الرئيسية ثقافة وفن قصيدة بعنوان ” صفحة الماء المبعثرة ” بقلم عبد الله الرخا

قصيدة بعنوان ” صفحة الماء المبعثرة ” بقلم عبد الله الرخا

كتبه كتب في 29 يونيو 2020 - 13:12

وعلى صفحات الريح..
هذه رسالتي بيضاءٌ
كالماء..
فيها أكتب..
هذه صرختي..
تلغي أي سادتي..
تفاصيل الإنتظار
وتنطلق قبل بزوغ الفجر..
خلف وجع العراءِ
والإنكسارِ
وخلف كل الأشياءْ
*
وعلى حكايات العابرين
نمضي قدما..
مشتاقين للبياض
ثم نغدو كالكادحين
المنتشين بصكوك الوجدان..
وبعضا من دقيق وسكرٍ..
وزيت زيتون أصيل
هؤلاء الموشومين..
بقدر المكان
وقدر هذا الخراب..
وكل أقدار الزمان
*
وعلى فرح وردي متوهج..
أراقب مساءك من بعيد
ثم أسير حرا..
ضائع الملامح
أبحث عن طريق مسدود
فيها أرسم نفسي..
هكذا..
وأنا ألهث..
من شدة التعب
ومن همسات..
هذا الفراغِ
ثم يسكنني سؤال ثملٌ
بالمعنى..
واللامعنى
بالوجود..
واللاوجود
أراه هادئا هناك
*
وعلى أريكة قديمة أنام
وشعري مداعب..
بشيء ما
هذا اليوم يلاطفني..
جسد مرهق
يعانقني حتى الثمالة
ما عدت طفلا..
كي أخفي إحساسي إخفاء
أو أن أضل بقلب وردة..
حتى ينام القمر..
وهذا الضباب اللعين
وحتى الوطن
*
وعلى قلب مهجور..
أحمل نفسي مرتجفا..
أيا سيدي
ربما أسير نحو المجهول..
كي ألخص الذكريات..
في قبلة واحدة
قبل أن يستيقظ الفجر..
وتشرق الشمس..
ويتدفق نبضي..
وكذلك هذه الأحلام
*
وعلى مساء بارد جدا
أستلقي بدون سبب كافي
هناك لا أشتهي أي معزوفة..
أو أغنية عالمية..
أو أرقص على الأوبرا
أو أصلي لإله العشق..
صلاتي الأخيرة..
على كل العابرين
بل أتسكع الساعات الطوال
أحدق في وعودهم الكاذبة..
على الجرائد..
والجرائم..
وعلى كل أطلالهم المقدسة
وأطرب مشاعري وحدي
أنا الذي لا أطرب في الحي..
إلا الصدأَ
ولا أنعش الذاكرة..
وهواءها..
وهذا المنتهى
*
وعلى حلم مبعثر..
بين هذا الحنين
في عتمة الليل الطويل..
عتبة السراب..
هذا المزركش بالنبيذ
تائه أنا…
أصعد دونما خوف..
وأسافر بلا أقنعة
أحمل نعشي بنفسي..
أقاوم غسق الصبح..
وأسرار الذاكرة
إلا ما تبقى مني..
في الصحراء القاحلة
وأحمل صخرتي مناي
كسيزيف الذي أهدانا
أزهارا ومضى.

عبد الله الرخا
أيت سادن أسايس تالوين 30 يونيو 2020
تخفيف الحجر الصحي

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *