شكل موضوع “تأثير تغير المناخ على التراث الثقافي، المادي وغير المادي” محور مائدة مستديرة نظمت، اليوم الخميس بالصويرة، في إطار الدورة الرابعة للمؤتمر الدولي حول تغير المناخ. وخلال هذا اللقاء، الذي حضره على الخصوص السيد أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، وثلة من الفاعلين المؤسسيين والمتخصصين والباحثين وممثلي المجتمع المدني المهتمين بقضية البيئة، سلط المشاركون الضوء على تأثير تغير المناخ على التراث الثقافي والحضاري، مؤكدين على ضرورة العمل الجماعي لتقديم استجابة فعالة من أجل الحفاظ على هذا التراث، مع التركيز على حالة تراث الصويرة كنموذج.
وأبرزوا، في هذا السياق، صمود النظام البيئي لمدينة الصويرة، مشددين على أهمية “التفكير معا والعمل محليا”، وضرورة الاستجابة لهذه الظاهرة من أجل الحفاظ على التراث على المستوى المحلي.
وفي معرض إشارتهم إلى نموذج حماية شجرة الأركان مع إشراك السكان المعنيين، أوضح المتحدثون أن الحفاظ على التراث يمر من خلال فهم التأثيرات على قيمته العالمية من أجل الاستجابة بفعالية.
وقال مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، عبد الجليل بوزوكار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن التغيرات المناخية كانت لها عواقب على التراث الثقافي والطبيعي، مستشهدا في هذا الصدد بالتأثيرات على غابة الأركان التي تشهد تدهورا، مع ما يرتبط بها من معرفة مهددة.
ومع ذلك، أكد السيد بوزوكار أن هذه المعرفة لها عمق تاريخي استطاعت ساكنة الصويرة وغيرها الحفاظ عليه وحمايته وإدامته. ويهدف هذا المؤتمر، المنظم من طرف المركز الدولي للأبحاث وتقوية القدرات، إلى “حشد صناع القرار السياسي والمنظمات الدولية والباحثين والمؤسسات الأكاديمية والجهات الفاعلة في القطاع الخاص وممثلي المجتمع المدني، لمناقشة الأمن وتغير المناخ والتنمية الإقليمية والانتقال المناخي العادل”. وناقش الخبراء الوطنيون والدوليون، خلال هذه التظاهرة المنظمة على مدى ثلاثة أيام تحت شعار “المناخ والأمن والتنمية: التحديات والفرص من أجل انتقال عادل”، أحدث الاكتشافات والأبحاث العلمية في مجال المناخ والأمن، بهدف تحقيق تنمية مستدامة وضمان انتقال عادل لجميع المجتمعات. وتناول المؤتمر خمسة محاور تهم “المناخ والتنوع البيولوجي والموارد”، و”المناخ والأمن والتنمية”، و”المناخ والانتقال العادل والمجتمع”، و”المناخ والابتكار والتكنولوجيا”، و”المناخ والحكامة والسياسات”.
و.م.ع
