الرئيسية ارشيف ملكات الجمال على الطريقة المغربية

ملكات الجمال على الطريقة المغربية

كتبه كتب في 4 أغسطس 2013 - 16:20

ملكة جمال المغرب. لقب جديد تنافست حوله 2000 شابة ممن لمسن في أنفسهن مواصفات إعتلاء عرش الجمال المغربي. خروج المباراة للعلن خلال نقل أطوارها عبر التلفزيون المغربي سنة 2012، لا يعني أن الخطوة جديدة، حيث بدأت المسابقة سنة 1989 بعيدا عن المواكبة الإعلامية. مقابل اللقب الوطني “المستتر” تصالح المغرب مع مفهوم الجمال المحتفي بأكثر المنتوجات شهرة داخل مناطق بعينها. بين اللقبين المحلي والوطني تبرز مغريات وشروط و آراء متباينة حول هذا اللقب.
تابع رواد المواقع الإلكترونية بفضول صور 18 مرشحة لنيل لقب ملكة جمال المغرب سنة 2012. فتحت الصور شهية المنتقدين الساعين لمقارنات قاسية وغير منصفة بحق المترشحات من خلال مقارنتهن بحسناوات أروبا وأمريكا اللاتينية.
ولدت الإنتقادات عدة تساؤلات حول شروط المسابقة، « لا أعتقد أنهن يمثلن الجمال المغربي الحقيقي» تقول إحدى الشابات التي لم يختلف تعليقها عن باقي التعليقات الغافلة عن شروط هذه المسابقة، حيث عمد بعضهم إلى وضع صور لطفلات داخل مناطق جبلية، بعيون زرقاء، وأخرى خضراء.. معلقا أن هذا جزء من الجمال المغربي الأصيل، على عكس صور المترشحات.
ذوق المتتبعين أغفل أن اللجنة القائمة على المسابقة لا تعتمد على الجمال الخارجي فقط، بل تضع مجموعة من الشروط التي لا يمكن توفرها في من يعتقده البعض نموذجا للجمال، وفقا للمعاير السائدة بعيدا عن خبراء الجمال العالمي.
* هذه الشروط.. تصنع منك ملكة جمال المغرب
تحتل الثقافة والشخصية والجنسية المغربية قائمة الشروط التي يجب توفرها في ملكة جمال المغرب، تليها مجموعة من الصفات الجسدية، كالطول الذي حدد في 1.68 على الأقل، والوزن في حدود 65 كيلوغرام، على أن تكون المتسابقة مولودة بجنس أنثى، مما يستبعد المشاركات الخاضعات لعمليات تصحيح الجنس.
ويشترط في المترشحات اللواتي حدد سنهن ما بين 18 و27 عاما، أن يكن عازبات وبدون أطفال، وهو ما يستبعد المطلقات، والأمهات العازبات، والمتزوجات. كما يستثنى من المباراة المترشحات اللواتي يعانين من مشاكل صحية، أو إعاقات، أو ممن يضعن وشما، أو عدسات ملونة، أو شعرا مستعارا، أو أقراطا في أنحاء جسمهن، باستثناء أقراط الأذن.
ويحرص المنظمون على أن تكون المترشحة ذات سمعة ممتازة، وأن لا يكون لها سجل عدلي، أو سبق تورطها في إحدى القضايا، مع تمتعها بثقافة عامة، وتمكنها من اللغات، ويفضل أن تتقن اللغة الإنجليزية حتى تتمكن من تمثيل المغرب في محافل عالمية.
* إغراءات المسابقة
ولتجنب التردد الذي قد يراود بعض المترشحات اللواتي تتوفر فيهن شروط المسابقة، تضع الجهة المنظمة بين أيديهن مجموعة من الإغراءات المادية المحفزة على التنافس، مثل تخصيص مجموعة من الجوائز للمتباريات الإحدى عشر اللواتي تمكن من الوصول إلى الحفل النهائي، بينما تحظى الفائزة باللقب بسيارة من نوع BMW، ومسكن فاخر بمسقط رأسها، مع هدايا بقيمة 200 ألف درهم، و سفر حول العالم لمدة 60 يوما، كما يخول اللقب للفائزة المشاركة في مسابقة ملكة جمال العالم، وتتكفل شركة Night Star Maroc المنظمة للمسابقة بدفع تكاليف السفر خلال مشاركة الحائزة على لقب ملكة جمال المغرب، في مسابقة ملكة جمال العالم.
كما تتكفل الشركة بتنظيم تنقلات الملكة، وظهورها الإعلامي لتمثيل المغرب خلال سنة كاملة تتلقى فيها مبلغا شهريا على اعتبارها موظفة داخل الشركة المنظمة.
