الرئيسية سياسة هكذا يتم التلاعب بأموال الشعب الجزائري تحت يافطة “دعم البوليساريو”

هكذا يتم التلاعب بأموال الشعب الجزائري تحت يافطة “دعم البوليساريو”

كتبه كتب في 11 أكتوبر 2014 - 11:42

معلوم أنه لولا الأموال التي تستخلص من أثمنة البيترول الجزائري، و من عائدات بيع المساعدات الغدائية في السوق السوداء، لإنهارت جمهورية الخيام البالية و لأصبحت منذ سنين نسيا منسيا، حيث أن قيادة البوليساريو التي تدعي أنها تسير شؤون دولة لا تتوفر فيها حتى المقومات التي تتوفر في أضعف مافيا للمتاجرة في المخدرات بدول أمريكا الجنوبية، لم تكن لتستمر في السيطرة على الأوضاع داخل المخيمات، لولا ما سبق ذكره، زد على ذلك تعاملها مع مهربي الأسلحة و المخدرات، خصوصا وأن الجميع يعلم بأن أرض تيندوف التي جُعل منها محتجزا تحت قبضة عصابة الرابوني، هي عبارة على أرض قاحلة، لا تصلح حتى لزراعة الشوك، بل حتى المياه التي توزع على المحتجزين بالميليمترات يتم إستيرادها باقي المدن الجزائرية، وبطبيعة الحال، فإن المواطنين الجزائريين هم من يتكلفون بدفع قيمتها، عبر أقساط تدسها لهم الدولة في فواتير متعددة، كل هذا من أجل أن يتم توفير مبلغ يتم إختلاسه بطريقة إحترافية، قبل أن يخصص منه الفتات لبعض إنفصاليي الداخل كدعم لإثارة الفتنة داخل الأقاليم الجنوبية.

وحسب وثيقة صادرة عما تسميه البوليساريو وزارتها الأولى و المؤرخة في 2014.09.13، تم تسريبها مؤخرا من داخل دواليب الكوخ  الذي يتخد منه عبد العزيز مكتبا له، و التي تتحدث عمّا أسمته ” الخطة التفصيلية للاستنفار”، عبر عدة نقاط لعل أهمها هو النقطة السابعة التي تشير إلى ” انطلاق حملة للتبرع لصالح إنفصاليي الداخل، فقد بدا جليا “استهتار” بعقول المتعاطفين مع جبهة البوليساريو، خاصة الإنفصاليين المتواجدين بالخارج، الشيء الذي دفع بالمئات من المتتبعين لقضية الصحراء، لطرح أكثر من تساؤل حول ما أسموه تبذير الأموال التي ستصرف لتغطية مصاريف إرسال وفد كبير مهمته هي تعميم هذه الوثيقة، منبهين إلى أن الأولى بتلك الأموال هم سكان المخيمات المتضررين من الخسائر التي خلفتها الأمطار الأخيرة.

ولعل أهم مثال على الإختلاسات التي تطال أموال المساعدات و التبرعات و البيترول الجزائري، هو ما حصل في صيف 2014 خلال “برنامج عطل السلام” بدول أوربا بالإضافة إلى ما أسمته مخابرات الجزائر “الجامعة الصيفية للأطر الصحراوية”  ببومرداس، حيث أطفال المخيمات المستفيدين من “برنامج عطل السلام” يتم استقبالهم من طرف أسر أجنبية، التي تتكلف بهم و ترعاهم في جميع الأمور من سكن و أكل و شرب و تطبيب و ملبس و أمور أخرى، حسب أريحية كل أسرة، إلى غاية عودتهم إلى المخيمات، ما يجعلنا نتساءل عن سبب إرسال أزيد من 140 مؤطرا مع هؤلاء الأطفال؟ مع العلم أن أولئك  “المؤطرين” لا يخدمون إلا أنفسهم بحيث يظلون طيلة الصيف بالدول الأوروبية، على نفقة البوليساريو، و عملهم يقتصر فقط على مرافقة الأطفال عند ذهابهم إلى الخارج و حين عودتهم إلى المخيمات.

أما بخصوص “الجامعة الصيفية”، فقد ذكرت مصادر عليمة، أن السبعين فردا الذين تم استدعاءهم للمشاركة من الأقاليم الجنوبية للمملكة، تسلموا في بداية الرحلة كمصروف للجيب 10.000 دينار جزائري (حوالي 1000 درهم) مما يعني أنهم تسلموا  ما مجموعه 700.000 دينار (أي 70.000 درهم)، هذا بالإضافة إلى 500 دولار عند نهاية الرحلة (5000 درهم) و هو ما يعطينا كحصيلة أولية للمبالغ التي سلمت نقدا في أيدي المشاركين، مقدرة في 42.000 دولار أمريكي، دون احتساب مصاريف الإقامة و الأكل و الشرب و النقل،  و دون احتساب ما أعطي  و صرف على الوفد القادم من المخيمات و المقدر عدده بحوالي 400 فرد.

عادل قرموطي

مشاركة