الرئيسية تمازيغت الدغرني، إيمازيغن و الحكم

الدغرني، إيمازيغن و الحكم

كتبه كتب في 21 أبريل 2013 - 16:17

بينما أتجول بعقلي بين بعض الكتابات  والأرشيف الذي جمعته حول الحركة الأمازيغية، من خلال تغطيا صحفية واستجوابات و أراء و أفكار الفاعلين و بعض تقارير الندوات التي حضرتها ومجمل المعارك الفكرية حول الأمازيغية، وجدت تقريرا حول ندوة نظمتها جمعية تازرزيت سنة 2008، حول موضوع “الأمازيغ و الوعي السياسي”. ونظرا لأهمية ما جاء فيها من أفكار وبعد النظر  خلال مداخلة  الأستاذ أحمد الدغرني زعيم الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي، ارتأيت نشرها و لو تأخرنا عن ذلك ما يقارب خمس سنوات، لكنها أفكار حية لا تموت أبدا، وتعميما للفائدة  وأيضا لمن يرغب  في النبش بين ثنايا هذه العصارات الفكرية الجد هامة.

        استهل الدغرني مداخلته التي أعتقد أنها لم تكن مكتوبة بقدر ما كانت مرتجلة على منهج استنباط الأفكار من خطوط عريضة مرسومة لذلك، وقال إننا هنا أمام سؤال فلسفي الذي هوالوعي السياسي، وهو في نظري أن تضع إستراتيجية للحكم  وأن تحكم نفسك لأن السياسة هي سؤال الحكم، وإذا لم تستطيع أو لا تريد فسيحكمك الآخرون شئت أم كرهت، وهنا جاء بمقولة للزعيمة الأمازيغية تيهيا أو دهيا )الكاهنة( في كتابات المؤرخين العرب، والتي قالت مخاطبة شعبها الأمازيغي إبان مقاومة الغزوات العربية” لن تكون لكم القيامة بعدي”، بمعنى لن يكون لكم شأن حكم أنفسكم بأنفسكم  إذا لم تقاوموا ليكون لكم ما أردتم. ودهب الذغرني الى اعتبار أن  عهد الزعيم الأمازيغي كسيلة، هو اخر حكم الأمازيغ لأنفسهم، ومعروف في التاريخ أن كسيلة هو من قتل عقبة بن نافع الفهري في معركة تازوضا، تهودا عام 64ه/ 683 م بعد استيلاء كسيلة على القيروان، وهنا يقول علي صدقي أزايكو في كتابه تاريخ المغرب أو التأويلات الممكنة ص 81″ فمنذ مقتل عقبة 683 م أصبحت افريقية منطقة نزاع بين الأمازيغ بقيادة كسيلة ثم داهيا، والعرب المسلمين بقيادة زهير بن قيس البلوي ثم حسان بن النعمان، ولم تعد إلى ما كانت عليه إلا بعد مقتل زعيمة جراوة و الأوراس سنة 698م”. و استدل الدغرني على هذه المسألة بالقول “الم ترو فالى اليوم يحكموننا من عقبة بن نافع الفهري الى عباس الفاسي الفهري والطيب الفاسي الفهري و…” وهنا نباهة الرجل في

استيعاب التاريخ وفك رموزه،  مضيفا أنه “منذ ذلك الحين أصبحنا تحت قيادة العرب من دريعة الدين إلى الولاء إلى حكم الشرفاء”. معززا كلامه بالقول” حتى ابن تومرت لما وضع نصب عينيه مسألة الحكم قال لهم: إفتحوا لي بينكم نسبا”، ويتبين هنا فطانة الأستاذ لمسألة النسب  لما يلعبه ويضمنه  في فترة من فترات التاريخ من وظيفة سياسية أو اقتصادية إن كان نسبا مسيطر على الحياة العامة، متسائلا  “فهل سيحكم في التاريخ الحديث أمازيغي واحد دون أن يكون تحت قيادة العرب، فهل لكم اليوم زعماء لذلك، وإن لم يكونوا فكيف ستصنعون قياداتكم، بغد اغتيال أبرز قيادات المقاومة الحديثة عسوبسلام عبد الكريم الخطابي موحا احمو الزياني و غيرهم”. ولم يتوقف الدغرني عند هذا الحد في معالجة العمل السياسي الأمازيغي بالمغرب حين اعتبر أن “ممارسة السياسة بالنسبة للأمازيغ بالمغرب لابد وأن يكون لفرنسا رأي فيها، وذلك بعد أن انتزعت الحكم من القبائل، و بالتالي فمن يريد ممارسة السياسة لابد وأن يكون من سلالة ضباط و قياد سابقين في الجيش الفرنسي” فهل هو على حق أم لا؟ تمعنوا جيدا في نسب الكثير من القيادات السياسية المغربية وبعض زعماء الأحزاب السياسية  بعد 56 لتنفوا أو تؤكدوا الأمر.

خلاصة القول أوردنا هذا المقال بناءا على أفكار الزعيم الدغرني جوابا عن انشغال الحركة الأمازيغية بسؤال العمل والتنظيم السياسيين أزيد من عقدين من الزمن دون جدوى، ؤلي بغا إيفهم إيفهم، ؤلي ما بغا مازال إجي لي إيفهمو.

عبد النبي إدسالم

مشاركة
تعليقات الزوار ( 1120 )

Comments are closed.