الرئيسية مجتمع متطرف حاول قتل طالبة بقلب جامعة ابن زهر بأكادير

متطرف حاول قتل طالبة بقلب جامعة ابن زهر بأكادير

كتبه كتب في 24 مايو 2013 - 12:00

متطرف حاول قتل فدوى الرجواني الطالبة والحقوقية وعضو الاتحاد الاشتراكي في قلب جامعة ابن زهر. المتطرف انقض عليها من الخلف، وخنق أنفاسها وأحدث  جرحين بحنجرتها و دس في صدر فدوى رسالة كتب فيها ” الإسلام هو الحل”.

جريمة أخرى بآلة حادة استهدفت حياة فدوى الرجواني طالبة وحقوقية وعضو المجلس الإداري للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، جريمة بآلة حادة في قلب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن زهر تركت بعنقها على مستوى الحنجرة جرحين بارزين، لا لشي سوى لأنها عبرت عن رأيها وعن اختلافها مع خطاب التطرف عبر موقعها على الفايسبوك.

 خلال ظهر أول أمس كانت فدوى الرجواني الطالبة بماستر السياحة والتواصل دخلت على الفور أسوار كلية الآداب من الباب المخصص للأساتذة، كانت في طريقها نحو قاعة الدرس والتحصيل، فجأة انقض شاب في العشرينات من عمره علي عنقها من الخلف بيده اليمنى، احكم قبضته على خناقها لمدة فشعرت بالخوف كما تحكي للأحداث المغربية، وأرخت حقيبتها أرضا معتقدة أن المترصد بها لص يرغب في السطو على محتوياتها.

لم يعر الشخص الغريب الأطوار، أي اهتمام لمحتويات الحقيبة من نقود وهاتف نقال ، وظل للحظة مستحكما بقبضة يده على عنق فدوى، فجأة أحست به يدس يدس شيئا صلبا من فتحة الجلباب العلوية، أودعه بصدرها بين ثدييها ثم أزال قبضة يده الحديدية، وانسحب على الفور مغادرا الكلية مستغلا خلو المكان متن الطلبة في ذلك الوقت الذي أشرف على الظهيرة.

تحسست فدوى الرجواني موضع الألم على مستوى حنجرتها الذي شعرت به متأخرة، وأرجعت أطراف أصبعها مليئة بدماء ساخنة، لحظتها شعرت بالخوف والرعب، فقاومت لتخرج الشئ الصلب المدسوس بصدرها معتقدة أنه قد يكون شيئا متفجرا مادام المجرم لم يستهدف أموالها وباقي أغراضها، فجأة أخرجت من صدرها ورقة كتب عليها باللغة العربية ” الإسلام هو الحل” الورقة مرقونة بجهاز الحاسوب، وتم تكبير حروفها لتبدو بارزة.

وصلت رسالة المتطرف ذات الحروف العريضة، وفهمتها فدوى بسرعة، كما فهمت الحريحين على شكل نحر من الحنجرة بىلة ترجح أن تكون شفرة حلاقة، نفذ بها الجرحين باحترفية، بعدها استسلمت لانهيار جسدي وانطرحت أرضا إلى أن علم زملاؤها بشعبة السياحة والتواصل بما وقع من خلال أحد الطلبة فهرعوا إلى عين المكان حيث مازالت تسترجع أنفاسها من هذه العملية التي استهدفت جسدها وحريتها، وكيانها كامرأة وناشطة حقوقية وعضو بحزب وطني وفاعلة جمعوية، كما استهدفت الحرم الجامعي الذي تدرس به هذه الطالبة.

 بسرعة فائقة حضر كذلك إلى مسرح الجريمة عميد الكلية أحمد صابر، ونوابه، والكاتب العام للكلية، والاساتذة وزملاء الطالبة، وتم استدعاء سيارة الإسعاف لنقلتها إلى مستشفى الحسن الثاني، هناك خضعت للعلاجات، ولاستفسارات مصالح الأمن التي التحقت بها إلى المستشفى في حينه.

من المستشفى انتقلت فدوى الرجواني رفقة زملائها إلى مقر الدائرة الأمنية الخامسة حيث تم الاستماع إليها من قبل مصالح الأمن في محاضر رسمية، كما تناوبت على استفسارها مختلف المصالح والأجهزة المكلفة بالأمن، لما يزيد عن 3 ساعات.

صورة المتطرف ارتسمت في ذهن الطالبة، بينما لم تتمكن من معرفة نبرة صوته لأنه لم يتحدث واكتفى بنقل رسالة مكتوبة من ثلاث كلمات ” الإسلام هو الحل”، أبيض البشرة في حوالي الخامسة والعشرين من العمر، يرتدي سروالا بلون بني فاتح، وقميصا ” قميجة” بيضاء بخوط بنية حليق الوجه.

 فدوى تشرح أسباب هذه الجريمة؟

فدوى الرجواني أم لثلاثة أبناء، عضو اللجنة الإدارية للاتحاد الاشتراكي، وعضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، وعضو مكتب جمعية الطلبة الباحثين في السياحة والتواصل، وكانت من أنشط أعضاء حركة 20 فبراير أكادير المركز. فهذا الزخم النضالي جعلها في قلب اهتمامات مجتمعها، وبسبب ذلك كما تروي للأحداث المغربية، فهمت مغزى هذه الرسالة المكتوبة بلغة الدم والتهديد بالقتل.

رسالة من متطرف لاحقها حتى الجامعة يومين فقط بعدما كتبت على صفحتها بالفايسبوك ” العلمانية هي الحل” فجاء هو ليكتب بدمها ” الغسلام هو الحل”. الجملة جاءت خلاصة لنقاش هادئ مع أحد أصدئقائها، يؤمن بالاختلاف في إطار النقاش الدائر حاليا حول أي مشروع مجتمعي نريد، وأي السبل لبلوغه، كما جاءت هذه العملية المتطرفة بعد تضامن فدوى مع عصيد في الهجمة الأخيرة التي تطاله، وبعد تضامنها العلني كما تحكي مع أستاذ الجديدة يونس الذي اتهم بالإلحاد، ووصفت ما يجري بخصوص هذه القضية بعودة محاكم التفتيش الجديدة.

كانت فدوى تتحدث بمعنويات مرتفعة بسبب حالات التضامن الواسعة التي احيطت بها من داخل المغرب وخارجه وبسبب المكالمات الهاتفية التي لم تتوقف طيلة يوم أمس وصبيحة أمس، من أجل ذلك اعتبرت أن عملية هذا المتطرف منعطف جديد في حياتها لكي تمضي برأس مرفوع، في النقاش الجاد والعمل للرقي بالمجتمع دون خوف، أوخضوع واستسلام لأمراء الدم الذين يتحدثون لغة القتل، ولا ينبسون ولو بكلمة واحدة من أجل الإقناع.

 تضامن واسع

أجواء التضامن تهاطلت على فدوى الرجواني من كل صوب وحدب، جاءت من إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي هاتفها وعبر لها عن تضامن الاتحاد الاشتراكي معها في المحنة التي مرت منها، ومن منضلي هذا الحزب واعضاء شبيبته من مختلف المدن، ومن محمد الصبار الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومن مسؤولي جامعة ابن زهر، كما صدرت بيانات في حينه عن هيئات نقابية من بينها النقابة العامة للشغل بفرنسا، والفدرالية الديمقراطية للشغل، قطاع الجماعات المحلية.

واعتبر خليل هيدان رئيس جمعية الطلبة الباحثين في السياحة والتواصل، وفاعل جمعوي وحقوقي، أن المجرم استهدف الجامعة، ليقحمها غصبا في عمله الإجرامي هذا، وتساءل كيف لا يقوى الفكر المتطرف على ممارسة الحق في الاختلاف وطرح وجهة نظره بالطرق الحضارية فيختار لغة العنف والقتل، مستهدفا زميلته فدوى المعروفة بهدوئها وسكينتها، وأنشطتها الحقوقية التي تعتبرها مبدأ في حياتها. وكان خليل هيدان  عاش اللحظات الأولى التي تلت الاعتداء ورافق الضحية إلى المستشفى ومصالح الأمن.

إدريس النجار

مشاركة