الرئيسية اراء ومواقف كائنات انتخابية مثل القرد الشارف لا يمكنها التعلم ولا تملك إلا شهادة الدخول إلى الإسلام

كائنات انتخابية مثل القرد الشارف لا يمكنها التعلم ولا تملك إلا شهادة الدخول إلى الإسلام

كتبه كتب في 21 نوفمبر 2011 - 14:06

عجيب أمر بعض الكائنات الانتخابية، في إصرارها  القوي وغير المفهوم، على دخول قبة البرلمان مهما كلفها ذلك من ثمن، حيث تعمد إلى تقديم استقالتها من مجلس المستشارين، الذي تقلص حجمه في عدد أعضائه وفي مهامه مع الدستور الجديد، وبالتالي تسعى بكل الوسائل المتاحة إلى البحث عن مقعد في الغرفة الأولى.

حيل “وتنوعير” هذه الكائنات، بارت معها جميع الوسائل والإمكانيات الفكرية والسياسية والقانونية المتاحة أمام المشرع المغربي، حيث كلما سد عليها باب، فتحت لها أبواب أخرى، تيمنا بالقول المأثور عن فأر المغاربة :” اللي عندو باب واحد، الله إيسدو عليه”.

فصول الدستور الجديد واضحة وضوح الشمس في قضية الترحال السياسي، حيث حسمها بشكل لا يقبل أي تأويل، كما كان الحال مع النص السابق في الدستور القديم. فإذا كان دستور 2011، يمنع على البرلماني تغيير لونه السياسي طيلة فترة انتدابه، فإن كائناتنا الانتخابية عملت بمبدأ التغيير “القبلي”، حيث غيرت جلدها قبل الانتخابات التشريعية المقبلة، ولا شك في أنها ستعمل على تغيير هذه “الجلود” مرة اخرى قبيل الانتخابات الجماعية المقبلة.

إصرار هذه الكائنات الانتخابية على دخول الغرفة الأولى للبرلمان، لا يضاهيه سوى إصرار المشمول برحمته “غليلي” عندما خير بين الموت وبين الجهر بنفي دوران الكرة الأرضية، وعندما بلغ غرفة الإعدام وشاهد بعينيه المقصلة المعدة من أجل إعدامه قال:” ومع ذلك فإنها تدور”.

كائناتنا مصرة على أن “تدور” مع الوقت، ولما علمت بأن نص الدستور  الجديد”دار عليها”، دارت هي الإخرى عليه، واختارت أن تغادر إلى أحزاب اخرى قبل موعد الانتخابات المقبلة.

بعض هذه الكائنات أدارت ظهرها لجميع الخطب الملكية التي تحدثت عن تجديد النخب، بنفس القدر الذي صمت آذانها عن أصوات الشارع، وعن الشعارات التي بحث حناجر رافعيها:” ارحل.. ارحل”، والتزمت بما يمليه عليها “ضميرها” وقبلها الذي أحب الوصف الجميل “السي النائب المحترم”، بنفس القدر الذي يحب بعض الناس أن ينادى عليهم بلقب “الحاج”.

أحد هذه الكائنات، غضب ذات ليلة انتخابية عندما هاجمه بعض الشبان ونعتوه بالبرلماني الأمي، الذي لا يستطيع أن يخط بيمناه اسمه الشخصي والعائلي، فكيف به أن يشرع للأمة في قبة البرلمان، وما كان من أمره إلا أن أعد العدة وتقدم بطلب الترشح لاجتياز امتحانات الشهادة الابتدائية، غير أنه حوصر بكم من الكتب التي عليه أن يقرأها وأخرى أن يحفظها عن ظهر قلب، ولأن “القرد الشارف” لا يمكنه التعلم كما يقول المثل الشعبي، فإن هذا الكائن الانتخابي، قرر سلك مسلك أحد الكائنات الانتخابية الأخرى، والذي سبق أن اجتاز امتحانات الشهادة الابتدائية بنجاح وحصل على ميزة “مستحسن”، وبالرغم من ذلك، مازال في حاجة ملحة إلى من يسجل له أرقام هواتف أصدقائه، ومن يملأ شيكه  البنكي. غير أن صاحبنا لم يفلح في مسعاه ويحصل على الشهادة الابتدائية، كما كان يتمنى، وهو اليوم يتحسر على أن ليس في “سيرة حياته”  سوى الشهادتين اللتين بهما لا يمكن للمرء أن يدخل أمة الاسلام إلا بنطقهما أمام معشر المسلمين.

وإذا كان غليلي ملحا ومصرا على الجهر بقناعته العلمية و قال بأعلى صوته:” ومع ذلك فإنها تدور”، فإن كائننا الانتخابي، عمل بنفس المبدأ رغم الاختلاف البسيط:” إلى ماجابهاش القلم تجي بالبرلمان” ، فصاحبنا تم حمله مرات عديدة على الأكتاف بعد الاعلان عن فوزه الكاسح في الانتخابات التشريعية والجماعية السابقتين، وهو اليوم يستعد لأعادة تأكيد قوته على جميع منافسيه الكبار في قبة البرلمان، اما  الصغار الذين نافسوه على الشهادة، فهي منافسة لا يقبل بها لأنها تجري بشكل غير ديمقراطي، نظرا لانعدام تكافئ الفرص فيها.

الشهادة الابتدائية غضة في حلق العديد من كائناتنا الانتخابية، فقد سبق لأحدهم أن قدمها أمام ممثل السلطة غداة انتخاب رئيس جماعة من الجماعات، وبالرغم من صراخ العديد من المستشارين معتبرين أنها لا يمكن أن تكون إلا شهادة مزورة، بحكم معرفتهم بصاحبها والذي لم يسبق له قط أن دخل كتابا/ “مسيد” أو مدرسة، كما أنه لا يخطه بيمينه، ولأنه أحب “جماعته” التي كان دوما رئيسها دون منازع، فإنه بقي مصرا على رئاستها مهما كلفه ذلك من أمر. الغريب ان صاحبنا أصبح رئيسا، وبعد الطعن أمام المحكمة المختصة تم إلغاؤها بعدما تبين أن المدرسة الخصوصة التي ادعى أنه كان يتابع فيها دراسته في المستوى الخامس ابتدائي خلال منصف الستينات من القرن الماضي، ولسوء حظه، كانت خاصة بتعليم البنات. غير أن صاحبنا سرعان ما عاد ليتقدم لمنصب الرئيس وبين يديه شهادة ابتدائية أخرى من مدرسة أخرى، إلا أن الاسم الكامل المكتوب عليها يشير إلى اسمع الشخصي، أما العائلي فلايختلف إلا في حرف واحد عن اسمه العائلي الحقيقي، ومع ذلك، فقد أصبح مرة أخرى رئيسا لجماعته، إلا أن المحكمة الابتدائية أدانته ا خلال سنة 2007 بالتزوير، غير أن الملف مازال يراوح مكانه على مستوى الاستئناف إلى يوم الناس هذا.. وهو اليوم يستعد لخوض معركة الانتخابات التشريعية، بعدما هاجر “مكرها” حزبه إلى حزب آخر، لأن كائنا انتخابيا “أقوى” منه انتزع منه لون حزبه.

كائناتنا الانتخابية عندما قررت أن تعمل بمبدأ الترحال القبلي، اضطرت إلى خوض صراع ليس باليسير، فكلما كانت “شكارة” الكائن الانتخابي ضخمة، وكانت زبانيته الانتخابية أقوى، كلما انتزع “التزكية” من الحزب ” اللي تشها ليه قلبو”، ويضطر الكائن الأقل قوة منه إلى انتزاع “جلد” كائن أقل قوة منه، وهكذا.. ولا حول ولاقوة إلا بالله.

مشاركة