجها وتركها في مواجهة الحياة بمفردها.

عانت فاطمة طويلا من أجل الاستمرار في تعليم بناتها، وتوفير متطلباتهن، ولتتمكن من القيام بذلك على أكمل وجه كانت تمتهن أي مهنة مهما كانت حقارتها، من أجل إعالتهن، والحصول على المال الكافي لجعلهن غير محتاجات لأي شخص، يمكن أن تسول له نفسه استغلالهن.

كانت البنتان في تسيران في الطريق الذي رسمته لهما الأم، إلا أن غيابها عن البيت وعدم مواكبتها لهن، جعلهن عرضة للانحراف، ومصاحبة  بعض الأصدقاء السيئين والذين انجرفت البنتان خلفهما، كل واحدة منهما مستغلة الفراغ الذي تعيشه في غياب رقيب أو محاسب، في غياب الأم لتحصيل لقمة العيش، وهروب الأب، الذي لا يعرفان حتى ملامح وجهه.

استغلت البنتان حصولهما على المال من والدتهما التي لم ترد حرمان ابنتيها من أي شيء، وتعويضهما غياب الأب،  لتفعل كل واحدة منهما ما تريد، وبدأتا تتعاطيان لتدخين السجائر، وأهملتا دراستهما وتراجعت نتائجهما الدراسية، قبل أتدمنا على تعاطي المخدرات.

لم تكن الأم تعلم شيئا عن سلوكات بنتيها، إلا أن الشكوك بدأت تتسلل إليها، بعد أن تغيرت تصرفاتهما، وأصبحت كل واحدة منهما لا تطيق كلام وتوجيهات والدتها، وتنفعلان لدرجة الصراخ في وجهها، ليتحول الشجار بينهما في بعض الأحيان لمشاداة بالأيدي، والاعتداء على الأم «ملي كايكونو مقطوعات».

صارت الأم تتعقب ابنتيها بعد أن أخذت منها شكوكها مأخذا عظيما، إلى أن اكتشفت الحقيقة المرة، التي أذهلتها، وأصابتها بالصدمة، وجعلتها تشعر أن كل مجهوداتها ذهبت سدى، وأن ابنتيها أصبحتا مدمنتين على المخدرات.

لتزداد المشاكل بين الأم وابنتيها، اللتين أصبحتا تطلبان الكثير من المال منها، ولا تخضعان لاوامر الام التي تريد اصطحابهما للطبيب من اجل العلاج، وفي محاولة معهما كانت تتحول إلى شجارات، تنتهي بالاعتداء عليها وتكسير أواني البيت وأثاته، الذي تعبت كثيرا من أجل اقتنائها.

بعد معاناتها الطويلة مع ابنتيها، ورفضهما الرضوخ للعلاج، بدأت فاطمة تبحث جمعية تهتم بعلاج المدمنين  من المراهقين  ومساعدتهم على تخطي حاجز الإدمان، لكنها لم تتمكن من الوصول إلى أية جمعية، لتستمر معاناتها في صمت.

«هاد البنت قهراتني ومبقيت لاقية ليها جهد»

والدة حنان امرأة نذرت حياتها لتربية ابنتها بعد طلاقها من زوجها، لذلك كانت تحاول مضاعفة جهودها من أجل تربيتها في أحسن الظروف، إلا أن جهودها باءت في الفشل عندما أدمنت ابنتها على المخدرات التي غيرت حياتها وقلبتها رأسا على عقب.

«هاد البنت قهراتني ومبقيت لاقية ليها جهد» عبارة حملتها أم حنان كل ما يثقل صدرها من هموم ومعاناة، كانت ابنتها حنان السبب فيها، بعد أن أصبحت مدمنة على تعاطي المخدرات، التي غيرت معالم شخصيتها، وسلوكاتها وحولتها إلى إنسانة عدوانية حتى مع أقرب الناس إليها.

لا يمر يوم على والدة حنان دون أن تنشب الخلافات بينهما، على ثمن ما تستهلك من المخدرات، بالإضافة إلى مصاريف أخرى لتغطي نفقاتها الشخصية من لباس، ومستحضرات التجميل، والتنقل مع أصدقاء السوء «اللي بلاوها»، لتجد الأم نفسها في مواجهة فتاة بعيدة في سلوكاتها كل البعد عن ابنتها قبل أن تتحول إلى مدمنة.

بدأت قصة إدمان حياة عندما كانت في السنة الثانية إعدادي، وجدت نفسها مرمية في أحضان مجموعة من أصدقائها، الذين استغلو الفراغ الذي تعيشه في حياتها، بسبب التفكك الأسري الذي تعيشه، بعد طلاق والديها، وعمل والدتها لتوفير متطلبات حياتها اليومية.

انبهرت حنان بحياة التسكع وتمضية الوقت خارج أسوار المدرسة، وبين طاولات المقاهي التي كانت ترتادها رفقة أصدقائها، فبدأت رغبتها في اكتشاف عوالم جديدة عليها، وبدأت تعيش حياة الحرية التي لا تعرف كيف تدبرها بعد وهي مازالت في مرحلة نهاية الطفولة وبداية المراهقة.

لم تستيقظ حنان من سباتها إلا وهي مدمنة على المخدرات، التي لم تعد قادرة على بداية يومها أو القيام بشيء من غير أخذ جرعتها الضرورية، وإلا يتحول يومها ويوم من معها، خاصة والدتها، التي تفتعل معها الكثير من الخلافات والمشاداة الكلامية، التي قد تتحول في الكثير من الأحيان إلى تعنيف، تكون الأم الخاسرة الوحيدة فيه.

حاولت الأم مرارا علاج ابنتها من الإدمان، لكن كان الوقت متأخرا، فحنان خرجت عن طوع والدتها، ولم تعد تخضع لطلباتها، ولا تفعل إلا ما يحلو لها، بعد أن غادرت مكانها في المدرسة، بعد صراع طويل مع والدتها، التي حاول ما في جهدها من أجل ثنيها عن اتخاذ هذا القرار، الذي ستندم عليه مستقبلا.

عانت والدة حنان من كلام الناس الذين يلومونها في حضورها وغيابها، ويتهمونها بكونها السبب في ما آلت إليه ابنتها، بسبب إهمالها لها، وتركها عرضة لأصدقاء السوء، إلى أن زصبحت على هذه الحال، وأدمنت المخدرات وأصبحت منحرفة.

مجيدة أبوالخيرات

مشاركة