الرئيسية علوم النقوش الصخرية ترات يكعس شخصية وهوية التراب

النقوش الصخرية ترات يكعس شخصية وهوية التراب

كتبه كتب في 15 مايو 2023 - 23:54

على هامش الندوة الجهوية التي نظمتها جمعية موكادير للتنمية والتضامن، في موضوع الفن والنقوش الصخرية بالجنوب المغربي في خدمة التنمية بمدينة كلميم ، بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية،وتأكيدا على أهمية النقوش الصخرية ضمن عناصر التراث المحلي للمنطقة، والبحث في سبل الحفاظ عليه وآفاق تثمينه ،أورد  الدكتور الحكيم بن عاشور، وهو أستاذ باحث مختبر (ESEAD) بكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية، أيت ملول،خلال مداخلته الموسومة تحت عنوان: ”التراث والتنمية الترابية”، أن موضوع التراث موضوع متعدد التخصصات كل له زاوية نظره إليها من الجغرافي و الأنتروبولوجي و الأركيولوجي و السوسيولوجي.

وأعتبر الباحث بن عاشور أن “الإدماج القوي لتراث يسمح للمجالات الترابية بالانخراط في مسلسل الخصوصية الإستدامة لتقوية التنافسية للمجالات والقدرة على الصمود ومواجهة إكراهات الواقع الجديدة من قبيل الانفتاح والعولمة. كما أن الموارد التراثية بالسفوح الجنوبية للأطلس الصغير هي أرض التاريخ ومهد تاريخي بنظامها البارع في تتمين وتسويق المجال، نظرا للخصوصية المجالية في تدبير الندرة بالمجالات الواحية، خاصة واحات جنوب الأطلس الصغير، لكونها تتوفر على رأس مال بشري وتقافي غني جدا (الوجود البشري، النقوش القديمة، تراث معماري القصور والقصبات…) بالإضافة إلى التراث المائي الخطارات في تدبير المياه واستعمال تقنية المطفيات، وكذا وجود دينامية مجتمعية مثقفة وفاعلة.

وشدد على أن “النقوش الصخرية هي موارد تراثية لها قيمة اقتصادية وثقافية وتراثية تنعكس على هوية وشخصية التراب. وهي شواهد على معطيات وظروف طبيعية قديمة وأشكال التي كان يتم بها تنظيم الإنسان لمجاله واستغلاله منذ القدم، إلا أن أشكال التدهور التي تعرفها النقوش الصخرية تساءلنا عن علاقة السكان بتاريخهم ومجالهم الجغرافي.”.
يشار إلى الندوة الجهوية نظمتها جمعية موكادير للتنمية والتضامن بدعم من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الندوة الجهوية حول موضوع” الفن والنقوش الصخرية بالجنوب المغربي في خدمة التنمية”  بالفضاء الجمعوي بكلميم، إلى جانب زيارة ميدانية علمية لموقعي النقوش الصخرية “أدرار زرزم”  بجماعة أداي ( كلميم) نهاية الأسبوع الجاري.

تجدر الاشارة أن هذه الخرجة ميدانية استكشافية للفن الصخري بموقع زرزم قرب واحة تغجيجت إقليم كلميم، أتاحت فرصة القيام بزيارة واحة تاغجيجت للوقوف على ما تعرفه من ديناميات على عدة مستويات، في اطار مواكبة وتتبع بحوث طلبة الماستر والدكتوراه الذين يشتغلون على المنطقة. والقيام بجولة برواق متحف تايوكا الاثنوغرافي.

هذا و أوصى مشاركون في ندوة جهوية بكلميم واد نون في  موضوع “الفن والنقوش الصخرية بالجنوب المغربي في خدمة التنمية” بضرورة مقاربة موضوع النقوش الصخرية من أبعاد مختلفة، منها الجغرافية والتاريخية، والأركيولوجية، والإقتصادية التنموية ، والسياسية، والقانونية والسوسيولوجية ، مع الحرص على تتمين الإرث الهوياتي لها، وتعزيز  الوعي بأهمية هذه النقوش”.
وطالبوا في ختام ندوتهم الجهوية وزياراتهم الميدانية لمواقع النقوش الصخرية بالجنوب المغربي بـ”إدماج النقوش الصخرية في مكون التاريخ في التعليم، مع العمل على التحسيس والتوعية بأهميتها، وبلورة مخطط لحماية واستثمار ثقافتها محليا  ، وفق خريطة تروج لمواقع النقوش الصخرية، لا ينفك الترافع لأجل إقرار يوم وطني لها”.
ودعوا لـ”إقامة ندوات للمغاربة المهاجرين والمقيمين بديار المهجر قصد التعرف على غنى وتنوع المجال المغربي عن قرب، وفي الآن نفسه إقامة مدارات سياحية خاصة بمجالات تواجد النقوش الصخرية، مع حصر الموضوع الخاص بالبحث الأثري للنقوش الصخرية”.
وسجل المشاركون تفاوت مستوى تدهور النقوش الصخرية للمواقع، على خلفية  عوامل طبيعية (التعرية والتجوية) وعوامل بشرية تتمثل في تدخلات الانسان في المجال (استعمال الاحجار في البناء والبحت عن الكنوز وتهريب النقوش الصخرية وشق الطرق وبناء القناطر ووجود مقالع.
وشدد المشاركون على أنه يتعين رد الإعتبار لمواقع النقوش الصخرية بالجنوب المغربي من خلال إقامة علامات التشوير وتسييج الموقع وحمايته بإنشاء محافظات جديدة للحماية القانونية ونشر التوعية والتحسيس من خلال شهر التراث، وعبر البرامج التراثية، ومعارض المخازن الجماعية التي تبقى الضرورة الملحة في التنسيق مع مختلف الشركاء للإعتناء بهذا الموروث ورد الإعتبار لهذا المكون والتراث الفني الذي يميز جهة كلميم واد نون.

وتشكل الندوة والزيارة الميدانية، وفق إفادات المنظمين،  مناسبة من أجل تسليط الضوء على الفن والنقوش الصخرية باعتبارها من مكونات الهوية الوطنية، وإبراز مختلف مظاهر وتجليات التراث بالجنوب المغربي من خلال النقوش الصخرية، واقتراح سبل تثمينها والمحافظة عليها واستثمارها كمورد أساسي في التنمية المحلية المستدامة بالجنوب المغربي، فضلا عن المحافظة على هذا الإرث الأركيولوجي وتعزيز مكانتها كموروث حضاري إلى جانب المعالم التاريخية الوطنية الأخرى التي تبين إبداعية وجمالية الإنسان وتفاعله مع محيطه.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *