الرئيسية اراء ومواقف حقيقة موت أكادير ..

حقيقة موت أكادير ..

كتبه كتب في 21 فبراير 2017 - 17:32

سؤال كبير يزعجني داخل رأسي، كما يحرق الدم في جسم كل ابناء مدينة أكادير وجهة سوس عامة، حواضر وبوادي. ما الذي يقع لهذه المدينة/ عاصمة الجهة..(سوس/ الجهة بالمفهوم التاريخي والثقافي وليس الإداري)
من مقهى بسيتي السويس..حيث يجلس أغلب التجار الكبار وأصحاب المال والأعمال بمدينة أكادير. .الذين يفضلون الصمت والظل كما يحبون الأموال. ..حاولت ان استقصي وجهات نظرهم حول ما يحصل لمدينة أكادير. ..هذه الفئة الصامتة لا تتكلم، ولا تحمل الفكر و الوعي البرجوازي ومهام البرجوازية…..وحتى اذا أرادت ممارسة السياسة فإنها تمارسها بالوكالة من وراء حجاب مع كبار دعاة اللبراليية داخل أحزاب الادارة..للحفاظ على مصالحها..مادام ان السياسة في بلدنا تم افراغها من كل القيم النبيلة واصبحت مقرونة بالمصلحة…السياسة عندنا هي مصدر الثروة وهي الثروة بعينها …..ومن ثمة لابد ان تحتمي هذه الفئة (البرجوازية التجارية )تحت غطاء سياسي للحفاظ على موقعها..
لماذا لا تتكلمون؟ أجاب أحدهم، بعد ان طلب مني خلع نظارتي الشمسية، ونظر إلي بتمعن…ثم قال: شوف ايوي كيي تمزيت سول هان نكني اورد نكسوض انساول ماش….لكن ماذا ؟ يجب ان تعلم كلفة كلامنا…باختصار يقول فعلا… أكادير فاغن فلاس. ..لكن مانوي اسي الحاج…؟
مستثمر آخر من سوس أخذ موعد مع رئيس بلدية أكادير السابق(الذي ينتمي إلى أسرة فاسية برجوازية ) وحمل معه أوراق مشروع استثماري ضخم داخل محفظته الذي سيقام بمبلغ يفوق 20 مليار سنتيم…وذهب إلى مكتب رئيس البلدية الذي يعلم مسبقا بهدف الموعد واللقاء، وحين أخبرت الكاتبة الرئيس بقدوم المستثمر( السوسي) خرج رئيس البلدية (الفاسي ) إلى الكولوار…وكان يعتقد المستثمر ان الرئيس ترجل خارجا من مكتبه ترحيبا وتقديرا للمشروع الذي يحمله في محفظته…لكن سرعان ما أخبره الرئيس أنه بإمكانه وضع ملفه بمكتب مصلحة كذا حتى تنظر فيه لجنة كذا…أجاب المستثمر في ذهول …لكن السيد الرئيس طلبت موعد معكم للنقاش والحديث هذا مشروع ضخم س…..قطع الرئيس كلامه كما يقطع الجزار لحم البقر بالساطور….وقال بالفرنسية وهو يقلب وجهو أنا الآن في اجتماع…وبالقوة التي أغلق بها رءيس البلدية مكتبه بنفسها سمع المستثمر دقة في قلبه وتشتت ذهنه….
خرج المستثمر السوسي من البلدية يشعر بحكرة لم يشعر بمثلها وهو يعيش في اوروبا 20 سنة ….متجها الى منزله وأخذ دوشا باردا وحجز تذكرة سفر إلى فرنسا وطار في ذلك المساء تاركا أكادير وسوس للسيد الرئيس الفلاح الرجوازي….
مول التاكسي، جزار، خباز ….مول الحانوت…في السوق والمقاهي… بائع الجرائد. ..وجميع الفئات الشعبية ومختلفها بمدينة أكادير ..يرددون كلاما واحدا وعلى نفس النغمة. .وهو أكادير اموت فاغن فلاس…اور ترين…لكن هذا سؤال نمطي عام. ..يقابله سؤال آخر. ..شكون هاذو لي ما بغاو أكادير. ..؟
تاجر خبير ومطلع على كل تفاصيل الحياة الاقتصادية والسياسية في أكادير، يقول…فعلا هناك ركود اقتصادي في بعض المجالات الحيوية كالسياحة والصيد البحري والاستثمار العمومي، ولكن المدينة تعيش فورة عقارية في السنوات الأخيرة، وربما هذا القطاع بدأ يعرف أزمة الطلب نتيجة التهافت على العقارات غير المبنية..وارتفاع الاثمنة وكثرة العرض السكني ..كولشي بغا ابني العمارات وبيع الشقق….مما جعل الساكنة تشعر بنوع من الجمود الاقتصادي….لكن الناس في الشارع وفي البيوت يتحدثون عن مخطط ما او سياسة ممنهجة من الفوق؟ يرد الخبير : لا لا هذا غير موجود …كل ما هنالك هو ان بعض الموظفين هنا يسيطرون على بعض المؤسسات الإستراتيجية والإدارات المهمة وهم ليسوا ابناء سوس…..ويريدون بقاء الأمر على ما هو عليه للحفاظ على توازن مصالحهم ويكتنزون الثروات …مثل هؤلاء لا يخدمون الوطن ولا يحبون أكادير. …يتحكمون في جميع التفاصيل الدقيقة في أكادير والجهة ويقدمون معطيات مغلوطة وأرقام غير صحيحة …لكن هؤلاء يبقون موظفين ..؟ يقول الخبير : من الولاية إلى مديرية الأملاك المخزنية إلى الوكالة الحضرية والمياه والغابات والحوض الماءي ومركز الاستثمار والميناء والغرفة والسياحة والتجهيز…. .ووصولا بالبلدية…في أكادير هناك دائما خيط ناظم يربط بين كل هذه المؤسسات….من ينسجه في الخلف يفصل على هواه وعلى المقاس الذي يريد…..
الو الو ايلاديم فلان….. ريغ عافاكم اد زرغ السيد الرايس. …تجيب السيدة المكلفة بالتواصل داخل أكبر مؤسسة في أكادير. ..هضر بالعربية ماكنعرف الشلحة. …اه طيب لا تفهمين الامازيغية ومكلفة بالتواصل في مؤسسة بهذا الحجم في أكادير …السيدة المحترمة قراش تقطع الهاتف رقم 61 الذي سلمته لها المؤسسة ويؤدي الشعب فواتيره لشركة الاتصالات..كل شهر..
داخل مكتب مدير مؤسسة اخرى مهمة واستراتيجية في اكادير ..انتظر السيد المدير المحترم قالت موظفة ..عندك اتسولت سالمدير تاشلحيت ….علاش …؟ اشكو اور احمل اشلحين….واكواك. …إنه لا يحب سماع الامازيغية…
في إطار دولة تحتكم إلى المؤسسات وإلى الدستور ..الذي يعترف بالتعدد اللغوي وبالجهوية الموسعة….وقطعت اشواطا مهمة في البناء المؤسساتي الديموقراطي….لا مكانة لمثل هؤلاء ولا لمثل هذه العقليات والذهنيات داخل المؤسسات والإدارات. .ولم تعد الحاجة إلى نزول موظف من الرباط او البيضاء الى أكادير او تزنيت او غيرها من المدن الجنوب… لجعل العصى داخل العجلة …وحان الوقت لإعطاء الفرصة لتاروا نتمازيرت لإنقاذ أكادير وسوس…..

عبد الله بوشطات

مشاركة