شيعت حشود غفيرة من سكان مدينة زاكورة وأعضاء الفرع المحلي للجمعية المغربية لحاملي الشهادات العاطلين وهيئات سياسية وحقوقية ونقابية وجمعوية وعموم السكان، جثمان الفقيدة المسماة قيد حياتها “رقية العبدلاوي” ضحية الإهمال الطبي، حيث توفيت ومولودتها يوم الخميس المنصرم في قسم الولادة بالمستشفى بعد عملية الولادة بسبب تغيب الطبيب المختص في التوليد عن عمله وعدم تقديم المساعدة والعناية لها.
وانطلقت مسيرة الجنازة مشيا على الأقدام على الساعة السادسة مساء من المستشفى، تتقدمها سيارة الإسعاف التي تقل الجثمان مرورا بشارع محمد الخامس، وصولا إلى مسجد حي تنسيطة ، حيث ووري جثمان الهالكة الثرى في المقبرة المجاورة.ومباشرة بعد انتهاء الدفن جابت مسيرة احتجاجية حاشدة أهم الشوارع الرئيسية للمدينة في اتجاه مقر مندوبية الصحة بالإقليم ، وكان لافتا الحضور القوي للعاطلين حيث كانت الفقيدة قيد حياتها عضوا بارزا ونشيطا في الفرع المحلي للجمعية المغربية لحملة الشهادات العاطلين ، وكان العديد من المشاركين والمشاركات يحملون صورها وهي تحمل إشارة النصر وبلباس “زاكوري” خلال مشاركتها في إحدى المظاهرات ، ليكون من صدف القدر أن “رقية العبلاوي” التي كانت تقود مسيرات ومظاهرات احتجاجية مع رفيقاتها ورفاقها للمطالبة بحقها في التشغيل أو للتنديد بمعاناة قطاع الصحة بإقليم زاكورة ، ودعت بأضخم المسيرات والحشود الغفيرة بعدما أصبحت ضحية إهمال وأزمة قطاع الصحة فقدت على إثرها حقها في الحياة . وصرح عبد الرحمان العبدلاوي أحد أقارب الفقيدة في كلمة أمام المحتجين 🙁 المسؤولون اغتالوا “رقية “مرتين المرة الأولى بسبب العطالة لمدة سبع سنوات، والاغتيال الثاني بسبب الإهمال الطبي الذي نتجت عنه الوفاة،وأضاف بأن العائلة لم تقتنع بإجراء وزارة الصحة للتحقيق لتحديد المسؤوليات بل فضلت اللجوء إلى القضاء لمحاكمة المسؤولين الذين تسببوا في الوفاة).وتأخر دفن الجثمان لأيام بسبب إرساله إلى مدينة مراكش قصد إجراء التشريح الطبي الذي أفادت نتائجه- حسب العائلة-بأن الهالكة كانت وضعيتها تتطلب ولادة قيصرية وهو ما لم يقم به الطاقم الطبي بسبب تغيب الطبيب المختص،مما تعتبره العائلة إهمالا وتقصيرا واضحا بسبب وضعية قطاع الصحة في الإقليم وطريقة تسييره من طرف المسؤولين.
وحشدت السلطات تعزيزات أمنية كبيرة تحسبا لأي طارىء،ورغم أن المسيرة شهدت طابعا سلميا في بدايتها فقد تدخلت الأجهزة الأمنية لتفريق تجمع بعض الشبان وأسفرت المطاردات في مختلف أزقة حي تنسيطة عن وقوع عدد من الجرحى تطلب بعض الحالات نقلها إلى المستشفى قصد العلاج ،إضافة إلى اعتقال ستة شبان ،أطلق سراح اثنين منهم .كما قامت قوات التدخل السريع باقتحام بعض البيوت ، واحتجت “أسرة العبدلاوي” على اقتحام منزلها الذي هو بيت العزاء،وخرج عدد من أفرادها للاحتجاج في وقت متأخر من الليل أمام مفوضية الأمن بزاكورة.
زاكورة : إسماعيل أيت حماد
