«لم نستحم منذ عيد الأضحى لأن سخان الماء معطل، محرومين من مشاهدة التلفاز، الأكل رديء، ملابسها متسخة لأن آلة التصبين لا تعمل..» عبارات مريرة تفوه بها نزلاء الخيرية الإسلامية بكلميم في لحظة بوح تلقائي يختزل الوضعية المزرية، التي يعيشها النزلاء،حيث أن نزاع بسيط لنازلين بهذه الخيرية أدى ببعض المسؤولين عن جمعية شباب الجهوية الموسعة بالصحراء كلميم وجمعية الخيمة فرع كلميم إلى زيارة الخيرية الإسلامية للوقوف عن أبعاد وخلفيات هذا النزاع، الاستماع إلى البوح بمعاناتهم، حيث أظهرت تصريحاتهم أنهم محرومون من مجموعة من الضروريات التي يتحتم توفرها بهذا المرفق، الذي يأوي يتامى يحتاجون إلى عناية واهتمام من نوع خاص، لكنهم يعانون من غياب النظافة والرعاية الصحية وسوء التغذية.
هذه الزيارة التي قام بها جمعويون، كانت كافية لتمكين نزلاء الخيرية من مشاهدة التلفاز الذي كانوا محرومين منه، يعلق أحدهم «كان مسدود عليه، وإصلاح «الشوفو»، حيث فضل هؤلاء النزلاء متابعة مباراة في كرة القدم مساء يوم الأحد 06 يناير الجاري وتأجيل الاستحمام.
من جهته حاول المكتب المسير للخيرية الإسلامية دحض هذه الاتهامات، وأظهر للهيئات الحقوقية والجمعوية على أنها تجانب الواقع وهو ما فنده أكبر النزلاء من مواليد 1988، الذي جاءت تصريحاته متطابقة مع زملائه حيث طالب المدير بشأنه مؤازرة هذه الهيئات من اجل الحصول له على مشروع في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل إدماجه في الحياة بطريقة سليمة على اعتبار أنه مجهول الأبوين مؤكدا أن نائب التعليم بإقليم أسا – الزاك قد تكفل بتدبير كراء منزل لهذا النزيل لمدة سنتين كمساعدة منه لإدماجه ونزولا عند حالته الاجتماعية الخاصة جدا على أن تعمل باقي الأطراف على مساعدته. ويذكر أن الخيرية الإسلامية يتواجد بها 22 نزيل وتتلقى عدة إعانات من طرف محسنين احدهما بالدار البيضاء والآخر ينحدر من جماعة فاصك إضافة إلى قرابة 10 ملايين من التعاون الوطني كمنحة زيادة على ضريبة الدبح ومداخل أزيد من 50 محلا تجاريا هذه المداخل لا تعكس البنية التحتية لهذه الخيرية التي تشبه سجنا.
وعلى إثر المشاكل التي وقفت عليها جمعية شباب الجهوية الموسعة بالصحراء كلميم المتعلقة بنزلاء دار الأطفال والمتمثلة في التغذية و الصحة والتعليم وقلة الاهتمام دعت الجمعية بمعية فعاليات المجتمع المدني بكلميم إلى عقد لقاء تواصلي مع المكتب المعني قصد طرح مجمل المشاكل التي يعاني منها نزلاء دار الأطفال والتي وقفت على حالتها المقلقة والمزرية.
. صباح الفيلالي
