الرئيسية مجتمع مُغتصَبة تنتظر معاقبة القضاء لسفَّـاح بعد 8 سنوات من الألَـم

مُغتصَبة تنتظر معاقبة القضاء لسفَّـاح بعد 8 سنوات من الألَـم

كتبه كتب في 24 مارس 2014 - 00:07

في كل مرة تظهر حكاية اغتصاب تبدو أغرب من سابقاتها، خاصة تلك التي يكون الفاعلون فيها مقربين من الضحايا، حيث من يُفترض أن يتوفر على الأمانة والحرص يتحوّل إلى جانٍ لا يتردّد على اقتراف جريمة يعجز عن محوها الزمن، باصما على غدر وسادية يجمع على رفضها المجتمع والقانون.

حنان، وهو اسم مستعار لفتاة من مواليد 1996 بمدينة بركان، التقتها هسبريس بمكتب خلية الإستماع التابع لمركز الدراسات التعاونية، الشهير اختصارا بـ”سيكوديل” والناشط انطلاقا من مدينة الناظور.. ولم تتردّد الفتاة في عرض تفاصيل جريمة ارتكب في حقها بعدما حرمت من رعاية الأب وهي في الرابعة من عمرها، نتيجة طلاق جعل الام مسؤولة عن تربية انثيين رزقت بهما من زواج فاشل.

بداية الجريمة

قبل 8 سنوات و نيف من الحين انتقلت حنان وأختها الصغيرة، برفقة أمها وزوجها، الذي هو شقيق زوج خالة البنات، صوب منزل الخالة تلبية لدعوة عشاء، حيث استمر السمر العائلي حتى ساعة متأخرة، لتقفل الأم وزوجها، رفقة الصغرَى، عائدين إلى منزلهم، فيما تقرر ترك حنان رفقة خالتها التي تعيش في غرفة وحيدة رفقة ابنيها الذكرين البالغين حينها على التوالي 10 و 6 سنوات، وذلك بوجود رب الأسرة الخمسيني..قضت حنان الليلة الأولى بين الأقرباء وهي تخال نفسها وسط أمان واطمئنان، حيث كانت أخر من استيقظ، ليس لأنها نالت ما تحتاجه من الراحة وهي بنت الـ8 سنوات، ولكن لأن أيادٍ غادرة امتدت لجسدها النحيل كي تنال منه..

وتروي حنان لهسبريس وقائع تلك اللحظات التي بقيت تفاصيلها واشمة لذاكرتها رغم مرور السنين.. “أستفقت من نومي بعد أن فطنت لملامسة جسدي بطريقة غريبة، كان قد تأكد من ذهاب خالتي للعمل بمعبر مليلية وكذا مغادرة ابنه البكر للمدرسة، بينما كان الصغير قد خرج للعب مع أقرانه خارج المسكن.. قام بضمي له، صرخت، فصفعني مرتين قبل أن يقوم بإحكام قبضته عليّ.. نزع ثيابي دون أن ينفع استجدائي له في إيقافه.. لقد افتضّ بكارتي وغادر الغرفة، بعدها عاد لمحو أثر جريمته، ورمى الثوب الذي استعمله في ذلك بواد قريب.. لقد قتلني” تقول حنان

ما بعد الجريمة

وتستدرك ذات الضحية ضمن سردها الدامع: “أخبرني أني، إذا بحت بما وقع لأمي أو أبي، لن يصدقني أحد بالنظر لكبر سنّه، وأنّ أخاه سيطلّق أمي كي نغدو مشردين، كما أن القانون يسمح له بأن يتزوج بي دون أن يعاقب بالسجن”..

حنان، وامام كل هذا الضغط المرفوق بألم الفاجعة، قررت أن تكتم ما طالها خوفا من عقاب تكون هي وجهة له.. وذلك وفقا لتصريحاتها التي استقتها هسبريس.. لتكتم السر في دواخلها وهي لا تقوى على المشي يومين متتاليين أو حتى الجلوس.. “انزويت عن العالم وقتها، وعندما كان يأتي نحو بيتنا كنت أرفض مصافحته رغما عن عتاب أمي التي كانت تقول لي إن زوج خالتي يستوجب مني كل الاحترام في المعاملة.. المسكينة لم تكن تعلم بأنّه وحش استباحني من أجل متعة لا يقبل بها عاقل” تضيف الفتاة.

وواصلت حنان في سرد حكايتها مع من تعتبره سفاحا: “بعد شهرين تقريبا ذهبت أمي وزوجها لمدينة جرسيف في زيارة عائلية، وقد تركونا أنا وأختي الصغيرة، البالغة حينها 6 سنوات، مع جدتي، وقد استأمنت علينا مغتصبي الذي استغل حضور الجدة حفل زفاف كي يحاول ممارسة الجنس عليّ من جديد، ذلك بعد أن أرسل أختي لجلب أغراض بقالة.. قاومته بكل قوتي وصرخت بطريقة جعلت صوتي يسمع من بعيد.. وبعد العودة السريعة لأختي تركني.. هربت كلتانا نحو مرتفع قريب من البينت، وبه بقينا إلى أن عادت جدّتي.. حتى أختي الصغيرة لم تسلم منه، فقد حاول مرارا النيل منها، لكنه لم يفلح في مسعاه بعد تهديدي بفضح المستور مهما كانت النتائج”.

سقوط القناع

قبل شهر ونيف من الآن، قررت حنان أن تخبر والدتها بالواقعة، خصوصا أن أمها وسط خلاف مع زوجها يدفع صوب أبواب الطلاق.. “قررت فضح المستور لأنّي فسخت خطبتي مرتين خوفا من فضيحة تطالني إذا ما اكتشف فقداني عذريتي، خاصة وأن أمي تحاصرني دائما بالأسئلة عن سبب رفضي إتمام الاقتران، فهي عادت تشكّ في دفعي بصغر سني أمام الخطاب.. لذلك أخبرتها بما جرى”.

بعد استفاقة الأم من الصدمة رافقت ابنتها صوب المستشفى لاستصدار شهادة طبية مقرّة بنتائج الاغتصاب، وبعدها تتوجهتا نحو النيابة العامة التي أمرت، بعد الاطلاع على الشكاية، بفتح تحقيق من طرف الشرطة القضائية بالناظور وربط الاتصال، وذلك ما تم، حيث تم توقيف المشتبه فيه، البالغ 66 سنة و العاطل عن العمل، ليتقرر وضعه رهن الحراسة النظرية لتعميق البحث، وبعدها قرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالناظور وضعه رهن الاعتقال الاحتياطي في انتظار محاكمته من أجل المنسوب إليه.

وعن أقواله للضابطة القضائية قال المشتبه فيه للمحققين أن سبب اتهامه من طرف الفتاة باغتصابه راجع لوجود عداوة بينه وبين زوجته، التي هي خالة الضحية، حيث أكد أنهما “شبه مطلقين”.. وكذا لخلاف أمها مع زوجها، موردا أنه بعيد عن هذه الإتهامات، و أن الدافع هو الانتقام، غير أن البحث الاجتماعي الذي قام به المحققون في الوسط العائلي للموقوف، و خصوصا مع زوجته، أفضى لعدم وجود عداوة بين الطرفين، خلافا لما ادعاه.

أم حنان: المغتصب تحرش بي

في تصريحات لأم الضحية أكدت تعرضها مرارا لتحرشات الجاني، حيث قالت لهسبريس: “لقد روادني عن نفسي في استغلالات لغيابات زوجي، لقد تحرش بي وكنت أصده، وأخبرت زوجي الذي اتهمني بمحاولة خلق عداوة بينه وبين شقيقه، ومع الوقت تبينت له صحة أقوالي كي يقوم بمنعه من المجيء لمسكننا.. لقد غدرني باغتصاب فلذة كبدي رغم أني أحسنت إليه ووثقت فيه، لذلك أريد أن تقتص لنا العدالة منه”.

كلام حنان مع هسبريس اختتمته بتشديدها على أن هدفها الأساس هو منع مغتصبها من تكرار الفعل ضدّ أخريات، مؤكدة على أنها لن تسامحه، و تتمنى أن ينال العقاب الذي يستحقه ويجعله عبرة لكل من سولت له نفسه الاعتداء على الغير، “لم يبقَ لِي ما أخسره..” تقول الضحيَّة.

هسبريس ـ أمين الخياري

 

مشاركة