الذين اطلعوا على مضمون كتاب ” تجاوزات جيش التحرير الجنوبي في سوس: من خلال الروايات والشهادات 1956/1960 ” للاستاذ عبد الله كيكر، أكيد انهم سيكونوا أمام شهادات صادمة، وتساؤلات تاريخية تهم مرحلة مابعد الاستقلال .
فتجاوزات فئة من جيش التحرير الجنوبي، تمثلت في اللصوصية والجريمة المنظمة، بفعل ابتزاز قياد واثرياء وعلماء ورجال دين، ممن استجاب جلهم مكرها للطلبات المادية التي أرهق بها كاهلهم، فكان أن تجنب بعضهم الموت ، والبعض الآخر تم ترحيله في ظروف قاسية من الذل والإهانة صوب مناطق جنوبية كانت بمثابة معتقلات، واماكن تنفيذ جملة من الإعدامات .
كانت التهمة التي يستند عليها ” بعض بلطجية” جيش التحرير خلال الفترة مابين 1956و1960 هي اتهام الضحايا بكونهم خونة ، تعاملوا مع المستعمر الفرنسي، وبتلك التهمة الجاهزة ، اختفى رجال الى اليوم، فأثر ذلك الاختفاء وماتعرضوا له قبله من سلب اموالهم ومتاعهم على ابنائهم واحفادهم ، وهي فكرة ترددت بقلم الاستاذ كيكر على امتداد صفحات كتابه القيم، خاصة وان الكاتب استند على التوثيق الشفوي للمأساة وتفاصيلها، فكان خلال محاولاته الاتصال ببعض أبناء ضحايا تلك التجاوزات، يصطدم بجدار التهرب والتظاهر برغبة العديدين في نسيان ذلك الألم، لمبررات غامضة، تتجاوز الخوف ..
محمد بلوش
