يستمر نصر الله بلخياط رئيس “منظمة الجائزة الأفريقية” في التعريف بالمغرب من خلال الأعمال التي يقوم بها سواء بصفته الجمعوية، أو بصفته الإعلامية التي احترفها مند سنوات، واحترق بهمومها وانشغالاتها، حيث صوب عدسته وقلمه طيلة سنوات على كل ما هو جميل بمجموعة من المدن المغربية من خلال كتب ” التميز” التي خص بها جهات متعددة من بينها أكادير ومراكش وطنجة…. أخرجها في طبعات جميلة، ومنقحة بورق صقيل يجعل من الكتاب – إلى جانب غنى محتواه- تحفة تستحق أن توضع في المكتبات، وفي كل مكان عزيز ليطلع عليها القارئ والزائر والضيف وعابر السبيل والمهتم…
وفي كتاب التميز الذي صدر حاليا، ويستعد للخروج إلى المكتبات خص الزميل نصر الله بلخياط جهة سوس بكتاب تميز جديد، خص حيزا من صفحاته إلى الإقلاع التنموي والاقتصادي الذي تعرفه جهة سوس، من خلال التسريع الصناعي الذي دخلته هذه المدينة.
لكن الفرادة الأهم التي تميز بها كتاب التميز الخاص بجهة سوس، هو التفاته للعمق الأفريقي الذي يولي إليه جلالة الملك أهمية قصوى. اختيار بلخياط لهذا الموضوع ليس من قبيل الترف المعرفي ولكن نظرا لأهمية أكادير وجهة سوس في تجسيد هذا العمق الذي يصل أدغال أفريقيا ، ويشمل معظم دول جنوب الصحراء، ومازال جلالة الملك يجدد أواصر التقارب داخل هذه الدول.
الكتاب أعطى حيزا مهما لهذه العلاقات، رصد من خلاله بلخياط هذه العلاقات الآخذة في التطور، من خلال الأنشطة الخاصة بالعلاقات المغربية الأفريقية التي تنظمها مؤسسة الجائزة الأفريقية التي يعد رئيسها المؤسس.
وتعتبر سوس معبرا أساسيا نحو دول جنوب الصحراء بعمق أفريقيا، تنطلق الخضر والفواكه من إنزكان لتصل هذه البلدان، كما شكلت أرض سوس عبر التاريخ حضنا دافئا لأفارقة جنوب الصحراء المسلمين تلقوا العلم والمعرفة بالمدارس القرآنية المبثوثة عبر تراب سوس، وتشكل سوس بالنسبة إليهم اليوم نقطة استقرار للاشتغال بالتجارة، وبالضيعات الفلاحية بعدما كانت مجرد نقطة عبور نحو شمال المغرب بحثا عن الهجرة السرية، كما تشكل الجامعة الدولية بأكادير رافعة جديدة لتأطير وتكوين أطر المستقبل الذين يفدون عليها من دول مختلفة من القارة السمراء.
لهذا السبب ولغيره ربط نصر الله بين النهضة الاقتصادية والصناعية التي دخلتها سوس وبين الحضور القوي للأشقاء الأفارقة بعموم تراب المملكة، وبسوس خصوصا.