بعد الإطلاع على شروط المسابقة والجوائز التي تنتظر الفائزة، تأتي خطوة المشاركة من خلال تعبئة طلب الولوج للمباراة باللغة الفرنسية، ويضم الإسم الكامل للمتبارية، ومكان وتاريخ ولادتها، اسم والدتها، هاتفها الشخصي، وبريدها الإلكتروني. مهنة الوالدين، وتحديد المهارات والهوايات التي تجيدها المترشحة، مع تحديد مستواها التعليمي الذي حدد أدناه في شهادة البكالوريا، إضافة إلى التصريح بحالتها الإجتماعية، وهل تتعاطى التدخين وشرب الكحول.
ويتضمن طلب الترشيح إرسال ثلاثة صور للمتنافسة، اثنتين بدون مكياج، حيث تكون الصورة الأولى في وضعية الجلوس، والثانية في وضعية الوقوف، أما في الصورة الثالثة فتكون للمترشحة بالمكياج، مع تحذير المتسابقة من إرسال صور لها في وضع شبه عاري، وذلك حفاظا على الخصوصية الثقافية، ولتحاشي ردود الأفعال والأصوات المعارضة للتظاهرة التي سبق نقل أطوارها خارج المغرب تحت ضغط المعارضين لها.
* أزياء محافظة تناقض المتعارف عليه
بعد التوصل بالطلبات واختيار المترشحات، يتم التأكد من مطابقة البيانات لما صرحت به المتباريات، مع استبعاد كل مترشحة أدلت بمعلومات مغلوطة. وتتكون اللجنة النسائية من وجهاء إقليميين، وأسماء من عالم الموضة والجمال وفن التصوير. وعلى عكس الظهور المتعارف عليه عالميا، حيث تسعى المتباريات إلى ارتداء ملابس جريئة تكشف جمال أجسادهن، وتؤجج أجواء التنافس بينهن، اختارت اللجنة المنظمة تغييب لباس البحر، والملابس الجريئة لتعوضها بقفطان تقليدي، وفستان سهرة بلمسة مغربية خلال مرور المترشحات أمام اللجنة المنظمة، « من المعروف أن مسابقة ملكة الجمال في العالم تكون بمواصفات خاصة، لكن مسابقة ملكة جمال المغرب فيها قوانين محترمة، لهذا لم تعارض عائلاتنا مشاركتنا.. كما تلاحظون نرتدي لباسا مغربيا.. وكل شيء هنا محترم» تقول فتيحة السويدي إحدى المرشحات لنيل اللقب خلال سنة 2012.
الطلة المحترمة التي يجهد المنظمون في إبرازها لتحاشي الأصوات المعارضة، تخفي خلفها العديد من الصفات التي تعمل اللجنة على إقتناصها لترجيح كفة الشابة التي ستحظى باللقب، وأهمها جمال الملامح وتناسقها، الأناقة الطبيعية، الجاذبية، الأنوثة، تناسق الجسم وجمال الطلة، وجود لغة معبرة للجسد من خلال حركات المتبارية أثناء حديثها، ومشيتها، ورقصها، يضاف إلى ذلك الصفات الفكرية والإجتماعية، والأخلاقية اللازمة لحمل لقب الملكة، والتي يتم التعرف عليها من خلال وقوف المترشحة أمام اللجنة المنظمة في أكثر من مناسبة.
* لقب الجمال مفتاح للقاء زعماء عرب وعالم الشهرة
بعد تتويج الملكة، تفتح الأبواب أمام حياة اجتماعية حافلة لتمثيل المغرب، «علي أن أمثل المرأة المغربية أحسن تمثيل، سواء كانت امرأة تقليدية أو عصرية .. وأتمنى أن أكون على قدر هذا اللقب عندما أنجز مهمتي» تقول سارة معتمد التي تخلفت عن واحد من واجباتها في تمثيل المغرب خلال مسابقة ملكة جمال العالم، مع غياب المواكبة الإعلامية لأنشطتها وأنشطة باقي الملكات اللواتي نجح بعضهن في دخول عالم الشهرة من بوابة التمثيل، دون إلتفات لأنشطتهن الإجتماعية.
إيمان الباني واحدة من الملكات اللواتي تعرف عليهن المشاهد المغربي كممثلة، دون أن يكون له علم بكونها حائزة على اللقب خلال سنة 2005، وذلك من خلال ظهورها في سلسلة فكاهية إلى جانب الممثل سعيد الناصري، وترى الباني بأن اللقب فتح أمامها أبواب الشهرة، والظهور الإعلامي من خلال مشاركتها في بعض البرامج والكليبات، إضافة إلى انخراطها في العديد من الجمعيات الخيرية والحقوقية، وهو ما رشحها لنيل لقب وزيرة شرفية للشباب العربي، وهو المنصب الذي خولها العمل بطريقة أكثر تنظيما في المجال الجمعوي، وذلك من خلال التباحث مع عدد من المسؤولين في مختلف الدول العربية في مواضيع البطالة، والإدمان على اعتبارها من أكثر المشاكل التي تعترض الشباب العربي.
العمل على ملفات الشباب، مكن “الملكة الوزيرة” من لقاء العديد من الزعماء العرب في إطار أعمالها الخيرية، ومن بينهم الرئيس اللبناني السابق إميل لحود، والرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وملك الأردن عبد الله الثاني.
أمام الظهور الإعلامي الخجول لإيمان الباني، اختارت إيمان شاكر المتوجة بلقب ملكة جمال المغرب خلال سنة 2007، ظهور جريئا عبر الدراما المصرية وذلك بعد مشاركتها في مسلسل “العار”، الذي تسبب لها في موجة من الإنتقادات، غير أن شاكر لم تلتفت كثيرا لهذه الإنتقادات، مفضلة حصد ثمار لقبها الذي فتح لها باب الإنخراط في أعمال خيرية، وحصد المزيد من الألقاب، حيث حازت لقب أجمل عارضة عربية، وملكة جمال المغتربين بهولندا.
صراع الملكات
– غياب المواكبة الإعلامية لمسابقة ملكة جمال المغرب، كان سببا في الصراع بين الحائزة على لقب سنة 2005، و2007 حيث اتهمت إيمان الباني، إيمان شاكر بالكذب ومحاولة سرقة لقبها عندما قدمت نفسها كملكة جمال المغرب خلال تواجدها بمصر، وأشارت الباني أن اللقب بقي بحوزتها، وأنها لم تسلم التاج لشاكر، بعد أن أقيمت المسابقة في العلن خلال عام 2005، وأشارت الباني أنها لم تقدم على رفع دعوي قضائية ضد المدعية بسبب كثرة انشغالاتها، وقد وجدت إيمان الباني في مسلسل العار مناسبة لتكثيف هجومها على شاكر، معتبرة أن دورها ساهم في الإساءة لصورة المرأة المغربية.
وفي ردها على هذا الإنتقاد، اعتبرت شاكر أن الباني تطلق تصريحاتها بسبب عجزها في إقناع شركات الإنتاج بالتعامل معها، بسبب إفتقارها للموهبة في التمثيل. وفي ردها على تهمة سرقة اللقب، أشارت شاكر إلى أنها كانت من المشاركات اللواتي تمكن من المرور في مرحلة التصفيات الأولية داخل المغرب، وذلك بعد أن قامت والدتها الإسبانية بإرسال سيرتها الذاتية للمسابقة دون علم منها، وقد أضطرت اللجنة المنظمة إلي نقل المسابقة إلى فرنسا تحاشيا للأصوات الرافضة للمباراة.
واعتبرت شاكر أن هجوم الباني غير صحيح، لأنها تمكنت من الحصول على التاج داخل فرنسا، وسلمته بعد سنة لملكة أخرى، بعد أن حازت لقب أجمل عارضة عربية، وفي وقائع تكشف الغموض الذي يشوب هذه المبارة، قامت شاكر أيضا بالتشكيك في لقب الباني، متسائلة عن نوع النشاطات التي تقوم بها على اعتبارها ملكة جمال !!
ملكات جمال المهرجانات.. واجهة الرواج الإقتصادي
بعيدا عن التعتيم الإعلامي، وتبادل الإنتقادات بين المتباريات ضمن مسابقة ملكة جمال المغرب، تتمتع مسابقات جمال أخرى بتغطية إعلامية، ومواكبة رسمية كما هو الحال بالنسبة لمسابقة ملكة جمال حب الملوك بصفرو التي عرفت دورتها الثالثة والتسعين تتويج مهندسة الدولة فداء دوم غردي، تزامنا مع النسخة الأولى للمهرجان بعد تصنيفه من طرف منظمة اليونسكو، كتراث لامادي للإنسانية بباريس خلال اجتماع اللجنة الوزارية للمحافظة على التراث الثقافي بباريس.
ويترجم الموكب الإستعراضي الذي يطوف بالملكة رفقة وصيفاتها بين مختلف شوارع مدينة صفرو، مدى شعبية هذا المهرجان المحتفي بالجمال وفق معايير تراعي المستوى الدراسي والأخلاقي في المرتبة الأولى، على أن يتراوح سن المترشحة ما بين 18و 26سنة، مع إرفاق مشاركتهن بموافقة أولياء أمورهن، وأن يمتلكن مواصفات جمال مقبولة، وقوام متناسق، مع إجادة أكثر من لغة.
وعلى غرار مهرجان حب الملوك، تم إستحداث مهرجانات مشابهة، مثل مهرجان ملكة جمال التفاح بمدينة إيموزار، الذي يحاكي في شروطه وطقوسه مهرجان حب الملوك، ويبدو من هذه التظاهرة المحتفية بالجمال في ظاهرها، أنها تهدف بالأساس إلى التسويق لصورة المنطقة، حيث يتحول الجمال إلى بوابة من أجل التعريف بالثقافة المحلية، وإحداث رواج إقتصادي …
سكينة بنزين

مشاركة