الرئيسية سوس بلوس TV عامل تيزنيت يوقع شهادة وفاة أكبر منجم لاستخلاص الذهب

عامل تيزنيت يوقع شهادة وفاة أكبر منجم لاستخلاص الذهب

كتبه كتب في 22 مايو 2014 - 11:44

 الذهب بمنطقة تزونت بتافراوت ذهب إلى حيث لا رجعة، لم يبقى إلا الموت وكمشة نحاس، و” النحس الذي يعاكس هذه المنطقة في التنيمة، وقعت شهادة وفاته يوم الجمعة، دون الترحم على شهدائه،المشكلين من مئات العمال، وخلفهم أفواه تنتظر القوت والكسوة والدواء، ومصاريف المدرسة. فعامل تيزنيت في ثالث اجتماع للجنة الإقليمية للدراسة والبث في طلب شركة ” أقا كولدمنين” صادق يوم الجمعة على إغلاق أكبر منجم للذهب بالمغرب، تلبية لطلب الشركة الموضوع بين أنظار الجهات الوصية. خلاصة القرار: إغلاق منجم الذهب وتسريح عماله، مع التعويض، والإبقاء على منجم النحاس، في منطقة استنزفت فرشتها المائية ومات نخيلها واستحالت نظارتها وخضرتها غلى سواد قاتل.

قرار العمالة أغضب الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، اعتبره رحمون وهو يتحدث إلى الجريدة قاتلا، حكم على العمال بالتشريد والضياع، كما تساءل متى كانت ممثل أعلى سلطة في البلاد يوقع بيده قرارا يعاكس الحلول الاجتماعية لشرائح واسعة، ويمضي على قرار يجر التنمية إلى الخلف، بينما تتوجه الدولة بخطابها نحو الأمام والإنصاف الاجتماعي؟.

قرار إغلاق منجم الذهب، اتخذ بعمالة تيزنيت يوم الجمعة الماضي من قبل كل أعضاء اللجنة الحاضرين: ممثل وزارة الطاقة والمعادن، والنقابات العمالية الأكثر تمثيلية، ومندوبية الشغل بتزنيت..حضروا ووقعوا على لحظة تاريخية تعلن وفاة المنجم، وأن الذهب ذهب إلى حيث لا رجعة، وكان الماء والخضرة سبقته إلى هذا المآل بسنين عندما نضبت العيون، وجف الضرع، وهلك الزرع.

الكنفدرالية تغيبت عن اجتماع يوم صلاة الجمعة، لم تدافع عن منخرطيها المؤمنين بأفاكارها، لم  تلق ولو خطبة الوداع، لتنعي ضحايا المنج ومن اصبحوا يتماماه،  كما لم تحضر ولو لتقرأ الفاتحة على المنجم، وتقيم عليهم صلاة الجنازة، في يوم تكون فيه الدعوة مستجابة، اعتبرها ضحايا الإغلاق أنها أخلفت الوعد تاركة عامل الإقليم يمثل دور ملك الموت، لم يمهلهم بترديد الشهادة.

عبد الله رحمون الكاتب الإقليمي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل، بلغة الواثق من نفسه، يفند ” الادعاءات المغرضة” التي يحاول المتخاذلون خلقها ” نحن مع العمال وسنبقى بجوارهم” يقول هذا المسؤول ويضيف ” تخلفنا عن الحضور لأننا أدركنا خلال الاجتماع الأول المنعقد يوم الاثنين  بأن ” الكل يسير نحو توقيع شهادة وفاة هذا المنجم، وأن ضحاياه اولا وأخير هم العمال، رحمون اعتبر أن جميع الحاضرين ساروا  في اتجاه يعاكس إرادة الكنفدرالية ففضلوا عدم الحضور العمالة، ومندوبية التشغيل ومصالح وزارة الطاة والمعادن وحتى النقابات العمالية الأكثر تمثيلية.

رغم قرار إنهاء منجم الذهب والإبقاء على منجم النحاس”الكنفدرالية اتخذت قضية الدفاع عن 110 من عمالها على مستوى المكتب التنفيذي الركزي، وسيلتقي بالمسؤولين على الشركة بالدار البيضاء يوم 22 ماي” يضيف رحمون، ومن ضمن المقترحات الموضوعة فوق طاولة المفاوضات ومن ضمن المقترحات، إماج العمال ضمن الشركات التابعة للهولدينغ الذي يستغل مناجم منطقة تافراوت، مع مضافة الأجحر في حالة التنقيل.

وبدا رحمون مرتاحا لما توصلت له النقابة والعمال مع شركة المناولة المستغلة لجزء من المنجم، بموافقتهم على المغادرة مقابل الحقوق الاجتماعية والمادية التي تم التوافق عليها.

الفصل الجزئي لعمال منجم الذهب ب” أفلا إغير” بتافراوت جاء بمبررات  اقتصادية طبقا للمواد 67 و68 و69 من مدونة الشغل. وبناء على ذلك اجتمعت الإقليمية بتزنيت في خلال مرتين الأولى يوم الاثنين 05 ماي  حيث تداولت في التقارير المقدمة من قبل الشركة لتفسير طلب الفصل والإغلاق وعلاقته بالمشاكل التي تعرفها وتيرة الإنتاج والمردودية الاقتصادية للمنجم من حيث كميات الذهب المستخرجة واتخفاض المنتوج  بين سنتي 2009 و2013 من 7غرام للطن إلى 1,6غرام للطن.

يوم الجمعة  09 ماي، صدر حكم الإغلاق، وتم توثيق شهادة الوفاة بمبرر ” ثبوت الأسباب الداعية إلى الفصل الجزئي للأجراء بمنجم الذهب دون المساس بالنشاط المتعلق بمعالجة معدن النحاس، مع ضرورة ضمان حقوق العمال طبقا للتشريعات القانونية الجاري بها العمل والاتفاقات المبرمة مع هيئات الممثلة للعمال بالمنجم “.

سوس بلوس

مشاركة