الرئيسية للنساء فقط على مسؤوليتي: تابعمرانت تنزل الدستور

على مسؤوليتي: تابعمرانت تنزل الدستور

كتبه كتب في 2 مايو 2012 - 20:09

سجلت تابعمرانت الحدث، وسبقت الدولة بكل مؤسساتها في تفعيل الدستور على مستوى رسمية اللغة الأمازيغية.هذه المرأة القادمة من عمق سوس، طرحت خلال جلسة الإثنين الماضي في مجلس النواب، سؤالا شفويا باللغة الأمازيغية. هذه الفنانة التي دخلت قبة البرلمان من باب تأنيث القبة في انتظار المناصفة، مارست حقا يكفله لها الدستور الجديد، وهي تتواصل بلغة مغربية تتقنها وتبدع فيها شعرا وغناء وتعبيرا عن ذاتها وأفكارها.

تابعمرانت، وهي تدشن لمرحلة برلمانية جديدة،لم تكن متعصبة ولا بطلة، وإنما تكلمت باللغة التي تجد فيها نفسها، وتتقن التواصل بها. وهي إنما مارست حقا من حقوق المواطنة بالحديث بلغة رسمية لبلدها.حق ناضل جزء مهم من المغاربة في إقراره. وهي بذلك تعطي درسا لثلة من الناس يجتهدون من أجل  تغريبنا وجعل بلادنا نموذجا ممسوخا لحلم إيديولوجي يقوم على أساس محو مقومات الهوية المغربية القائمة على التنوع.
لقد خلقت النائبة تابعمرانت الحدث في البرلمان المغربي،وهي التي عودتنا على خلق الحدث الفني بشعرها وغنائها المغربي الأمازيغي العريق.بل كانت السباقة أيضا إلى  جعل سؤالها الشفوي أول سؤال في تاريخ البرلمان المغربي يأتي بنتائج عملية على الفور، حيث تم الاتفاق على توفير الشروط اللوجيستيكية لتمكين وضع الأسئلة باللغة الأمازيغية وتوفير شروط فهمها لكل البرلمانيين، من خلال الترجمة.
وهكذا سنرى في القادم من الأيام برلمانا يتكلم اللغة المغربية،عربية كانت أو أمازيغية أو دارجة،كلغة تواصلية، مع كل الأماني بأن يكون كلامه معبرا في المضمون أيضا عن عمق ما يستحقه المغاربة.
والمغزى الذي يمكن استنتاجه من تلك الخطوة البسيطة التي قامت بها تابعمرانت، وأعطت تلك النتيجة الكبيرة، هو أن مصالحة المغاربة مع هويتهم في كل المؤسسات، لا يحتمل كل التعقيد الذي يضعه البعض في الطريق. فللمغاربة هوية يعبرون عنها بكل البساطة الممكنة، وليسوا في حاجة إلى من يضع لهم دفاتر تحملات تقنن لهم لغتهم وأذواقهم وشكل لباسهم وغيرها. وقد أفلحت تابعمرانت في البرهنة على أن التعامل مع القضية الأمازيغية مثلا،كرافد من روافد الهوية المغربية،إنما هو بكل البساطة الممكنة، ولا تعقيد في الأمر،اللهم ما هو موجود في ذهن أصحاب المشروع الوهابي ونظرائهم من بقايا القومية العربية.

بقلم: حكيم بلمداحي

مشاركة