الرئيسية ثقافة وفن أمين بودشار…المايسترو الذي منح جمهوره جرعة من السعادة

أمين بودشار…المايسترو الذي منح جمهوره جرعة من السعادة

كتبه كتب في 5 أغسطس 2023 - 15:32

أمينة المستاري

 

أمين بودشار…اسم موزع ومايسترو مغربي أثار موجة من الإعجاب ليس فقط بين جمهوره المغربي بل والجمهور العربي ككل. فالمايسترو الشاب خرج بفكرة غير مسبوقة تتمثل في جعل الجمهور “المطرب” و”الكورال” عوض قاعدة الفرقة والمطرب الوحيد، إضافة إلى وضع بصمته الخاصة على الأغاني والروائع، ليمنح الجمهور جرعة زائدة من السعادة.

أمين ابن مدينة المحمدية، شب في جو فني، فالوالدين من عشاق الطرب الأصيل وروائع أم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب…وتذوق المايسترو الشاب اللحن منذ نعومة أظافره لتصبح الموسيقى هوايته المفضلة. في سن 18 حصل أمين على شهادة الباكلوريا شعبة العلوم الرياضية، وانتقل إلى فرنسا للدراسة دون أن يتوقف عن صقل موهبته من خلال الدراسة الأكاديمية واستفاد من بعض الحصص بالمعهد الموسيقي، قبل أن يدرس بالمعهد الموسيقي بفرنسا، لكنه قرر البحث والتعلم الذاتي فدرس وتعلم عبر الأنترنيت وفي الوقت نفسه تابع دراسته ليصبح مهندس إحصائيات.

يرى المايسترو الشاب أن الدراسة الأكاديمية مهمة لكن الموهبة والتحفيز والشغف ضروريان، والتعلم الذاتي هو الأهم، والإبداع والابتكار جوهر النجاح. عمل أمين مع مجموعة من الفرق الموسيقية الأجنبية والعربية وصقل موهبته لينجح في تشكيل فرقة صغيرة بهدف تنفيذ مشروعه وفكرته الغير مسبوقة، وجعل الجمهور المطرب الذي يرافق الفرقة الموسيقية، يغني روائع الطرب العربي الأصيل والتراث المغربي، وتمكن من إعادة الروح لأغاني الزمن الجميل بجعل الجمهور بمختلف تلاوينه وفئاته العمرية ينخرط في الغناء على إيقاع واحد وبصوت واحد.

الطموح وحب الموسيقى مكن أمين وفرقته من النجاح، بدعم من الجمهور الذي اندمج معه في سهراته العديدة، لكن الأروع في كل ذلك أن “رائعة جانا الهوى” لعبد الحليم حافظ أثارت موجة من الإعجاب وخلقت نقاشات داخل مصر وفي وسائل الإعلام المصرية، بعد أن أبدع بودشارت وجمهوره في تقديمها.

تفاصيل موسيقية أثارت اهتمام الموسيقيين خاصة في رائعة “جانا الهوى” ، وجعلت بعضهم يحلل طريقة أداء المايسترو الشاب الذي غير في بعض تفاصيل رائعة عبد الحليم حافظ سواء من حيث سرعة الأغاني الأصلية أو الآلات والتوزيع…، واعتبر أحدهم أن المغرب يتوفر على كنوز ومن أهمها أبناؤه المتفردين في كل المجالات، حتى وصفت طريقة أدائه ب” المعالج النفسي والملهم الذي يحقق للجمهور راحة نفسية ويحصل خلالها على جرعة رائعة من السعادة، بعد أن يتخلص من الطاقة السلبية من خلال غنائه، وإحساسه بأنه جزء من المقطوعة”.

أمين بودشار تمكن من خلال فكرته أن يتحول إلى قائد، يكسر قاعدة المطرب الواحد وأصبح الكورال هو الجمهور، هذا الأخير يطلع قبل حضور الحفل على البرنامج “الأغاني” ويقوم بطبعها أو يستعين بالهاتف لمرافقة الفرقة الموسيقية ويتحول من مستمع إلى مطرب.

بدأ أمين فكرته سنة 2022 بباريس، وعقد حفلة صغيرة اعتبرها “جلسة عائلية” بين فرقته الموسيقية الصغيرة وجمهور قليل، ونجحت المحاولة. تجاوب شجع المايسترو لتطويرها ولتوسيع الدائرة باحترافية شديدة تظهر في حفلاته لكن مع عدد كبير يملئ أحيانا ملاعب ومسارح كبرى ويصل 10 آلاف شخص.

في لقاءات إعلامية، أكد أمين أنه يقدم أعمالا من التراث المغربي والأغاني الشرقية الأصيلة شب عليها وأحبها منذ صغره، فقد كان معجبا لعمالقة الفن المغربي والعربي من أم كلثوم و محمد عبد الوهاب فيروز وعبد الحليم حافظ، عبد الوهاب الدكالي…تركوا أثرا كبيرا في ذاكرته.

تمكن الشاب الموهوب من أن يخلق تقاربا كبيرا بين فرقته وبين الجمهور الذي أصبح يعتبر الحفلات جلسات عائلية تلقائية كما يسميها بودشار، يرتفع صوت الجمهور في “ريتم” واحد كما لو كان “كورال” تابع للفرقة، واستطاع بودشار أن يعيد للفن الأصيل هيبته بشهادة إخواننا المصريين، في خضم موجة الرداءة التي تحاول السيطرة على المجال الفني ليس في المغرب فقط بل في الوطن العربي.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *