الرئيسية للنساء فقط نساء بارزات: مسعودة الوزكيتية…”للا عودة” التي أنجبت المنصور الذهبي

نساء بارزات: مسعودة الوزكيتية…”للا عودة” التي أنجبت المنصور الذهبي

كتبه كتب في 1 أبريل 2023 - 20:00

أمينة المستاري

من النساء الخالدات اللواتي تركن بصمتهن في تاريخ المغرب، والدة أحمد المنصور الذهبي “مسعودة الوزكيتية” أو “للا عودة”…فهي بنت الشيخ أبي العباس أحمد بن عبد الله الوزكيتي الورزازي أمير قصبة تاوريرت، التي حضيت بتراجم المترجمين والمؤرخين حتى أطلق عليها البعض اسم “عنقاء الصحراء” و” الأميرة العالمة”.

كان والدها ممن ساهموا في دعم نشأة الدولة السعدية بسوس ماسة، ولذلك زوج ابنته من محمد الشيخ المهدي، الملقب ب”أمغار” زعيم الدولة السعدية سنة 1548 م ، وأنجبت العباس أحمد “المنصور الذهبي”.

كان لمسعودة رأي صائب ونظرة ثاقبة في أمور الحياة والسياسة، لذلك بعد تولي السلطان أحمد الحكم أصبح لها نفوذ وتأثير عليه باستشاراتها، خاصة وقد عملت جاهدة على حمايته من بطش أخيه عبد الله الغالب، بعد مقتل الده، وأبعدته عن عين أخيه إلى أن عادت سنة 1574م.

بعد أن تولى أحمد المنصر الذهبي الحكم، كان يستشيرها في أمور الدولة، فهو البار بأمه يقبل يدها ولا ينصرف إلا برضاها، يقضي كل ما تطلبه منها، فقد كانت ظهره الذي يحميه وتستميل النافرين منه وتبعد المتآمرين عن طريقه….

فهي كما وصفها بعض المؤرخين بكونها “الناسكة”، “الحرة”، “القوامة”…فقد كانت متحدثة بارعة، نبيهة مصيبة في رأيها تسعى للخير وأعمال البر والإيثار…وعرفت بأفعالها الخيرة التي انتشرت في البلاد، بل أنها قامت بتحبيس مجموعة من الأملاك لصالح المسجد العظيم الذي بنته، بين حومتي باب الرخا وباب دكالة بمراكش، سنة 1586 م، حيث بالغت في بنائه وزخرفته، وجعلتها معلمة دينية، ويحكي سكان المدينة عن سبب بناء الجامع، أنها دخلت في أحد أيام رمضان بستانا بأحد قصورها أثناء حملها “الوحم” فأكلت من شجرة الخوخ، ثم ندمت وحتى تكفر عن فعلتها بنت الجامع تقربا إلى الله وطلبا لمغفرته، ومدته بمكتبة عظيمة أوقفت عليها جملة من الكتب العلمية.

وعرف عن “مسعودة الوزكيتية” اعتناؤها بالأيتام والأرامل وحرصت على تزويج النساء الفقيرات، وأصبحت قدوة للنساء الثريات بالمنطقة، إلا أن غالبيتهن لم يذكر اسمهن ضمن السناء الخالدات وطالهن النسيان، بخلافها حيث كانت مضوع مؤلفات وبحوث ذكرت مناقبها.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *