كل الذين تابعوا تفاصيل القرار الذي أصدره مجلس الأمن اليوم حول قضية الصحراء المغربية، لا بد أنهم استغربوا لامتناع روسيا عن التصويت على القرار، إلى جانب أنغولا ونيوزيلاندا.
ومرد الاستغراب يعود إلى أن روسيا التي امتنعت عن التصويت، هي نفسها التي زارها الملك محمد السادس قبل بضعة أسابيع، واعتبرت الزيارة ناجحة بعد أن فتحت آفاقا مشتركة واسعة.
لكن، والاعتراض هنا لمصدر مطلع لتفاعلات القرار الأممي الصادر اليوم، قال إن امتناع روسيا عن التصويت يعود لعدة أسباب، أهمها عدم رغبتها في فقدان شركائها التقليديين، والمقصود هنا الجزائر، وشركائها الجدد، وهم والحالة هاته المغرب.
بصيغة أخرى، فضلت روسيا الاتحادية مسك العصى من الوسط، دون أن تتخندق في هذا الاتجاه أو ذاك، في انتظار ما ستسفر عنه الشهور المقبلة من توازنات جديدة.
وأما السبب الرئيسي الثاني، فيمكن في الضغط الذي قد تكون الجزائر مارسته على قادة روسيا، خاصة بعد الزيارة التي قام بها وفد جزائري رفيع المستوى يتزعمه الوزير الأول عبد المالك سلال إلى روسيا منذ أزيد من ثلاثة أيام، أي بعد انتهاء الزيارة الملكي إلى روسيا
وتزامنت زيارة الوفد الجزائري إلى روسيا مع الخطاب الملكي في القمة الخليجية، والذي قد تكون روسيا توجست منه، خاصة وأن علاقتها بالسعودية علاقة جفاء، بسبب الملف السوري الذي ترعاه روسيا بكل قوتها العسكرية والديبلوماسية والسياسية.
تقول القاعدة الذهبية، المصالح هي التي تحدد المسارات، ولأن المصالح لدى روسيا اليوم تتوزع بين الجزائر، الحليف التاريخي الاستراتيجي، والمغرب الحليف الجديد، فقد وجدت روسيا نفسها في مفترق الطرق، لذلك، يؤكد نفس المصدر، قررت الامتناع عن التصويت، مادام أنه أيضا قرار وسطي.
