الرئيسية للنساء فقط نساء تحت رحمة وحوش آدمية!

نساء تحت رحمة وحوش آدمية!

كتبه كتب في 21 سبتمبر 2013 - 10:26

ظل الاغتصاب حتى أجل ليس ببعيد جريمة تقترن بفاعل واحد مقابل تعدد الضحايا، غير أن الحالات التي أميط عنها اللثام  في الآونة الأخيرة جاءت لتعرية واقع نساء وقاصرات وحتى زوجات تعرضن لاغتصاب جماعي تقاسم خلاله أكثر من شخص متعة العبث بجسد واحد. تختلف الظروف التي جعلت هؤلاء النساء في مواجهة مجرمين من هاته الطينة، لكن تجمع بينهن المعاناة من نبذ الأسرة وغياب المواكبة النفسية لجبر الضرر.

لم يكن أحد يعلم أن طردهما من المدرسة التي يدرسان بها، بسبب كتابات حائطية على جدران المؤسسة، ستكون نتائجه وخيمة على التلميذتين، اللتين قادهما خوفهما من العودة إلى البيت وإخبار أهلهما بظروف طردهما من المدرسة، إلى التعرض للاغتصاب على يد شابين كانا يتربصان لاصطياد أي فريسة يمكن أن تقع تحت أيديهما بمحيط المؤسسة التعليمية التي تدرس بها الفتاتان.

ساعة خارجة المدرسة

خرجت الفتاتان من المؤسسة التعليمية حائرتين فيما يمكن أن تفعلانه بعد طردهما من طرف الحراسة العامة، وعدم السماح لهما بالعودة إلا بمعية أولياء أمورهما، لتجدا نفسيهما أمام شابين يحاولان التحرش بهما، وإرغامهما على مرافقتهما بالقوة، ليقتاداهما بالقوة إلى أحد المنازل الموجودة شمال مدينة وجدة، ويقوما باغتصابهما رفقة مجموعة من أصدقائهما، الذين يقتسمون معهما نفس السكن.

غياب التلميذتين اللتين لا يتجاوز عمرهما الخامسة عشر سنة عن المنزل طيلة اليوم أثار استغراب ومخاوف أسرتيهما، لتنطلق عملية البحث عنهما بعد طول انتظار، وحلول المساء. انطلق البحث عند المعارف والأصدقاء مستبعدين تعرضهما لأي اختطاف أو اغتصاب، لكن بعد التأكد من عدم وجودهما، لم يعد أمام الأسرتين إلا التوجه إلى المصالح الأمنية وإخبارها باختفاء التلميذتين القاصرتين.

انطلقت عملية البحث من طرف السلطات الأمنية في جميع الاتجاهات، من أجل إيجاد الخيط الرفيع الذي يمكن أن يوصلهم إلى فك شفرة الاختفاء، من محيط المؤسسة التعليمية التي تدرسان بها، وهو الأمر الذي كان بمثابة خيط الأمل الذي أنار طريق رجال الأمن لفك خيوط هذه الجريمة، وبعد مرور ثلاثة أيام من اختفاء التلميذتين القاصرتين، تم الاهتداء إلى المنزل الذي وجدت فيه الفتاتان بعد الاعتداء عليهما، حيث وجدتا في وضع صحي ونفسي متأزم، حيث تناوب على اغتصابهما خمس ذئاب بشرية بشكل جماعي ووحشي، نهشا فيه جسميهما الصغيرين.

كانت أعمار الجناة تتراوح بين العشرين والثانية والعشرين سنة، تختلف مشاربهم ومستوياتهم الثقافية والاجتماعية، بين مهربين ومسير لنادي للأنترنت، وتلاميذ، بالإضافة إلى عاطل عن العمل، حيث تم اعتقالهم جميعا واقتيادهم نحو مصلحة الشرطة من أجل تعميق البحث معهم بخصوص المنسوب إليهم، وإحالتهم على العدالة بتهمة تكوين عصابة إجرامية والاختطاف والاحتجاز وهتك عرض قاصرتين باستعمال العنف.

الحكم بالسجن على المجرمين لا يمكن أن يشفي غليل الفتاتين، أو يداوي جروحهما النفسية. الآن تتباع الفتاتان علاجا مع مختص نفسي للتخلص مما تعرضتا له من اغتصاب جماعي ووحشي من طرف ذئاب بشرية، لم يأخذوا بعين الاعتبار توسلاتهما، ولم يمنعهما أي رادع أخلاقي أو خوف من السجن من ارتكاب جريمتهم الشنعاء، التي جعلت الفتاتان تنزويان بجراحهما بعيدا عن نظرة المجتمع إليهما والتي تحملهما المسؤولية فيما جرى.

اغتصاب جماعي في الغابة!

لم تكن صفاء وهي تتجول بأحد أحياء مدينة سلا، تعلم أنها ستكون ضحية لعملية كثيرا ما رأت مشهدها المؤلم في الأفلام السينمائية، ودون أن يخطر ببالها أن السيارة التي توقفت بالقرب منها ستكون وسيلة نقلها إلى رحلة نحو الجحيم، الذي ستعيش سنوات عمرها القادمة تعاني منها، بسبب ما ستتعرض له.

كانت عقارب الساعة تشير إلى حوالي الثامنة مساء، حين نزل من الباب الخلفي للسيارة شخصان، ثم اقتربا من صفاء دون أن يثيرا الانتباه،  تقدما اتجاهها كأنهما يعرفانها، وعندما صارت المسافة الفاصلة سامحة، وضع أحدهما سكينه على خصرها مطالبا إياها بتنفيذ أوامره دون مقاومة، فوجئت صفاء بهذه الحركة التي لم تكن تنتظرها، ولم تجد بفعل قوة الصدمة أي قدرة على رد الفعل أو المقاومة، فسارت مع الشابين بخطى مرتبكة نحو السيارة، التي كانت تنتظرهما بمكان قريب من الحادث، حيث كان يقبع بها باقي أفراد العصابة، بينما كانت السكين بين الفينة والأخرى تضغط على خصرها لثنيها عن القيام بأية محاولة فرار.

انطلقت السيارة بعد ذلك وسط أصوات الموسيقى الصاخبة التي ضج بها الفضاء الداخلي للسيارة في اتجاه غابة تقع بضواحي المدينة. وعنما وصل المختطفون، اختاروا مكانا معزولا وبعيدا عن المارة ليكون فضاءهم الذي سيقضون فيه ليلتهم وهم يتناوبون على جسد الفتاة القاصر، شرع الذئاب السبعة في احتساء الخمر وعيونهم الجائعة تفترس بين الحين والآخر جسد صفاء التي تملكها الرعب واستولى الشحوب على ملامح وجهها، بينما تناسلت الأسئلة في رأسها حول المصير الذي ستلقاه من مجموعة مختطفيها.

بعد أن توالت الكؤوس ولعبت الخمر بعقول المختطفين، قام أحدهم نحوها ليشرع في نزع ثيابها بعنف غير مبال بتوسلاتها واستعطافاتها له كي يتركها في حال سبيلها. وعندما أدركت أنه عازم على تنفيذ جريمته، شرعت في مقاومته، واشتبكت معه في صراع غير متكافئ بعد أن انهكت الصدمة قواها، صراع كان نصيبها منه أن قام الجناة بتوجيه العديد من الضربات إلى أنحاء مختلفة من جسمها مهددين إياها بالسكين لتنهار نهائيا، وقد وجد الجناة في انهيار ضحيتهم فرصة مواتية ليتناوبوا على اغتصابها بكل وحشية مفتضين بكارتها وغير مبالين بصرخاتها، حيث مارس المختطفون اغتصابهم الحيواني على ضحيتهم بطريقة شاذة، تاركين إياها مكبلة في الغابة.

بقيت صفاء تقاوم آلامها إلى حدود الساعات الأولى من الصباح، وكانت طيلة تلك المدة تحاول بما تبقى لها من قوة أن تفك قيدها، وهو ما تمكنت من النجاح فيه بعد عناء ومشقة. استجمعت القاصر المغتصبة ما تبقى من ذخيرة جسدها المنهك، ونهضت واقفة على قدميها لتجد نفسها في رقعة معزولة من الغابة، اضطرت معها للمشي مسافة طويلة رغم ما تعانيه محاولة العودة إلى بيت أسرتها.

ما إن فتحت الأم باب المنزل حتى ارتمت صفاء في أحضانها مغمى عليها بفعل ما تعرضت له من اعتداءات جسدية ونزيف دموي، ليتم نقلها على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات لإسعافها، لتخبر  إدارة المستشفى رجال الشرطة بالأمر فانتقل ضابطان إلى قسم المستعجلات من أجل أخذ أقوال الضحية التي صرحت لهما بما تعرضت له مدلية بشهادة طبية تثبت ما تعرضت له أثناء واقعة اختطافها واغتصابها، وشكل مغتصبيها، حيث أكدت أن أحدهما يحمل آثار جرح على مستوى خده الأيسر، وبناء على هذه المعلومات، انطلقت عملية البحث عن الجناة المغتصبين.

أوقفت دورية للشرطة في إطار حملة تمشيطية ضد أصحاب الدراجات، سائق دراجة نارية، وضبطت بحوزته بعد تفتيشه سكينا متوسط الحجم وهاتفا نقالا. تم اقتياد المشتبه به إلى مقر الشرطة، وهناك تبين أنه من أصحاب السوابق في مجال السرقات بالعنف، ليتم استدعاء مجموعة من الضحايا الذين صرحوا بعدم معرفتهم به.. تزامنت هذه العملية مع وجود صفاء بمقر الشرطة، وما إن رأته حتى أمسكت بضابط الشرطة وهي تصرخ بأنه أحد الذين اعتدوا عليها خاصة وأنه يحمل آثار جرح على مستوى خده الأيسر ليكون هذا الأخير الخيط الذي قاد إلى كشف باقي أعضاء العصابة.

مازالت صفاء تعيش حالة من الانهيار النفسي، ولم تتمكن من العودة لممارسة حياتها بشكل طبيعي، لأن جروحها النفسية مازالت لم تندمل بعد، لأن جراحها كانت غائرة جدا، لم تستطع جلسات المتابعة النفسية القليلة أن تجتث انعكاسات الاغتصاب الجماعي الذي تعرضت له على نفسيتها.

عصابة إجرامية

تستغل بعض العصابات الإجرامية فرصة اختلاء الأحباء في بعض الفضاءات قصد التمتع بهامش أكبر من الهدوء والحرية لتنفيذ عمليات سرقة، لكن الأمر قد يذهب إلى أبعد من ذلك أحيانا، حيث قد تنضاف إلى عمليات السرقة تلك جريمة الاغتصاب الجماعي، التي يتلذذ فيها أفراد العصابة بإذلال الضحية وإخضاعها لممارسات شاذة، كما حدث مع جميلة، التي سبقت الدموع كلماتها خلال سردها لتفاصيل التجربة القاسية التي مرت بها.

شأنها شأن العديد من الفتيات في سنها، اختارت الطالبة الجامعية أن تنسج علاقة مع شاب تتقاسم معه أحلامها المستقبلية، ولم تتصور أن كل حياتها ستنقلب رأسا على عقب في اليوم الذي ستقرر فيه اقتناص لحظات متعة بعيدا عن أعين المتلصصين في إحدى الغابات التي لا تبعد كثيرا عن الكلية التي تتابع فيها دراستها.

كانت الساعة تشير إلى حدود الرابعة زوالا، حين جلس العاشقان تحت ظلال الأشجار الوارفة. «سمعت شي أصوات هاديك اللحظة وكنت باغيا نمشي»، تقول جميلة، غير أن صديقها طمأنها وأكد لها بأن ما سمعته لا يعدو أن يكون أوهاما ناتجة عن خوفها من الأماكن الخالية.

في غمرة الجلسة الحميمية التي جمعت بين الحبيبين استل رئيس العصابة المكونة من أربعة أفراد سكينا من الحجم الكبير وركض صوب جميلة والشاب وشرع في تهديد  الأخير بالقتل وأرغمه على تسليمه كل ما كان بحوزته من مال إلى جانب هاتفه المحمول، في الوقت الذي أمسك فيه الثلاثة بجميلة وحاولوا اقتيادها إلى وجهة مجهولة. حاول صديقها تخليصها من قبضتهم، لكن مصيره كان الضرب دون رحمة إلى أن خارت قواه.

استسلمت جميلة لقدرها دون أن تبدي أي شكل من أشكال المقاومة أمام أفراد العصابة الذين سيتناوبون على اغتصابها حتى حلول الليل، قبل أن يلوذوا بالفرار، بينما لم تبارح الشابة مكانها إلا فجر اليوم الموالي بعدما استعادت وعيها واستجمعت قواها، التي مكنتها من استعطاف صاحب سيارة تولى مهمة اصطحابها للدائرة الأمنية التي تقدمت فيها بشكاية في حق مغتصبيها.

كانت الشابة تظن أن الاغتصاب الذي تعرضت له على يد أفراد العصابة سيكون أسوأ ما يحدث لها، غير أنها ستصطدم برد فعل أسرتها التي ستجعل منها المسؤولة الوحيدة عما تعرضت له، حيث سيلومونها على ذهابها إلى ذلك المكان مع صديقها الذي تخلى عنها بعد الحادثة ولم يتكبد حتى عناء الاطمئنان عليها.

لم يعد اعتقال أفراد العصابة والزج بهم خلف قضبان السجن لجميلة ولو القليل من السعادة والإحساس بالأمان اللذين فقدتهما في ذلك اليوم المشؤوم، ولا حتى ثقة أسرتها التي قررت وضع حد لمشوارها الدراسي وإرغامها على ملازمة البيت، لتودع بذلك حلم النجاح المهني، ومعه الارتباط بالشاب الذي جمع بينها وبينه الحب وفرقهما الاغتصاب الجماعي.

اغتصاب جماعي داخل بيت الزوجية!

لم يعد الشارع والفضاءات الخارجية المسرح الوحيد لهذا النوع من الجرائم، كما هو الشأن بالنسبة إلى مرتكبيها وضحاياها. فحتى أجل ليس ببعيد كان احتمال تعرض الزوجات لهاته الممارسات داخل بيت الزوجية من الأمور التي يصعب تصديقها، لكن دخول جمعيات المجتمع المدني كشف النقاب عن حالات تعرضت فيها زوجات لاغتصاب جماعي بمشاركة الزوج، وإخراجها من خانة الطابوهات والأمور المسكوت عنها.

كريمة  واحدة من الحالات التي قررت أن تطرق باب إحدى الجمعيات النسائية، لتبوح بتفاصيل معاناتها داخل مركز الاستماع التابع للجمعية، بعدما وجدت نفسها عاجزة عن تحمل ممارسات زوجها الشاذة، التي لم يمنعها الخوف من البوح بها حتى لأقرب الناس إليها.

«كان كيجيب صحابو للدار»، كانت العبارة التي استهلت بها كريمة حديثها، عبارة لم تكن تحمل بين طياتها أي شيء يدل على حدوث أمر غير طبيعي داخل مملكتها الصغيرة، لكنها سرعان ما ستفجر مفاجأة من العيار الثقيل، عندما ستخبر المساعدة الاجتماعية التي كانت تتولى مهمة الإنصات إليها بأن زيارات أصدقاء الزوج لم تكن زيارات عادية، بل كانوا يأتون لممارسة الجنس عليها.

اعترافات صادمة توالت على لسان الزوجة العشرينية، التي أقرت أن زوجها الذي يعمل كأستاذ بإحدى الثانويات التأهيلية، لا تتولد لديه الرغبة في معاشرتها إلا حين يراها بين أحضان رجلين أو أكثر، لذلك قرر الاستعانة بثلاثة من أصدقائه العازبين بهدف تلبية غرائزه الجنسية.

كان الأصدقاء يتناوبون على جسد كريمة، التي تؤكد أنه لم يكن أمامها سوى الاستسلام لتهديدات زوجها الذي كان يعنفها ويضربها بكل وحشية كلما أبدت رفضها لممارساته، لتتحول مكرهة إلى «دمية جنسية»، يعبث بها الأصدقاء في حضور الزوج الذي كان آخر من يمارس الجنس عليها.

ضرب، تكميم فم، وممارسة جنسية من الدبر، ووضعيات جنسية مهينة… كلها أساليب تكون كريمة عرضة لها كل نهاية أسبوع، وكأن الأمر بالنسبة للزوج وأصدقائه يتعلق بمناسبة للاحتفال والتخلص من ضغوط العمل.

«معنديش فين غنمشي»، كان رد كريمة عندما سئلت عن السبب الذي يدفعها إلى تحمل الاغتصاب الذي تتعرض له منذ زواجها، الذي لم يكن باختيارها، بل تحت ضغط جدتها التي تولت رعايتها بعد وفاة والدتها وزواج والدها من امرأة أخرى وتكوينه لأسرة جديدة انفردت باهتمامه، وجعلته ينسى واجباته اتجاه كريمة التي يفترض أنها فرحته الأولى.

كانت ممارسات الزوج الشاذة على كريمة سببا في وقوعها في شراك الإدمان على الخمر، بعدما وجدت في الأخير الحل الوحيد للهروب من معاناتها، خاصة خلال «حفل الجنس الجماعي»، غير أن مشاعر الندم الممزوجة بالاشمئزاز أبت أن تفارقها، وأرغمتها في نهاية المطاف على طرق باب جمعية معنية بالدفاع عن حقوق المرأة، أملا في إيجاد حل لمعاناتها بعيدا عن الفضيحة.

عاملة فلاحية  تغتصب من طرف 12 فردا

لم يستثن هذا النوع من الجرائم حتى القرى ذات الطابع المحافظ، فالأخيرة بدورها كانت مسرحا للعديد من الحوادث التي تعرضت فيها نساء لاغتصاب جماعي، ولعل من أبرزها الحادثة التي شهدتها إحدى القرى بآيت ملول قبل سنتين، حيث تعرضت فتاة لم يكن عمرها يتعدى الحادية والعشرين سنة لاغتصاب على يد 12 فردا.

كانت الساعة تشير إلى الساعة الثالثة زوالا، حين خرجت مليكة من منزل عائلتها، الكائن بحي الشنينات بالمدينة، حيث تقطن بمعية والدتها إلى جانب زوج أمها وأشقائها، متجهة صوب دوار سيدي بوموسى، قصد أداء ما بذمتها من قرعتها الأسبوعية «دارت»، لكنها صادفت في طريقها مجموعة من شباب الدوار الذين مازال معظمهم يتابع دراسته بالثانوية الإعدادية سيدي بوموسى بنفس المنطقة.

حاصرت المجموعة مليكة من كل الجوانب في محاولة لمنعها من الفرار، وأرغموها على مرافقتهم تحت التهديد بالضرب واستعمال العنف إلى مكان منزو وخال، توسلت إليهم لتركها تذهب إلى حال سبيلها، مخبرة إياهم بأنها ليست من النوع الذي يظنون وأنها تقتات من عرق جبينها بعملها في الحقول، لكنهم لم يرأفوا  لحالها، واقتادوها إلى فضاء خال يخيم عليه صمت رهيب، لا يوازيه سوى صمت أهل القبور الذين ترقد أجسادهم بالمقبرة القريبة من مسرح الجريمة.

بلغة لا تخلو من تهديد وسب وتحقير أمرها زعيم المجموعة بخلع ملابسها، وهو ما استجابت له الضحية مرغمة تحت طائلة التهديد، حينها بادر الزعيم إلى ممارسة الجنس على الضحية بطريقة شاذة جعلته مزهوا بنفسه أمام أقرانه، وما هي إلا لحظات وجيزة حتى أفرغ مكبوتاته الجنسية في جسد مليكة التي دخلت في شبه غيبوبة لم تستفق خلالها إلا في لحظات محدودة، كان فيها الجناة يتلذذون بممارسة الجنس عليها في أوضاع شاذة الواحد تلو الآخر، وبتسعيرة 5 دراهم فرضها عليهم كبيرهم الذي أصر على استخلاصها، قبل أن ينفرد أحدهم بالضحية التي مورس عليها الجنس طيلة عشر ساعات متتالية من طرف أفراد العصابة قبل أن يلوذوا بالفرار.

حاولت مليكة جاهدة لملمة جراحها واسترجاع قوتها، واتجهت صوب مقر الدرك الملكي، في وقت كانت الساعة تشير فيه إلى تمام منتصف الليل. أعادت على مسامع عناصر الضابطة القضائية، قصة اغتصابها من طرف اثني عشر شخصا بطريقة همجية طلية 10 ساعات من الزمن، وبعد الاستماع  إلى إفادة الضحية تم ربط الاتصال بالنيابة العامة وإشعارها بالنازلة، لتنتقل عناصر الدرك المكلفين بالقضية إلى عين المكان، وبمساعدة شيخ المنطقة تم اعتقال متهمين اثنين يتابعان دراستهما بنفس الدوار، فيما تم إيقاف الآخرين في أماكن متفرقة بنفوذ تراب الجماعة، وبعد اقتياد الجميع إلى مركز الدرك الترابي تم الاستماع إلى إفاداتهم في محضر قانوني، اعترفوا خلاله بالمنسوب إليهم جملة وتفصيلا، وبعد الانتهاء من فترة الحراسة النظرية تمت إحالة الموقوفين على استئنافية أكادير بتهمة الاغتصاب والاختطاف والاحتجاز.

مجيدة أبو الخيرات/ شادية وغزو

مشاركة