دقت نعيمة الفتحاوي، النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، ناقوس الخطر بشأن عشوائية استغلال الموارد المائية، والاستمرار في استنزاف الفرشات المائية بزراعة الأفوكادو، في عز الأزمة المائية التي تعرفها المملكة، نتيجة التغيرات المناخية وعدم انتظام التساقطات المطرية وتراجع مخزون السدود بشكل مقلق.
– كيلو يساوي 2000 لتر :
وقالت الفتحاوي، في اتصال مع آش نيوز، إن كل هكتار مزروع بأشجار الأفوكادو يستهلك 100,000 لتر من المياه المروية يوميا، أي ما يزيد بأربع مرات عن المياه اللازمة لإنتاج نفس الكمية من البرتقال أو من الطماطم، التي يتطلب زرع كيلوغرام واحد منها ما معدله 2000 لتر من الماء وفقا لشبكة البصمة المائية.
وأشارت النائبة في تصريحها، إلى بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، التي أكدت أن المساحة التي يخصصها المغرب لزراعة الأفوكادو ارتفعت من حوالي 1900 هكتار في عام 2010 إلى أكثر من 9000 هكتار في عام 2021، وتابعت “النمو الهائل الذي شهدته مساحة المحاصيل في السنوات الأخيرة، جعل المزارعين المغاربة منافسا جديا في السوق داخل أوروبا، ومن المرتقب أن يرتفع محصول هذا الموسم بنسبة 20 في المائة، ما يعد أمرا غير مفهوم في ظل شح الموارد المائية”.
– تبذير المياه :
وأضافت نعيمة قائلة: من المعلوم أن أشجار الأفوكادو هي محاصيل معمرة، تتطلب السقي على مدار العام، ما من شأنه تعريض الأمن المائي والغذائي في المنطقة للخطر، إذ من المؤسف حقا تبذير كميات كبيرة من المياه لتحقيق مصلحة اقتصادية قصيرة الأجل، وهذا يتناقض مع الحاجة إلى إدارة طويلة الأجل لاستخدام موارد المياه بشكل مستدام.
ولفتت النائبة البرلمانية، إلى أنه بالرغم من التحذيرات الرسمية وغير الرسمية من خطر الزراعات التي تستنزف المياه في ظل الجفاف غير المسبوق الذي تتكبده المملكة منذ سنوات، لا يزال المغرب يحتل مراتب متقدمة ضمن كبار مصدري فاكهة الأفوكادو.
– طابو بالنسبة للحكومة :
من جانبها، هاجمت فاطمة الزهراء التامني، النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار، الحكومة في تدبيرها للنقص الحاد للمياه الذي تواجهه المملكة، معتبرة أنها تغض الطرف عن عدد من الزراعات المستنزفة للمياه، إذ شددت التامني في سؤال برلماني على أن نزار بركة وزير التجهيز والماء، قد تجاهل الحديث عن زراعة الأفوكادو، وعدد من الزراعات التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، معتبرة أن هذا الموضوع صار “طابو” من الطابوهات بالنسبة للحكومة.
جدير بالذكر، أن نزار بركة، وزير التجهيز والماء، سبق وأن صرح يوم الخميس الماضي 21 دجنبر 2023، خلال الندوة الصحفية للناطق الرسمي باسم الحكومة، بخصوص وضعية التزود بالمياه الصالحة للشرب في المملكة في ضوء سنوات الجفاف المتتالية، محذرا من استمرار الجفاف وإمكانية انقطاع الماء في عدد من المناطق، حيث وصف الوضعية بالخطيرة جدا، ما أثار جدلا كبير في صفوف المواطنين وداخل قبة البرلمان حول “زراعة الأفوكادو” التي تستهلك الماء بشكل كبير ولا تزال الصورة بخصوص هذه الزراعة غير واضحة.
