الرئيسية جهات مسجد الزاوية بوزان… 300 سنة من الصمود

مسجد الزاوية بوزان… 300 سنة من الصمود

كتبه كتب في 2 أبريل 2023 - 15:00

أمينة المستاري

 

اعتبر المسجد أو الجامع دائما ملاذا للأمن الروحي، وعرفت مجموعة من المدن بالمساجد والزوايا التي تختزن رصيدا وزخما من التراث، وتحضى بقدسية القبائل حتى مكن المدينة من العيش في سلام وعدم التعرض للتهديدات، فهي مدينة الشرفاء ومدينة الأمن والأمان “دار الضمانة”.

وزان…مدينة الأولياء أو المدينة الحصينة الجبلية…ترتبط بالشأن الروحي، عرفت بمساجدها العتيقة وتحولت بعضها إلى محج لكبار المتصوفة والزهاد والعلماء، واعتبرت مدرسة للعلوم الشرعية.

وقد عرفت دار الضمانة بالمسجد الأعظم وجامع الزاوية…هذا الأخير اعتبر معلمة تاريخية يرجح سكان المدينة أن تاريخ بنائه يعود إلى أزيد من 3 قرون.

الجامع يتواجد بحي الزاوية، غير بعيد عن مسجد مولاي عبد الله الشريف، حيث تقطن مجموعة من الأسر الوزانية “الشرفاء”، لذلك انتشرت رواية بين الساكنة ما تزال إلى حد الساعة، وتفيد أنه كان يشترط  في مؤذن المسجد أن يكون “بصيرا” حتى لا ينظر إلى “نساء الشرفا”.

وحسب كتابات باحثين وبعض ساكنة المدينة، فجامع الزاوية بناه الشيخ السابع للزاوية الوزانية “مولاي العربي”، تحول في فترة إلى ما يشبه ” قرويين مصغرة” حسب الباحثين، ومدرسة للنحو والحديث والتصوف…كما اعتبر متحفا صغيرا استفاد من خزانة ومكتبة المسجد الأعظم مولاي عبد الله الشريف، الذي كان يحتوي على مخطوطات وكتب قاربت 12 ألف مخطوط، اختفت منها كتب قيمة.

 قاوم الجامع التغيرات الطبيعية وبقي صامدا، فوقه تنتصب صومعة عالية مكونة ثمانية أضلاع، مصنوعة من الفسيفساء بشكل اختلف عن المساجد الصوفية العتيقة، وانفرد بهندسته المعمارية وسقوفه وأعمدته وأقواسه الخضراء والبيضاء بشكل يعكس الطابع المعماري الأندلسي، وعرف مؤخرا إعادة ترميم بسيطة لم ترقى إلى انتظارات أهل المدينة.

ينتصب جامع الزاوية شامخا، وترتفع صومعته متحدية العوامل الطبيعية ويجتذب المهتمين بالمعمار الإسلامي والفنانين، حيث كان محط مبادرة مدنية لتزيين وصباغة ساحته، بل ويتذكر بعض أطفال المدينة الذين أصبحوا شبابا وشيوخا حالة الجامع الذي صمدت صومعته، واسترجعوا ذكريات ساعات قضوها تحتها  وتقديمها كمشروع فني لأساتذتهم، ذكريات بقيت راسخة في أذهانهم لكن الواقع تغير وتغير معه دور الجامع، ويتحول إلى جامع لأداء الصلاة فقط.
مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *