سبع سنوات مرت على انطلاق أكبر وأهم عملية تضامن مغربية تنفتح على مواضيع الهشاشة والفقر في المغرب. سبع سنوات والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أرسى دعائمها جلالة الملك في إطار حرصه على تحسين مستوى عيش المغاربة في العديد من المناطق المغربية خاصة للفئات الضعيفة من المجتمع.
وقد كان لازما على أن تجد هذه المبادرة الصدى في التعاطي الإعلامي معها ومع مشاريعها ومختلف مبادرة هذه التنمية الاجتماعية. وبعيدا عن التقارير الإخبارية التي تقدمها القنوات التلفزيونية الوطنية، استطاع برنامج وحيد وفريد من نوعه أن يخلق الحدث وأن يهب نفسه خصيصا لحدث المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دونا عن غيره. أغراس نيمال أو طريق المستقبل الذي ظهر منذ فترة غير هينة على شاشة تمازيغت واستطاع أن يخلق التميز ويقدم الإضافة النوعية في تقديم تفاصيل مهمة بالصوت والصورة للإنسان المغربي البسيط الذي انتعش بفضل المبادرة البشرية التنموية التي وصلت إليه بعد سنوات من المعاناة والحرمان.
أغاراس نيمال الذي أصبح منذ فترة واحدا من أهم البرامج التي تقدمها تمازيغت بعد أن اقتنع مسؤولوها على أن من شأن مثل هذه الإنتاجات التلفزية أن تحقق المبتغى الكامن في جعل القناة الثامنة تلتصق أكثر بكثير أمور تهم المعيش اليومي للمغربي البسيط خاصة في المناطق النائية والبعيدة عن المركز. كما تمكنت القناة بفضل أغاراس نيمال من تحقيق نسب مشاهدة متميزة دونا عن كثير فقرات وهذا حسب بعض الأرقام والإحصائيات التي أكدت أن البرنامج وصل فعلا نضجا كبيرا بعد أن بدأ يحظى باهتمام المشاهد المغربي الذي يقبل على متابعة هذه الفقرة التي أدرجت منذ فترة ضمن شبكة برامج تمازيغت.
وقد كان طبيعيا أن يمر برنامج أغاراس نيمال بعد الصيت الطيب الذي حظي به، إلى السرعة القصوى. حيث أصبح بإمكان المشاهد المغربي أن يتابع يوميات هذا البرنامج بشكل منتظم على تمازيغت ويتمكن بذلك من الوقوف على مختلف المنجزات والمشاريع الاجتماعية التي تحققت من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على امتداد ربوع المملكة. ويأتي هذا التوزيع الجديد وهذا التبني اليومي لقناة تمازيغت لأغاراس نيمال، وقناة تمازيغت تعتزم التوقيع على اتفاقية شراكة بينها وبين مؤسسة محمد الخامس للتضامن الواجهة الأخرى لتصريف الكثير من المبادرات الإنسانية والاجتماعية المدرة للدخل. وتصادف هذه الشراكة انطلاق النسخة الخامسة عشرة للحملة الوطنية للتضامن التي أطلقها جلالة الملك خلال الأيام الماضية من مدينة مراكش.
عملية اشتغال أغاراس نيمال والاحترافية العالية في نقل الصورة الإنسانية للمواطن المغربي في قريته وفي حقله ومشتله وفي مركز تكوينه وفي مستوصفه وفي مدرسته وفي الكثير من الفضاءات التي دبت فيها الحياة من جديد بفضل المبادرة الوطنية هي التي أكسبت برنامج أغاراس نيمال السمعة التي يستحقها وجعلت منه المرجع في التوثيق والأرشفة لكل المنجزات الإنسانية التي غيرت معالم وحياة المواطن البسيط. مواطن لمست من خلاله كاميرا البرنامج التطور والانتعاشة التي أصبح يعيش في ظلها عبر كثير مشاريع سواء خاصة أو عامة ارتقت به إلى تحقيق اكتفاء ذاتي حقيقي ومهم. كما مكن البرنامج قناة تمازيغت من تحقيق فلسفة إعلام القرب التي يرفعها التلفزيون المغربي لأنه في النهاية والأخير هي المبتغى والمطمح من أجل كسب رضا المشاهد المغربي عن هذا التلفزيون الذي نفره منذ سنوات.
حسن بن جوا
