الرئيسية حوارات مريم الفارجي: غادرت دوزيم بعد خلافات مع سيطايل، وتوقيف برامجي من قبل سليم الشيخ

مريم الفارجي: غادرت دوزيم بعد خلافات مع سيطايل، وتوقيف برامجي من قبل سليم الشيخ

كتبه كتب في 9 مايو 2012 - 21:04

 تتحدث مريم الفارجي الوجه الإعلامي البارز بالقناة الثانية سابقا، عن تجربتها بالإذاعة مرورا بالتلفزة، لتلوذ في الأخير إلى الصحافة المكتوبة باحثة مثل طير عن فضاء أرحب للحرية،  لا تتردد في القول إن سليم الشيخ عرقل برامجها الجادة في إطار  بحثه المتهافت عن الإشهار، معرجة عن اختلافاتها مع سميرة سيطايل

 الإعلامية مريم الفارجي واحدة من الوجوه البارزة والتي كان لها الفضل في إنجاح القناة الثانية، والرفع من مستواها وأدائها المهني، عرفت لدى المشاهد من خلال طلتها المتميزة عبر نشرات الأخبار، لكنها تميزت أكثر من خلال البرامج التي قدمتها، وكان أبرزها برنامج رهانات مجتمع. هي إعلامية جد نشيطة ولا تحب العطالة، لا تتنازل عن مبادئها وقناعاتها ولا تحب أن تقيد حريتها لممارسة مهنتها على أكمل وجه، حبها الأول هو الإذاعة، من حيث بدأت مشوارها وكذا لهامش الحرية الذي يعطى لها، في هذا الحوار نكتشف بعض حقائق المسكوت عنها، مع مريم المرأة التي تعشق جدا مجال الإعلام، والمتفائلة وذات الشخصية المرحة .

حدثينا عن تجربتك الإعلامية، بين الإذاعة والتلفزيون؟
بدايتي كانت سنة 1991 مع إذاعة ميدي 1، التي اشتغلت فيها لمدة ست سنوات، انتقلت بعدها لتجربة إعلامية جديدة، هذه المرة مع القناة الثانية التي التحقت للعمل بها سنة 1997 وهي السنة التي صادفت زواجي، فكنت مظطرة للانتقال إلى حيث يشتغل زوجي، وقد اشتغلت بالقناة مقدمة أخبار، حيث كنت أول من تقدم نشرة أخبار مسائية باللغة العربية على الهواء مباشرة في القناة الثانية، ثم بعد ذلك انتقلت إلى قسم آخر المكلف بانجاز التقارير الإخبارية، ونظرا لأني شخص يحب عمله و يصعب أن أنتنازل عن ما أراه يخدم العمل المهني، هذا الأمر خلق لي مشاكل مع مديرة الأخبار بالقناة، حيث كانت بيننا خلافات، فغادرت هذا القسم والتحقت بقسم البرامج، حيث قدمت عدة برامج، منها البرنامج الناجح”رهانات مجتمع”، ووثائقي عن الأسرة يتناول مواضيع عن الخطوبة، المراهقة، الحوار بين الزوجين، مدونة الأسرة، وللأسف تم توقيف هذا البرنامج من طرف سليم الشيخ بعد تعيينه مديرا للقناة، فرجعت إلى قسم الأخبار حيث بدأت، ووقع الصلح مع سيطايل، فطلبت مني الالتحاق بمكتب الرباط، لانجاز ربورطاجات وإعداد تقارير .
أين وجدت نفسك أكثر في الإذاعة أو التلفزيون؟
مارست عدة أجناس، كالحوار، التقديم، وكان حبي الأول هو الإذاعة، حيث يعطاك هامش من الحرية عندما يتعلق الأمر بانجاز البرامج، وفي بدايتي مع إذاعة ميدي1، قدمت عدة برامج بالموازاة مع تقديمي نشرات الاخبار، وقد كان اهتمامي بتقديم برامج ذات علاقة بقضايا المرأة، وكنت أول من تستضيف إمرأة متحجبة وهي نعيمة بنيعيش التي تنتمي لحزب العدالة و التنمية، لأن المحتجبات كان عليهن حظر آنذاك في وسائل الإعلام.
كيف تقويمين تجربتك الإعلامية؟
يمكنني القول عن تجربتي، أني لم أكن عاطلة، كنت دائما اشتغل، عندما يغلق باب، افتح آخر. للأسف هامش الحرية في قطاع السمعي البصري ضيق، وعندما جاءت فرصة المغادرة الطوعية غادرت القناة، وكان تعويضي ماليا مرضيا، فغادرت لاكتشاف تجربة جديدة في معترك الصحافة.
رهانات مجتمع من أنجح البرامج التي قدمتها، لماذا حوربت في هذا البرنامج؟
رهانانت مجتمع حورب، فأنا صحفية أملك شخصية قوية، أؤمن بالقناعات، وكشخصية لا أباع ولا أشترى، عندي مبادئ، وأمشي وفقها. بخصوص برنامج رهانات مجتمع، فكرت إدارة القناة في إعداد مجموعة حلقات تزامنا مع انتخابات 2007، وكانوا يريدون اعتماد أرقام جمعية 2007دابا حول نسبة المشاركة ، فرفضت استضافة هذه الجمعية لأن أرقامها خيالية و غير مصداقية ، ورفضت أن يتم تحديد الضيوف الذي يشاركون معي في الحلقة، كما رفضت إدخال بعض التغييرات على البرنامج شكلا و مضمونا، فتم توقيفي عن تقديم البرنامج و جلبوا محمد العمراني بدلا مني.
(أقاطعها)هل هذا يعني انك محاربة؟
لم أحارب ولكني فرضت شروط المهنية في البرنامج، فعندما تكلف العمراني بتقديم البرنامج تدنت نسبة المشاهدة، طلبوا مني العودة إلى البرنامج فرفضت. في قراراتي لم يوقفني أحد حتى في تقديم نشرات الأخبار، وجدت نفسي كالببغاء أعيد الأخبار، فتوقفت عن تقديمها، البرنامج الوحيد الذي آسف عليه هو الوثائقي الذي اشتغلت عليه وأعددت فيه خمس حلقات، وهو وثائقي عن الأسرة، لكن للأسف جاء سليم الشيخ وأوقفه.
لماذا لا تستمر البرامج الجادة والإيجابية، وهي في ذات الآن، شبه غائبة؟
سليم الشيخ لا يفكر إلا في المداخيل (الإشهار)، التفكير في برامج الترفيه و الإثارة، البرامج الحوارية لا تجلب مستشهرين. لذا أقول يجب على الدولة التدخل و تحديد أو تقنين الإشهار، فلا يمكن أن نترك التلفزيون في يد المستشهرين.
فعلى سبيل المثال قناة فرنسا 2، تم توقيف مرور الإشهارات في وقت الدروة، وتم تعويض القناة من طرف الدولة، ذلك لوعيهم بأن البرامج التي تمر في تلك الأوقات هي وسيلة لصناعة رأي عام، وسيلة تثقيف، هنا ياتي تدخل الدولة من أجل بناء مجتمع واع، فأما ان نترك التلفزيون في يد المستشهرين، فلا ناتي نتباكى فيما بعد ونقول دفتر التحملات، يتم التحايل على دفتر التحملات، لا أحد يهتم بدفتر التحملات، الإشكال هو في غياب المراقبة والمتابعة.
غادرت القناة الثانية مظطرة، ماهي الخلاصات التي خرجت بها؟
أنا لم أغادر مظطرة، ولكن جاءت فرصة وكان التعويض المالي مرض، فغادرت، ولو لم يكن كذلك كنت سأغادر حينها مظطرة، وحتى لو كان عندي برنامج الآن كنت سأغادر، لأن قطاع السمعي البصري يعاني من غياب الحرية، فأنا أحلم بولادة قناة مستقلة في المغرب،
ظاهرة اختفاء الكثير من الاعلاميات المعروفات عن الشاشة، لدرجة؟
معروف أن الإعلامية المحتجبة غير مرغوب فيها في تقديم البرامج، لأنها تحمل رمز، وهذا الرمز يخافون أن يقرأ لجهة معينة، وهي تخوفات واهية، أظن ان هذا الحظر لن يستمر، الآن أظن أن هؤولاء المتحجبات، وأنا أقول المتدررات، لأن هناك من تضعه لغاية دينية، ومنهن من تضعه كموضة ..وحتى في الفكر، ليس كل من تضع الحجاب، فإن لها موقفا سياسيا، والعاملات المتحجبات بالقناة الثانية لاعلاقة لهن بالسياسة ولا المواقف، فهن عاديات جدا..في الاخير أقول ان وصول العدالة والتنمية إلى الحكومة سيضع حدا لها، فهذا أمر ظاهر جدا.
من الإذاعة إلى التلفزيون إلى تجربة جديدة في معترك الصحافة المكتوبة؟
هذا تحد جديد، لني أبقى دائما تلك المتعلمة الصغيرة، فإذا لم اكتشف مجالا جديدا تكون نفسيتي مظطربة، وعندما اتمكن من شيء وأتقنه أمله، وأفكر في التغيير، هذا ما كان يقع لي منذ اشتغالي بالإذاعة، من تقديم النشرات الإخبارية والبرامج، إلى القناة وهكذا.
رؤيتك المستقبلية لقطاع الإعلام بالمغرب؟
أنا لا أؤمن بالحكومة، بل أؤمن بنا كإعلاميين، فإذا لم يأت جيل صحافيين، يملكون رغبة في التغيير وقادرون على النضال، ويحبون المهنة، ويرغبون في بناء عقليات في مجتمعهم، الذين يحبون الصحافة فعلا، هم قلة..أنا أقول الصحافي ليس دراسة فقط، الصحافي موهبة، مثله مثل كاتب أو موسيقي، إما يزداد صحفيا أو لا يكون..التغيير لا يحدث بقوانين بحكومة بوزارة..الشخص من ذاته إن لم يملك قناعة فلا يمكن أن يفعل شيئا إن بالقانون.

نون: حوار  عبد الرحيم نفتاح

مشاركة