موازاة مع التصريحات المعادية للمغرب على لسان “الصّغير” مانديلا، في حفل افتتاح دورة قسنطينة الجزائرية من “الشان”، تسرب تقرير مخابراتي منسوب لأجهزة الاستخبارات الجنوب إفريقية، يتحدث عن الخطوات التي تحاول الدولة اتخاذها لمحاصرة التمدد المغربي في إفريقيا.
وبحسب التقرير، فإن جنوب إفريقيا بدأت تدرس التدابير التي يمكن أن تتخذها لتطويق التمدّد المغربي في إفريقيا.
وشهدت بداية السنة الجديدة ظهور مجموعةَ وثائقَ سرّية تضيق الدائرة على جهاز أمن الدولة الجنوب إفريقية ويعرّضها للمساءلة والحساب أكثر فأكثر.
واتخذت معظم هذه التسريبات شكل تقارير مخابراتية وبرقيات من “الموساد” الإسرائيلي والـ”إف إس بي” الرّوسي والـ”إم آي 6″ البريطاني.
كما تندرج ضمن هذه التقارير تسريبات جاءت في تقرير لجهاز “إنتليجنس أجونسي ناشيونال” الجنوب إفريقي عن المغرب.
ومما جاء في تقرير جهاز “INTELLIGENSE Agensy NATIONAL” أن “السّلطات العليا في جنوب إفريقيا مدعوة، إلى وضع عراقيل للحدّ من توسّع أنشطة الأبناك والمؤسّسات الاقتصادية للمغرب في المنطقتين الغربية والوسطى لإفريقيا، إذ صار خطره يتزايد على مصالحنا الإستراتيجية في هذه المنطقة الحيوية لأمننا القومي والجيو إستراتيجي”.
وأفاد التقرير الاستخباراتي المسرّب لـ”إنتليجنس أجونسي ناشيونال” أن إقبال مجموعة من البلدان، السينغال وموريتانيا ونيجيريا وساحِل العاج، على شراء منتجات المغرب أكثر فأكثر، بدءاً بالموادّ الغذائية، إلى السّلع والآلات المختلفة، “ما صار يمثل أصبح يُشكّل منافسة قوية لصادراتنا في غرب ووسط إفريقيا”.
وأبرزت الوثيقة ذاتها أن سلطات المغرب وضعت “خطة ذكية” تقوم أساساً على “تقليص نسبة اعتمادِها على السّوق الأوروبية والتوسّع في الأسواق الإفريقية، إضافة إلى أن تعذر وصول دول أوروبا والغرب عموماً إلى أسواق بلدان إفريقيا جنوب الصحراء يتيح لشركات المغرب فرصا أكبر لبيع سلعها هناك. كما أنّ التحاق المملكة المغربي بمنظمة “سيدياو”، سيجعل الشركات المغربية، بحسب المصدر نفسه، قوةً اقتصادية ستصعب منافستها على شركات جنوب إفريقيا العاملة في منطقة وسط وغرب إفريقيا.
وشدّدت الوثيقة الاستخباراتية ذاتها على أن المغرب يركّز في أجندته على هدف إستراتيجي هو أن يتوسّع في المنطقة الاقتصادية الإفريقية، بالنظر إلى قربها الجغرافي وطاقاتها الهائلة وازدياد طلبها للسّلع والاستثمارات.
وأوصى التقرير الاستخباراتي المسرّب جنوب إفريقيا بضرورة وضع إستراتيجية سريعة على المديَيْن القصير والمُتوسّط لرفع القوة التنافسية لشركات البلاد في منطقة وسط وغرب إفريقيا واعتماد خطّة تصريف المنتجات الصّناعية المختلفة بأدنى أسعار ممكنة لـ”فرملة” تقدم المغرب اقتصاداً في هذه المنطقة.
ودعت الوثيقة الاستخباراتية المُسرّبة إلى إعادة هيكلية شاملة لقطاع الأبناك في جنوب إفريقيا، حتى يوفّر نشاطا أقوى للاستثمار في المنطقة، التي تتوفر على قدرة شرائية عالية.
