الرئيسية ثقافة وفن تافراوت: ندوة وطنية تجذب باحثين ومهتمين للنبش في تاريخ وذاكرة المنطقة

تافراوت: ندوة وطنية تجذب باحثين ومهتمين للنبش في تاريخ وذاكرة المنطقة

كتبه كتب في 12 ديسمبر 2023 - 22:47

بوطيب الفيلالي
نظمت جمعية إمازالن تافراوت بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والتواصل، وبتعاون مع مختبر البحث المغرب في افريقيا التاريخ والذاكرة والمحيط الدولي، التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر بأكادير،ندوة علمية وطنية في دورتها الأولى في موضوع ” تافراوت التاريخ، الذاكرةو المجال، وذلك أيام 8-9-10 دجنبر 2023 بقاعة الندوات بمدرسة محمد الخامس بتافراوت.وهي الندوة التي أسندت للسيد العمري محمد مهمة تنسيق اللجنة التنظيمية، في حين قام بمهمة تنسيق لجنتها العلمية الدكتور ياسين عبد العزيز.
الندوة إذن، عرفت مشاركة طلبة باحثين في سلك الدكتوراه من مختلف الجامعات المغربية : أكادير- فاس – بني ملال – الدار البيضاء- بني ملال…استفادوا من جلسات علمية ضمت جانبين : نظري ثم عملي تطبيقي، أطرها أساتذة باحثون في مجال التاريخ والتراث والحضارة،بالإضافة لخبراء ومشاركين في مجالات تخصصهم واهتمامهم، ساهموا بخبراتهم في الاستجابة لمراكز اهتمام الطلبة الباحثين، الذين يشقون طريقهم بتؤدة نحو السمو العلمي، للاسهام في دينامية البحث الأكاديمي الرصين، كل حسب موضوع رسالته وأطروحته.
فكانت تلك الموائد العلمية، مناسبة لهم لصقل معارفهم وطرق وتقنيات التعامل مع مختلف الوثائق والمصادر، وكذا ما تخبئه مكونات تراثنا المادي واللامادي، في إطار استغلال كل ما يساعد الطالب الباحث في إعادة صياغة وقراءة الموروث والتراث، في أفق حسن الحفاظ على الذاكرة وإعطاء قراءة تجديدية، تثمن السابق وتؤسس للاحق… والهدف أخيرا هو الوصول إلى قراءة أكثر مصداقية لتاريخنا التليد، سواء ما تعلق بمجال تافراوت أو غيرها.
فكانت مختلف المداخلات والمناقشات التي تلتها، تصب في هذا الجانب. فكانت مواضيع التقليد الهجراني بتافراوت والموارد التراثية بها، وتراث المرأة التفراوتية وأدوارها، إضافة لمجال تافراوت في المتون الإبداعية، كلها نماذج من من العناوين الكبرى التي أطرت المداخلات والمناقشات، خلال اليومين الأولين من الندوة بما فيها مكان إقامة الطلبة الباحثين، و التي تحول أحد فضاءاتها ليلا، إلى حلقة لنقاش ما تم تداوله خلال ما سبق من اليوم، هذه الحلقة النقاشية كانت تحت تأطير أساتذة باحثين من جامعة ابن زهر( د.المالوكي ود.محماد لطيف) ساهموا في تقويم المكتسبات.
بعد كل هذا، كان اليوم الثالث متميزا باعتبار تخصيص أنشطته للخرجات الميدانية، ليتصل ضيوف تافراوت مباشرة بعبق التاريخ التليد، انطلاقا مما تزخر به المناطق التي زارتها الوفود المشاركة، سواء في ” تاهلا ” أو في” أملن ” المعطاءة، وكذا ” أكرض أوضاض “، من تراث مادي خلفه الأجداد، كان عنوانه التميز و الارتباط بالأرض بل وحسن التعايش مع الآخر، انطلاقا مما عاينه المشاركون في ” تهلا “، من آثار حية للتراث اليهودي الذي شكلت إقامة كنيسهم ملتصقا ومجاورا لمسجد المسلمين آنذاك، أكبر رمزية لعظمة الإسلام الذي تشبت به الأمازيغ، الذين كانت أعرافهم تؤكد على حسن جوار ومعاشرة، حتى من خالفهم لغتهم وعقيدتهم.
وجدير ذكره أن رحلة الانطلاق من جامعة ابن زهر بأكادير في اتجاه تافراوت، عرفت مداخلات تأطيرية لفائدة الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه، قام بها الدكتوران شفيق أرفاك ومحمد المالوكي، ثم طلبة باحثون تدخل تلك المناطق ضمن مواضيع أطاريحهم الجامعية، برعوا في تقديم لمحات حول تاريخ المناطق التي مرت منها الحافلة الجامعية، انطلاقا من الحديث عن تاريخ قبائل اشتوكة وأيت باها، في علاقتها ببعضها وكذا في ارتباطها بالمخزن القائم حينها، ونوع النظام الجبائي الذي خضعت له، وصولا إلى مقاومة تلك القبائل للاستعمار الفرنسي، وما خلفه من آثار مازالت بادية لحد الساعة. وكمثال على ذلك تلك المقبرة التي تظم رفاة شهداء المذبحة التي نفدها الطيران الفرنسي، ضد عزل من أهلنا خلال تبضعهم بالسوق الأسبوعي ذات جمعة بإداوكنيظيف سنة 1931م.فكان هؤلاء الشهداء أكبر دليل على انخراط سكان تلك المناطق، في سيرورة مقاومة المحتل والرغبة في العيش في كنف الحرية والكرامة والكبرياء.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *