الرئيسية اراء ومواقف ماء العينين ترد على قصف عصيد بالقصف المصاد

ماء العينين ترد على قصف عصيد بالقصف المصاد

كتبه كتب في 5 يونيو 2017 - 01:05

قال عصيد عن البيجيدية ماء العينين

ما عبرت عنه السيدة آمنة ما العينين من حزب العدالة والتنمية من تشفٍ في السلطة بسبب تزايد حراك الشارع  بالحسيمة، لا يمكن أن يعتبر موقفا مسؤولا، علاوة على أنه مجانب للصواب من جميع وجوهه.

فالسيدة ما العينين اعتبرت أن ما يحدث بالريف هو من نتائج إبعاد بنكيران عن الحكومة، كما أشارت إلى أن السلطة بذلت كل جهودها لاختلاق مسيرات وهمية ضد حزب العدالة والتنمية، وها هي المسيرات الفعلية تندلع ضد السلطة، وبهذا الصدد وكما يعلم ذلك الجميع، نذكر بما يلي:

ـ أن حراك الحسيمة انطلق وبنكيران رئيس الحكومة، ولم يقم بأي شيء لصالح السكان المعنيين، بقدر ما دعا أتباعه ـ ومنهم السيدة ماء العينين ـ  إلى عدم الالتحاق بالحراك وعدم دعمه، وظل على هذا الموقف حتى غادر منصبه.

ـ أن الحراك استمر لمدة سبعة أشهر ومنها الشهور الخمسة التي قضاها بنكيران فيما أصبح يسمى بـ”البلوكاج”.

ـ أن سكان الحسيمة ليسوا من أنصار حزب المصباح ولم يتكتلوا حوله قط، ويعتبره الناطقون باسم الحراك أداة من أدوات المخزن كغيره من الأحزاب الحكومية.

ـ أن مدة الولاية الحكومية لبنكيران لم تعرف فقط مسيرات مفبركة من طرف السلطة ضدّ حزب العدالة والتنمية كما قالت السيدة آمنة، والتي كانت مسيرة واحدة أدانها الجميع وسخروا منها، بل عرفت هذه المدة أيضا مئات المسيرات والوقفات والأشكال الاحتجاجية ضد القرارات اللاشعبية لحكومة بنكيران، لم تكن مؤامرة من السلطة بقدر ما نظمتها  النقابات والجمعيات الحقوقية والأساتذة المتدربون والأطباء والممرضون والحركة الأمازيغية والحركة النسائية والمعاقون والمعطلون والنساء السلاليات وسكان القبائل في موضوع الأرض والملك الغابوي واستغلال المناجم إلخ ..

ولا ندري كيف تذكرت السيدة آمنة مسيرة واحدة من فبركة السلطة ونسيت كل هذا المد النضالي الذي لم ينقطع قط،  والذي ردّ عليه بنكيران بالاستخفاف والهجاء وأحيانا بالسب والشتم.

يحقّ للسيدة ما العينين أن تنتقد الطريقة التي تم بها إبعاد بنكيران من الحكومة، لكنها ليست بحاجة إلى إسقاط الطائرة بمناسبة وبدونها، فحراك الريف ذو مواجع قديمة، تعود إلى فترة لم يكن فيها أحد من المغاربة يعرف حتى بوجود شخص إسمه بنكيران.

 

ماء العينين لم تتوانى لترد بكل هذه الحدة

 

كتب السيد أحمد عصيد تدوينة، يهاجمني فيها بالاسم حيث انبرى مدافعا عن السلطة معتبرا أنني أتشفى فيها وهي أدوار يرضى السيد عصيد لنفسه لعبها، هذه المرة حاول أن يجعلني قنطرة للعبور إلى منطق الوشاية المفضوحة، التي استسلم لها من فقدوا البوصلة وصاروا يعرضون خدماتهم لمن يطلب ومن قد لا يطلب.

كما أن السيد عصيد حاول أن يعطيني دروسا عن معنى المسؤولية، هنا أريد أن أذكره أنه ليس مؤهلا بالبت والمطلق لإعطائي دروسا في الممارسة السياسية، أو التعبير الحر عن الرأي، أنا التي خبرت معنى التمثيل الانتخابي ومشروعيته ومسؤوليته قبل سن الثلاثين بكثير، معنى المسؤولية هو الذي جعلني أنتخب ب 23 ألف صوت انتزعتها مع حزبي بشرف، يوم كان عصيد يحشد كل أنواع الوسائل المشروعة وغير المشروعة لمواجهة حزبي وتياره المجتمعي.

المسؤولية أتمثلها من موقعي البرلماني الذي أعرف قيمته الديمقراطية في الوقت الذي جبن الكثيرون عن النزول للميدان والتنافس الحر الشريف، ليعرضوا آراءهم وتوجهاتهم و”فهمهم العميق لمعنى المسؤولية” على محك الاختيار الشعبي الحر، ليكتشفوا كم تساوي شعاراتهم ووشاياتهم وخدماتهم بعملة المصداقية والديمقراطية.

لم نقل أن الاحتجاجات نتيجة تنحية ابن كيران وإنما قلنا قولا واضحا يبدو أنه آلمك أن الشارع الذي نسعى اليوم لتهدئته، هو نفسه الذي كنا نسعى لتأجيجه ضد ابن كيران بكل الوسائل التي يفتخر السيد عصيد أنه كان إحداها، لكنها-لسوء حظ مدبريها-باءت كلها بالفشل.

لم نقل أن الريف موال للعدالة والتنمية، لأن منهجنا غير قائم على الحساب الصغير، وإنما انخرطنا بوعي في دعم مطالب أهل الريف المشروعة، في الوقت الذي كان السيد عصيد يتخبط في مواقفه مهاجما حراك الريف، منتظرا اتجاه الريح ليخرج محاولا الاستدراك بعدما تبين له أنه حراك شعبي تلقائي تجاوز الأحزاب والهيئات. لقد انحزنا كعادتنا للحقوق والحريات، ولم ننتظر تعليمات أو توجيهات أو تخبطا أو اعتذارا أو استدراكا، حتى لو أعلن أهل الريف كفرهم بالأحزاب والمنتخبين نتيجة ما رأوه بأم أعينهم من أحزاب ومنتخبين فرضوا عليهم فرضا.

أما اتهامي بإسقاط الطائرة للحديث عن ابن كيران، فأحب أن أذكر السيد عصيد أن ابن كيران لا يحتاج لمن يسقط الطائرة ليعرف الناس مصداقيته ووطنيته، التي بالمناسبة كانت موضوع إشادة ملكية وشعبية، ابن كيران الذي لم يقبل بلعب أي دور إلا دور ممثل الإرادة الشعبية الحرة حتى تخلى عن منصبه ثابتا على موقفه. أدرك جيدا أنها معاني لا يمكن للسيد عصيد استيعابها، ويكفيه بالمناسبة أن يعرض على المغاربة اسمه مقرونا باسم ابن كيران وليعذرني لأشفق عليه من النتيجة.

رسالة أخيرة للسيد عصيد: رهاناتي غير رهاناتك واختياراتي بعيدة بعد السماء والأرض عن اختياراتك في الحياة. ومع ذلك دافعت عنك يوم اخترقوا حياتك الخاصة ولعبوا معك بغير قواعد احترام الاختلاف وتدبيره الديمقراطي. وسائلي غير وسائلك فلن أحاول يوما “نشريها لك”، أو أؤول كلامك أو أقولك مالم تقل. ليس ذلك من شيمي وإنما سأدافع عن حقك في التعبير عن رأيك بحرية دون أن أتعالم عليك، لأنني حسمت مع نفسي أن الديمقراطية هي الحل سواء أحملتني أم حملت خصومي. استمر سيدي فلكل منا طريقه وقناعته…

مشاركة